أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، مساء يوم الأربعاء، إنّ "حماس تفضل الدخول في قائمة وطنية موحدة تضم أوسع طيف سياسي وطني على قاعدة الحفاظ على الثوابت الوطنية، لشكل مشاركتها في الانتخابات التشريعية".
وأضاف هنية في مقال نشر له، اليوم، عبر صحيفة القدس المحلية أنّ مدخل تشكيل القائمة يتمثل في وثيقة الوفاق الوطني ومخرجات اجتماع الأمناء العامون ويصار بعدها لتشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع حتى تلك القوى التي لم تشارك في انتخابات المجلس التشريعي.
وتابع: "هناك نقاش لدى بعض النخبة السياسية عن مدى فعالية الانتخابات هل هي مدخل لإنهاء الانقسام والاتفاق أم هي نتيجة لذلك؟ وكل رأي له وجاهته ولكن في حالة كهذه التي نعيشها ليس بالضرورة أن نأخذ بالموقف التقليدي خاصة وأننا جربنا منذ بداية الانقسام كل الخيارات والأساليب فلتكن اذا الانتخابات مدخلاً ووسيلة وبالتأكيد لغاية هي أبعد من الانتخابات نفسها".
وأشار إلى أن حماس ترى في تعزيز الوحدة الوطنية وطي صفحة الانقسام مدخلاً أساسياً لتعظيم القوة الذاتية الفلسطينية، ومدخلاً أساسياً لحشد قوى الأمتين العربية والإسلامية في مواجهة المشروع "الصهيوني" خصوصا في هذه الفترة التي ترغب فيها قوى إقليمية ودولية لأن تشرعن كيان الاحتلال ليكون دولة مهيمنة في المنطقة.
وبين أن المرتكز الأساس الذي انطلقت منه حركة حماس في رغبتها بإجراء الانتخابات يقوم على تفعيل دور الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، في اختيار القيادة التي تمثله، ويرى أنها قادرة على تحقيق أهدافه وتطلعاته.
وأردف: "لقد دعت حماس دوما إلى إجراء الانتخابات، واعتبرتها مدخلا مهما لطي صفحة الانقسام، ومع بدء الحديث عن الانتخابات مجددًا في أواخر عام 2019، قدمت حماس جملة من المواقف السياسية والإعلامية فتحت المجال أمام إمكان إجراء الانتخابات، وقد قدرت الفصائل والقوى والمؤسسات المجتمعية عاليًا مواقف الحركة الإيجابية الوطنية".
ولفت إلى أنه ومع انطلاق قطار الانتخابات أصرت حماس على أن يسبقه حوار وطني جاد ومسؤول، يضع خارطة طريق لإتمام العملية الانتخابية بمراحلها الثلاث (المجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني)، وتذليل العقبات التي يمكن أن تعترض هذا المسار الوطني، وليتحمل الجميع مسؤولياته التاريخية بضرورة إنجاز انتخابات وطنية تمكن المواطن الفلسطيني من ممارسة حقه الأصيل في اختيار ممثليه في الهيئات التمثيلية والقيادية المختلفة.
وقال "وعدم السماح بحال بمصادرة إرادته أو القفز على خياراته أو معاكسة توجهاته الحرة، وطبقت حماس بمسؤولية وأمانة كل ما هو مطلوب منها من مخرجات الجولة الأولى من الحوارات، ونعبر كذلك عن ارتياحنا للروح الإيجابية التي يتحلى بها الاخوة في قيادة حركة فتح والتي تمثل المعصم الآخر الذي فتح الباب للوصول الى هذه المرحلة، وحماس على جاهزية تامة لاستكمال هذه الحوارات وتطبيق ما يتم التوافق عليه وطنيًا للوصول إلى إتمام عرس ديمقراطي يستحقه شعبنا الفلسطيني".
وشدد على رغبة حركته في أن تكون مدخلًا لترتيب كامل للبيت الفلسطيني، وإعادة بناء نظام سياسي فلسطيني يستجيب للتحديات التي تلاحق الحالة الفلسطينية باستمرار، ويستوعب كل القوى الحية في شعبنا في الداخل وفي الشتات على قاعدة الوحدة والشراكة والتكامل، وبالتالي إنهاء حالة الانقسام نهائيًا وتصليب المؤسسات الفلسطينية بشكل لا يسمح لأي خلاف سياسي لاحق أن يتطور أو يتعاظم، بل يكون نظامنا السياسي قادرًا وبشكل فعال على امتصاص الاختلافات والخلافات التي قد تطرأ.