لست بصدد كتابة مقال كدعاية انتخابية تحاكي مرحلة في حياة الشعب الفلسطيني و ان كانت هي مطلب واستحقاق وطني منذ عقد من الزمن الا انها ملبيات مرحلة فرضتها الظروف الذاتية والموضوعية بالضرورة لمتغيرات دولية و اقليمية و اهمها فوز الحزب الديمقراطي الامريكي في الانتخابات الامريكية و ما يحمله هذا الحزب من قرار تاريخي اسسه بوش لحل الدولتين .
و النقطة الاخرى بصفتي فتحاوي عتيق يهمني الحالة الوطنية قبل الحالة الحزبية وهي الاسس التي انتمينا اليها لحركة فتح كتنظيم وطني يحاكي و يتفاعل وينفذ الحُلم الفلسطيني و بالتالي مع فهمي لمقتضيات المرحلة والواقع سأتحدث الان عن اللقاء الاخير والذي انتهى منذ لحظات للقيادي الفلسطيني الوطني محمد دحلان مع قناة العربية ، وعندما اقول القيادي الوطني فهذا انعكاس لواقع طرح متكرر للقيادي الفلسطيني في كل المناسبات منذ 10 سنوات للان و التركيز الان على معالجات مرحلة اضفت كثير من الضعف على الحالة الفلسطينية سواءا سياسية او اقتصادية او امنية او اجتماعية او ثقافية فكلها مكونات ادت الى شبه سقوط للحالة الوطنية وهي تلك الحالات التي دفعت القيادي محمد دحلان للصدام مع محمود عباس رئيس السلطة ونكثه للوعود التي وعد بها من اصلاحات عندما تسلم قيادة السلطة ومنظمة التحرير وفتح كنت فخورا وانا استمع لمواقف هذا القائد وما تتمتع به من ذكاء في الاجابة على اسئلة مقدمة اللقاء ، وكنت ايضا ابحر في كثير من الجمل التي قد استقرئ منها الكثير .
ربما هذا المقال كسابقة من مقالات قد لا يعجب البعض ولكنني اتحدث بتجرد بناءا على معطيات مرحلة وفرضياتها وما حدد لها من ممرات لا يمكن للحالة الفلسطينية ان تخرج منها في ظل المفهوم السياسي ولكن اعتقد ما ركز عليه القيادي دحلان هو يغوص في عمق الحالة الكارثية للشعب الفلسطيني و هي الحالة التي من الضرورة وضع معالجات لها لرفع صمود الشعب الفلسطيني وتعزيز قوته على ارضه وبعد تلك الانهيارات التي تحدث عنها في هذا اللقاء التي احدثها قيادة محمود عباس للسلطة و هي تتلخص في جوانب متعددة الاستيطان ، الاحتلال ، الانقسام ، اضعاف حركة فتح و تسطيحها و نتائج هذا من فقر و بطالة و انهيار للمشروع الوطني هي تلك الاسس التي بنا عليها دحلان برنامجه باقتضاب شديد و من خلال الدخول في معترك الانتخابات التنافسي لتغيير النظام السياسي فبدون دخول التيار الاصلاحي لتلك الانتخابات المفروضة لا يمكن بأي حال من الاحوال تغيير هذا النظام مع تفاؤله بأن التيار سيكون له الكثير من المفاجأت والتغيير ان حصد الاغلبية او العدد الترجيحي في المجلس التشريعي القادم .
من المهم هنا ايضا ان نذكر في هذا اللقاء بأنه وضع معاجلات سيكولوجية كقائد حيث نسى ذاته في ظل التيار الاصلاحي و كما يقرر ويرى من قائمة انتخابية فتحاوية وطنية ستخوض تلك الانتخابات وهو يثق بالشعب الفلسطيني الذي يستطيع ان يميز بين من اعطى في احلك الظروف و بين من لم يعطي في اشارة الى فاكسين كورونا التي وزعها الرئيس على بطانته حتى وصلت عباس في حين انه رفض الفاكسين الاماراتي واستعان ب 2000 جرعة من اسرائيل .
