الجميع يريد الفوز بالسلطة. هل تفوز إمرأة برئاسة السلطة؟

حجم الخط

بقلم د. ناصر اللحام

 

 

على صفحة وكالة معا. نشرت مؤسسة فريدريش إيبرت ومركز القدس للإعلام والاتصال "لعبة" تحاكي عملية تفكير الناخب قبل الإدلاء بصوته في صناديق المرشحين . (JMCC)

اللعبة تستخدم منهجية كيسكومباس وتطرح على الناخب 23 سؤالا سريعا . ومن خلال إجابات الناخب تعطيه النتيجة ( من هو الحزب الأقرب إلى أفكارك ويعبر عن طموحاتك ؟ .

مثال على ذلك إذا كنت توافق أن تكون المرأة رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية"، وإذا كنت تؤيد تعدد الزوجات وإذا كنت تريد مكافحة الفساد ، وهكذا ..

بعد الانتهاء من هذه العملية، ستقوم اللعبة بمطابقة مواقفك مع مواقف الأحزاب السياسية، ومن ثم ستظهر أمامك نسبة ارتباطك بتلك الأحزاب على شكل نسبة مئوية .

بادئ الأمر . ومن باب التجربة قام زميل ينتمي طوال حياته لحركة فتح بالإجابة على الأسئلة . ولكن اللعبة أعطته نتيجة أنه الأقرب إلى فكر الجبهة الديمقراطية .

ضحكنا بادئ الأمر . هل البرنامج خطأ ؟ أم أن المستخدم كذب في إجاباته وخدع نفسه وخدع الكمبيوتر ؟ أو أن الأحزاب تخدع الناخبين وتعرض برامج لا تنفذها أبدا !!

احتدم النقاش وبدأنا بدخول اللعبة .. يساري حصل على نتيجة أنه الأقرب لكتلة حماس !! ومستقل حصل على نتيجة فتح وهكذا .

لم ينجح الكمبيوتر في إعطاء أي مشترك مواقفه المعلنة . في البداية كان الأمر أقرب إلى المزاح .

وبعد أن اتفقنا أن البرنامج لا يكذب أبدا . وإنما هو يعطيك نتيجة علامات الإجابات التي زودته فيها .

انقلب الأمر ليتحول إلى مأساة ، على شكل سؤال جوهري ومصيري :

- هل نكذب على أنفسنا ونصوّت للكتل التي تعاكس طموحاتنا وأفكارنا ؟

أم أن الأحزاب تكذب علينا وتعلن برامج لا تنفذها أبدا ؟

الفضول قاتل .. دخلت أنا إلى اللعبة ومنحت الكمبيوتر إجاباتي . وكانت نتيجتي صادمة .