تكتيك نتنياهو: يتوجـه يمينـاً لكـنـه يمـهـد الطـريـق لـ «راعـم»

حجم الخط

بقلم: بن – درور يميني


معظم ما قاله نتنياهو، أول من أمس، في خطابه السياسي الأول بعد الانتخابات كان صحيحاً. كتلة اليمين، بعد ضم الحريديم، بالفعل، نالت أغلبية 65 مقعداً. ولكن في انتخابات الاسبوع الماضي حصل شيء آخر: الانتخاب لم يكن بين اليسار واليمين، ولكن بين مؤيدي نتنياهو ومعارضي نتنياهو. الكتلة الاولى حصلت على 52 مقعداً فقط. كتلة المعارضين حصلت على اكثر. هكذا حيث إن مصير الائتلاف متعلق بحزبين، فقط حزبين، موقفهما بالنسبة لنتنياهو بقي غامضاً بعض الشيء: "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت، و"راعم" برئاسة منصور عباس.
لم يجعل نتنياهو نفسه منفراً فقط بالنسبة للوسط واليسار. بل نفر منه ايضا قسم من مصوتي اليمين. فقد ادعى ان هناك حاجة له لمعالجة التهديد الايراني. أحقاً؟ 12 سنة من حكمه تتميز بانجازات تكتيكية تبعث على الخيال. مادة جميلة للأفلام، التي لا بد ستنتج. اما على المستوى الاستراتيجي فالحديث يدور عن احد الإخفاقات الاكبر لنا. فإيران اليوم أقوى، أخطر، وأقرب الى النووي. أهذا مدعاة لمنحه التكليف بمواصلة معالجة إيران؟
كلمة واحدة لم يقلها نتنياهو عن مغازلته لعباس. هذا تكتيك مكشوف، فقد اراد ان يقول: انظروا، حاولت أن اشكل حكومة يمين، هذا لم ينجح. إذاً لا مفر لي غير التوجه الى حزب عربي، وليس مجرد اي حزب، بل بالذات حزب اسلامي. الموضوع هو ان هذا العبقري السياسي أدخل هدفاً في ملعبه؛ لأنه حصل أمران. الأول، هو أنه منح التأهيل لائتلاف معارضي نتنياهو كي ينال دعم الاحزاب العربية. والثاني، ولم يقصد ذلك ولكن النتيجة مشوقة، فهذه تعزز مكانة "عرب إسرائيل". هم لم يعودوا منبوذين. وهكذا، دون ان يقصد، كما يقال في مطارحنا، جاء القصد.
إن الاستجداءات التي أطلقها نتنياهو لساعر وبينيت توضح شيئاً اضافياً. فقد ادخل نفسه في مشكلة يحاول أن ينقذها منها. هو الذي نكل بهما. هو الذي أبقاهما خارج الائتلاف او الحكومة. وهو يعرف ان الحديث يدور عن اثنين من ابرز الزعماء في اليمين. ولكن تقريباً مثلما هو الحال دوماً عندنا هو يختار مصلحته. وفي واقع الحال، هذه ليست مصلحته. هذه كانت تنكيلات زائدة تكلفه الآن ثمناً باهظاً. فللتنكيلات التافهة من هذا النوع يوجد الكثير من الأسماء. اما العبقرية السياسية فهي ليست واحداً منها.
يحتمل أنه في نهاية المطاف سيرتكب بينيت الخطأ ويعود الى أذرع نتنياهو. وربما ايضا سينضم عباس الى مثل هذا الائتلاف. فماذا ستساوي حكومة الـ 61 مقعداً كهذه؟ فقط شيء واحد واضح – هي ستكون سيئة لإسرائيل. فالقاسم المشترك الذي بين بينيت، لبيد، ساعر وغانتس اكبر من القاسم المشترك الذي بين عباس وايتمار بن غبير. هكذا حيث إن المشكلة ليست يميناً او يساراً، الموضوع هو تحقيق إرادة الناخبين. وهم صوتوا، بأغلبية واضحة، ضد نتنياهو.

عن "يديعوت"