تحدث دحلان بثقة وبفعل على ارض الواقع وبإيجاز شديد جدا عن ما قدمه هو والامارات من مساعدات على كافة مستويات المجتمع الفلسطيني والمؤسسات التي الفلسطينية من صحة وتعليم واسر فقيرة وهذا لم تقدمه السلطة منذ تسلم عباس للسلطة بل شارك في حصار غزة و كانت الاجابة لدى دحلان انه لم ينسى غزة ابدا و سيعمل على حل مشاكلها حينما اشار الى ازمة الكهرباء مثلا .
لا نريد هنا ان نكرر كيف تتم عملية الفصل و الاستبعاد والاقصاء فدحلان لم يحمل اللجنة المركزية مسؤولية قرار الفصل له او لناصر القدوة على انهم مغلوب على امرهم ولكن برأيي ان اللجنة المركزية مسؤولة وبحسب النظام هي قادرة رفض قرارات عباس وايقافها بل عزله هذا اذا كانت لجنة مركزية تسطيع الدفاع عن حركة فتح وتاريخها و حاضرها ومستقبلها و في اللقاء نفسه وبناءا على سؤال لمقدمة الحوار فدحلان قال لا اخاف من احد في اشارة الى الجبناء الذين لم يستطيعوا التأثير على قرارات عباس التي اشار اليها القيادة بأنه اصبح يمتلك كل السلطات ورسم واقع قانون الانتخابات بحيث يمنح الفرصة لنفسه ولنهجه بالبقاء و محاصرة دحلان في شخصه وبرغم تلك القوانين كما افاد القيادي الفلسطيني فان التيار قادر على ان يكون في عمق تلك المرحلة الانتخابية اما الرئاسية فلقد اشار دحلان ان قوانين عباس قد تحول دون ترشيح اي احد للرئاسة و هنا اشارة الى محمد دحلان والبرغوثي ولكن كما قال من حق البرغوثي ان يترشح و من حق التيار الاصلاحي اي يرشح ما يراه مناسبا و مؤكدا بأن عباس لن يكون المرشح الوحيد للرئاسة .
اكد دحلان في لقاءاته السابقة على الشراكة الوطنية والشاراكة من اجل اصلاح و تغيير النظام السياسي على اعتبار ان بناء مؤسسة التشريعي والرئاسي ومنظمة التحرير هي القادرة على اعادة تقييم المرحلة السابقة وتحديد هوية البرنامج الوطني الذي يمكن ان يستعان فيه الى دول الاقليم والدول العربية وما يستطيعون ان يقدموه في اتجاه مفهوم الدولة الفلسطينية والعمق الدولي ايضا ولكن ركز القيادي الفلسطيني ان المهمة الان هي انقاذ الشعب الفلسطيني من الفقر والجوع والحصار واعادة ترميم المؤسسات بعد الدمار الذي احدثه محمود عباس للسلطة وما دمره من ارث ياسر عرفات .
اما عن التهم فقال دحلان لم يوجه لي ولم يثبت في اي تهمة سوى مهاجمة السلطة وبالتاكيد هذا يعكس مفهوم ديكتاتوري امني مستبد فمن حق اي فلسطيني ان ينتقد ويهاجم السلطة اذا حادت عن مصالح الشعب الفلسطيني ويقول دحلان لي الشرف انني وقفت ضد محمود عباس عندما حاد عن الطريق اما عن العودة لارض الوطن كما عادت كوادر التيار الاصلاحي التي خرجت في ظروف معينة فقال انا سأخدم الشعب الفلسطيني من اي مكان متواجد فيه ونحن سعينا منذ سنوات لوضع تنازلات بيننا وبين حماس و من خلال انهاء ملف اولياء الدم ومن خلال مؤسسة تكافل وقرار العودة اتخذ منذ زمن فلا يمكن ان تبقى المواقف السابقة وان نكون اسرى لها وهذا يعني قتل للحالة الوطنية وللشعب الفلسطيني بل يجب ان نصل لتفاهمات وطنية وشراكة فعلية من اجل انقاذ هذا الشعب .
ملاحظة : هنا نتحدث عن حالة وطنية اتفقت عليها جميع القوى الوطنية والاسلامية لخوضها وان كانت في ظل الاحتلال و ما للتيار الاصلاحي الا المرور من خلالها كممر لتغيير النظام السياسي و ما لحق من دمار.