نتنياهو غير مخوّل بتصفية «الليكود»: حان الوقت للحساب

حجم الخط

بقلم: جلعاد شارون


مرت الانتخابات، وجاء وقت حساب النفس. ما الذي حصل لنا في «الليكود»؟ كيف حصل أن أكثر من 70 نائبا يأتون من أحزاب اليمين، ويزيد «الليكود» بــ 13 مقعدا عن الحزب الثاني في حجمه، ومع ذلك فان احتمال تشكيل الحكومة متدنٍ للغاية، ومنوط بموافقة مؤيدي «حماس». كيف حصل أن قمة التطلعات هي تشكيل ائتلاف بائس من 61 نائبا، متعلق بنموذج مثل بن غبير من جهة، ومن جهة اخرى بأصحاب الارقام القياسية في زيارة القتلة و»المخربين» في السجن؟ أهذا ما نريده نحن في «الليكود»؟ هذا ما اصبحنا عليه.
اختفى الحزب، من جسم ديمقراطي وحيّ أصبحنا حزبا على نمط كوريا الشمالية. في الاحاديث الشخصية يكون وزراؤنا ونوابنا مليئين بالنقد، ويصفون السلوك بالاشكالي والمرفوض. من حركة مع مبادئ وطريق لم يتبقَ الا عبادة الشخصية. ولكنهم يفضلون الصمت. ينتظرون الحصول على وجبة آخذة في الابتعاد. هؤلاء الجبناء يرون أنفسهم خلفاء مناسبين لنتنياهو، وينتظرون أن يسقط فقط. وفي اللحظة التي يسقط فيها فإن من كانوا الأكثر انبطاحا سيكونون الأوائل ليغرسوا فيه أسنانهم. وبالفعل من لم تكن له الجرأة ليقول «حتى هنا» وان يطلب الاصلاح ليس جديرا بالخلافة. اذا كان لنتنياهو – ابن المؤرخ – ضعيف الذاكرة، فليتذكر ما حصل عندما سقط في 1999. الوحيد الذي تبقى ومد له اليد كان هو الذي لم يتردد في انتقاده، وقال له الحقيقة في وجهه. كل المتزلفين اختفوا في حينه مثلما سيختفون هذه المرة ايضا، فهذه هذه طبيعتهم.
كيف نصلح «الليكود»؟ نتنياهو ملزم بأن يستوعب بأن هذه ليست مصلحته التجارية الخاصة. والحزب ملزم بأن يتوقف عن التصرف هكذا. هو ملزم بأن يفهم انه من المسموح له بل من المرغوب فيه الانصات للنقد؛ فقط هكذا نتحسن. هو ملزم بأن يتحرر من جنون الاضطهاد: ليس كل من يفكر بشكل مختلف عنه هو خائن يتآمر للاطاحة به. هو ملزم بأن يكف عن عادة عرض كل إنجاز وكأنه إنجازه. وكل فشل هو فشل شخص آخر؛ هو لا يـأخذ أبدا المسؤولية عن أي شيء. نتنياهو ملزم بحساب النفس: كيف حصل انه مع كل كفاءاته، لا يصدق هذا القدر الكبير جدا من الناس كلمة واحدة له؟ وغير مستعدين لينضموا اليه؟ كيف حصل أن ثلاثة من الاشخاص الاكثر قربا منه أصبحوا شهودا ملكيين ضده؟ هو ليس مخلصا لرجاله، وهم ليسوا مخلصين له. لو كان نتنياهو يتصرف بشكل مختلف، لكانت لـ «الليكود» حكومة. فنحو ثلاثة مقاعد انتقلت منا الى ساعر.
كما أن مسؤولي «الليكود» ملزمون بحساب النفس، فلو لم يكونوا ضعفاء وخائفين، لما كان كل هذا ليحصل. الحياة ابسط بلا عمود فقري: لا يوجد حدود للانطواء. هم يعرفون ان الامور لا تجري كما ينبغي، ولكنهم لا ينبسون ببنت شفه، بسبب الامل في أن يحصلوا على منصب او خوفا من فقدان المنصب يحمون ما تبقى لهم من لحم، ومن ناحيتهم فليحترق الحزب.
محكمة «الليكود» ملزمة هي ايضا بأن تتصرف وأن تقرر وفقا لدستور الحزب وليس وفقا للتعليمات من فوق. فلا يمكن تجاهل دستور «الليكود» والدوس عليه: إلغاء الانتخابات التمهيدية، المرة تلو الاخرى، خوفا من أن يُنتخب احد ما ذو رأي مستقل، وضمان مقعد لاحد ما من حزب آخر، وضمان مقاعد في القائمة لاناس لا يعرف احد من هم وليس لهم اي مساهمة غير كونهم إمعات بشكل مطلق، كل هذا يلحق بـ «الليكود» ضررا جسيما.
انتخب نتنياهو بأغلبية كبيرة ليقف على رأس «الليكود»، هذه حقيقة. ولكنه لم يحصل على الاذن لتصفية الحزب؛ فقد كان قبله وسيبقى بعده. اذا كان هو ونحن نريد ان نبقى الحزب الحاكم لصالح الدولة، فنحن ملزمون باجراء تحقيق حقيقي وإصلاح المفاسد على عجل.

عن «يديعوت»