لا خيار أمام إسرائيل إلا نتنياهو

حجم الخط

بقلم: ليمور سمميان درش

 


بُني المزاج الذي يحاول التقليل من أهمية إنجازات نتنياهو على مدى السنين بشكل ذكي. كل إنجاز منقطع تماما عن سياقه التاريخي وعن المسيرة التي أدت اليه. وهذا يخرج عن نطاق الامكانية التاريخية الاخرى التي كان يمكن أن تتحقق. قصة بديل لدولة إسرائيل في العقد الأخير، لو أننا فقط فتحنا بالخطأ الباب الذي من خلفه لم يكن يقف نتنياهو، بل أولمرت أو لفني، في مكان ما هناك في 2009. تخيلوا ماذا كان سيحصل في حينه.
رئيس الوزراء البديل يشرح في اليوم الذي انتخب فيه بأن الأمر الأهم هو اقامة دولة فلسطينية.
ومثلما قال في حينه اولمرت: "إما دولتان وإلا فستنتهي إسرائيل". واسندته وسائل الاعلام في تغطية "التسونامي السياسي" الذي سيحل علينا، وما كان ابو مازن يحتاج ليهدد باعلان من طرف واحد.
ورقة الكلينكس التي اعطيت له تصبح صفحات. ومن أجل اقناعه بان يقبل "فقط" 97 في المئة من الارض، تعرض إسرائيل حجما ثابتا من اللاجئين للعودة. ومثلما في اتفاق جنيف، ترفع منظمات السلام والعدل الإسرائيلية – الفلسطينية الالتماسات الى محكمة العدل العليا، وهذه تقرر بأن الكمية ليست متوازنة ولا تصمد امام اختبار المعقولية. قانون القومية؟ حلم افراد في المعارضة. وفي هذه الاثناء تتبلور أغلبية لتغيير قانون العودة، فعلى اي حال هناك حاجة لجمع شمل العائلات الفلسطينية.
في "يهودا" و"السامرة" يبدؤون بخطة اقتلاع مئات الاف اليهود من بيوتهم، من حياتهم. شاي نيتسان كان سيتلقى امر تجنيد، وتشريع ايام فك الارتباط يساعد على منع المظاهرات.
وفي هذا الوقت تتجول الاوقاف الاردنية في شوارع القدس وتساعد في رسم خطوط التقسيم المتجددة لها. فمن صلى للاحياء البعيدة؟ وبالعموم ما الأهم من تعزيز اتفاق السلام مع "القوة العظمى" الاردنية؟ في الساحة حيال ايران كان رئيس الوزراء البديل، الذي ينسجم في الرؤية مع اوباما، سيترك المعالجة في أيدي الولايات المتحدة. وكانت ايران ستواصل تعزيز قوتها، وكان الاتفاق النووي سيوقع دون اي معارضة إسرائيلية. بل العكس. برعاية "جي ستريت"، يخطب رئيس الوزراء في صالح الاتفاق.
ودول الخليج، التي ترى في السلوك الإسرائيلي ضعفا وانبطاحا، يخيب املها وتفهم بأن الطريق الى البيت الابيض يمر عبر التأييد لفلسطين. دول افريقيا وجنوب اميركا تبقي على دعمها التلقائي للفلسطينيين. الولايات المتحدة، غواتيمالا، كوسوفو، هنغاريا وتشيكيا تفتح ممثليات في القدس، العاصمة الفلسطينية الجديدة.
في الساعة الاقتصادية تتوقف التنقيبات عن الغاز الذين لن يتوفر ابدا، وعلى اي حال لماذا لا نواصل شراء الغاز المصري؟ وزير المالية البديل لا يبادر الى مشروع سايبر وطني ولا يتخيل أنه بعد عقد يكون هذا انجازا دوليا. والاقتصاد الحر سيبقى يسمى رأسمالية خنزيرية، ومع ضرائب متشددة وبيروقراطية تبقى إسرائيل خارج الـ OECD. كما ان الاحتكار التعليمي يتواصل، فلا تقام كليات أخرى للطب، والمركز الجامعي في ارئيل يكون على وشك الاغلاق مع حلول الاخلاء الكبير.
ولكن الشعب موحد ومتماسك. موحد مثل الخبز، مثلما في السبعينيات. "إسرائيل اليوم" وباقي قنوات اليمين ترتبط بمصير القناة 7. بالفعل، يمكن لكل شيء أن يكون مختلفا. من حظنا ليس هناك احد آخر "عالق في بلفور" بدلا من نتنياهو. وإلا من كان سيحلم بدولة إسرائيل كقوة عظمى اقتصادية وامنية كهذه؟ ومن الهمم بقدر لا يقل، من كان سيجسد هذا؟ اليوم أيضا، يوجد امامنا بابان، ولكن الاختيار واحد: بنيامين نتنياهو.

عن "إسرائيل اليوم"