ثمة ما يجب ان يفهم الان بأن كل ما يدور ياتي في نطاق الحل الاقتصادي الامني لنظرية بلير للكيان الفلسطيني والذي وثقها ترامب بصفقة القرن التي لن تلغيها الادارة الامريكية مع تغيير العناويين، اعتقد جميع الفصائل ملتزمة بنتائج اوسلو وظواهرها وثقافتها التي اصبحت تعشعش في طبقات واجيال محتلفة من الشعب الفلسطيني ، ونظرية التحرير والكفاح المسلح اصبحت بالنسبة لهم طرح مبهم يجب اقصاء من يطالبون به، حتى فرضية وضع برنامج لدحر الاحتلال مبني على تعبئة شعبية اصبح مستبعد ويتم التحايل على مفاهيم دحر الاحتلال بالاستعاضة عن ذلك بخطاب الشرعيات الدولية ومؤتمر دولي للسلام وهدنة مؤقتة او طويلة الامد واولويات فك الحصار عن غزة ومناشدات للاستجابه لمطالب الموظفين والنقابات والمفصولين والمقطوعة رواتبهم.... الاحتلال موجود الان ولكن اخذت منظمة التحرير من خلال السلطة النيابه عنه في تسيير اوضاع الفلسطينيين وتوفير الاعباء عن الخزانة الاسرائيلية من خلال الدول المانحة و الرباعية الدولية ودول اقليمية وكذلك الامن مقابل الغذاء ودر الاموال لتحصين قوى الامن .... اعتقد جميع الفصائل لن تستطيع وضع برنامج سياسي او ان يتحدثون عن نضال خارج هذا التصورواسرائيل ليست بحاجة لتتحمل المسؤليات المباشرة ما دام هناك قوى فلسطينية وغالبيتها تعمل لحمايته وتعمل وتدجين الشعب وتسطيح ثقافته في حدود رغيف الخبز والدجاج الابيض والطماطم .... اما الشعب فلو انتم قمتم بالنفير ببوق يصل كل منزل كبوق يوم القيامة لن يخرجوا ولن يغيروا الواقع فهي تلك الثقافة التي ينادي بها كوادر في بعض الفصائل بانهم ليسوا قادرين على تناول قضية التحرير ونضالهم فقط لازالة ومحاولة تقليل الفقر في حين نسوا ان حركة التحرير هي برنامج متكامل اقتصادي اجتماعي ثقافي امني عسكري ...... والموضوع يطول ولكن لو عملوا استفتاء في الضفة وغزة سيختارون الاحتلال مرة اخرى .... وهذا ما فعلته قيادة هذا الشعب الذي اشك في كثير منها وفي منهجيتها ليس ادعاء او اتهام بل مقرون بالواقع.
إذا نحن على أبواب اوسلو مطورة يفقد فيها الشعب الفلسطيني من خلالها ارضه التاريخية ونسبة 35% من أراضي الضفة وانتخابات لن تفرز الا احتمال كنتوني او فلتان امني في الضفة يوفر ذريعة لاسرائيل للضم الفعلي لاقلية سكانية وبتوسيع لصلاحيات ادارة مدنية . وشبه دولة في غزة.
لا افهم هؤلاء الذين يبيعون ويشترون في قضيتنا كيف توضع اسماؤهم في اكثر من قائمة ما دام لهم وثائق وتصريحات تمس قضية القدس واللاجئين والعودة هذا يعني ان التشريعي الجديد ان حدث لن يقدم سياسيا ووطنيا شيء بل سيحافظ على الخطوط السياسية التي نرفضها ونامل ان تتغير لصالح تصليب موقف وطني يخرجنا من خطايا وخطيئة ارتكبت منذ عقود.
الشعب الفلسطيني مستهدف بشكل كامل ومباشر في الداخل المحتل، تفشي الجريمة والعصابات والتغذية بالسلاح في الضفة تسريب سلاح اسراىيلي لمراكز قوى وغزة تجويع وحصار .. وانتخابات لن تعطي اي مردود وطني اما الشتات لا احد مسؤول عن هذا الشعب المشتت والذي يمثل ثلثي تعداد الفلسطينيين ....مسيرة من التامر توجت باوسلو والانقسام وثقافة اجيال لا تفهم من فصاىلها الا سد حاجتها المعيشية والوظيفية.
لم يعد هناك مجال من الوقت ،ولم يعد مجال لصياغة الجمل والاطرواحات ففلسطين في خطر لم تعهده منذ النكبة وقضية اللاجئين في البورصة الدولية والانتخابات والمحاصصة والتناحر وجيل منهار داخليا وثقافيا من نتاج ازمات معيشية على سلطة تدار من كميل ابو ركن.
فل تفهموا يا بجم ان الانتخابات ستمثل الضربة القاضية للقضية الفلسطينية وبواقيها لمرحلة شرق اوسطية اسراىيل العمود الفقري فيها وما تبقى على الارض فقط من الفلسطينيين تسهيل قوتهم في مشروع كبير يهم الدول الاقليمية.. اللهم قد بلغت فشهد وكل لبيب يفهم... انتم تقتلون قضيتكم وتنفذون احد سيناريوهاتها.
نحن الجيل الذي حمل اعباء النكبة على كتفيه وساعدية وحاول وحاول وتعب بين الكهوف والمغر والوديان والجبال في اصقاع الارض وعلى بعد مقربة من التحرير فالاحتلال نمر من ورق يجيد تجنيد العملاء بيننا وممن يحيط به ولذلك ارادوا لنا ان لا ننتصر ولا ان نحرر بل نتحول لعبيد وجندرما لحراسته وكانت اوسلو ... ومعها اقصوا كل شيء فينا فلم يبقى شيء الا جزء من ادمغتنا وبقايا ممن رحلوا ....
لا يمكن حل ازمات الشعب الفلسطيني بانتخابات بتوافقيات مع الاحتلال ولكن الحل الوحيد زوال الاحتلال وباستفتاء شعبي عام تحت رعاية الامم المتحدة بحق تقرير المصير واختيار النظام السياسي الذي يناسبه وجميع المحاولات الان والمشاركات هي استنزاف للحالة الوطنية للشعب الفلسطيني . ولا مفاوضات الا برحيل المستوطنات والافراج عن كل الاسرى واعلان الدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وان تكون المفاوضات مع الاحتلال بين دولة ودولة، دولة ذات حدود وسيادة على اراضيها ومعابرها وفضائها وارضها لا ان تكون مفاوضات في داخل كم الاحتلال وملفاته ورغباته واحلامه وتبحث قضية اللاجئين بناء على قرارات الشرعية الدولية واهمها القرار 194 فلا منطق لمفاضات مباشرة او من خلال مؤتمر دولي كما يطرح الرئيس عباس المنتهية ولايته وشرعيته . ولا شرعيات تفاوضية بين من عقدوا اتفاقيات مذلة بينهم وبين الاحتلال.
ملاحظة : بمقدار وعيك يتحدد موقفك الوطني والنضالي وبمقدار ادراك قيمة فقرك ومسبباته يتحدد موقفك من النظام السياسي وشخوصه وبمقدار فهمك لطبيعة قضيتك الفلسطينية يتحدد موقفك مما هو مطروح على الساحة الفلسطينية .
.نحذر من الاستمرار في تشويه الذاكرة الفلسطينية...والثقافة التي تصدرونها مكشوفة جدا للشرفاء الذين لم ينخرطوا في ثقافتكم.