قال القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي لـ"فتح" غسان جاد الله: "غزة جميلة بأهلها ولكن ينقصها الكثير من الأشياء، وبإمكاننا جميعًا أن نصنع التغيير".
وأشار في تصريح صحفي مساء الجمعة، إلى أن ما حدث قبل 14 عام خطأ يتحمل مسؤوليته الجميع وجريمة ارتكبت من الجميع بحق شعبنا وقضيتنا، مؤكدًا على أنه منذ أكثر من 14 عام ما زلنا نراوح في نفس المكان الذي حدثت فيه هذه الجريمة.
وشدد على أننا بحاجة لأن نرمم ذلك بالعمل المشترك وأن ينفتح الجميع على الجميع، متابعًا: "يجب أن يصل الجميع لقناعات ثابتة بأن أي منا لوحده لن يستطيع أن يحقق لشعبنا طموحاته الوطنية أو كرامته".
وأضاف: "يجب أن نعرف أننا أخطأنا ونقيم أخطاؤنا وننطلق معا نحو المستقبل؛ وبإمكاننا أن نعيد لقضيتنا مكانتها وأن نصحح مسارنا الوطني ونكمل معا نحو تحقيق أهدافنا".
وأوضح أن مسافة الخلاف بيننا كفلسطينيين تكاد تكون معدومة، وخلافاتنا تافهة، وفلسطين والقدس تجمعنا، ولكن نحن مختلفين على آليات وليس على أهداف، منوهًا أنه تمت إعادة دراسة لما مرينا به، ونعرف أين أخطأنا وأين أصبنا، وننطلق للمستقبل من إصلاح أخطائنا، ولأننا نحن شعب واحد ولا يجوز أن نبقى منقسمين.
وفيما يتعلق بالخلاف مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال: "خلافنا مع الرئيس عباس وقيادة حركة فتح طيلة الأعوام السابقة كان ناتج عن نهج التفرد والإقصاء، وحركة فتح التي كانت واحة لجميع الآراء والأفكار أصبحت حركة شخص واحد والرئيس لوحده يقرر فيما يشاء دون الرجوع إلى المؤسسات".
وأفاد بأنه اليوم لا يوجد مؤسسات، لا لجنة مركزية تقوم بدورها ولا مجلس ثوري يقوم بدوره، وكذلك المؤسسات التنظيمية لا تقوم بدورها جاد الله: خلافنا من اللحظة الأولى كان حول الافتراء على القيادي محمد دحلان من قبل الرئيس عباس الذي كان شريكه في الكثير من المحطات الوطنية التي سبقت هذا الخلاف
وشدد على أن كل الاتهامات التي اتهم بها القيادي "دحلان" باطلة، ونحن نعلم وكنا مقربين من دوائر صنع القرار، وعلى يقين أن الخلاف لم يكن مع شخصية "دحلان" كشخص ولكن كان يستهدف قطاع غزة جاد الله: لو كان هذا الخلاف مع الأخ أبو فادي لوحده لانتهى منذ زمن، ولكن لأن الخلاف عنوانه محمد دحلان والمستهدف منه قطاع غزة.
وقال: "لم تقتصر العقوبات على الأخ أبو فادي أو المقربين منه ولكن امتدت العقوبات لتطال أهالي الأسرى وأهالي الشهداء والجرحى والموظفين وموظفي 2005، وهذا يدلل أن المشكلة مع أبناء غزة وليست مع النائب محمد دحلان بل مع كل مكونات فتح في غزة".
وأشار إلى أن السلطة لا تمن على قطاع غزة بدفع الرواتب، هي تجني ضرائب من غزة وتتلقى مساعدات من المجتمع الدولي والعربي وهذه المساعدات ليست موجهة لفئة دون الأخرى في الشعب الفلسطيني، مؤكدًا على أنه يجب أن تعامل السلطة أهل غزة وموظفي غزة والشعب في غزة كفلسطينيين من الدرجة الأولى بالتساوي مع المحافظات الشمالية.
وتابع: "أبقينا باب وحدة حركة فتح مفتوحا، وقدمنا في سبيل وحدتها الكثير من التنازلات والمرونة السياسية طيلة السنوات الماضية"، مضيفًا: "الغرور أعمى بصيرة قيادة السلطة برام الله ولا يرى التفاف الجماهير حول تيار الإصلاح الديمقراطي في غزة والضفة".
وأوضح أن الرئيس عباس أغلق الباب أمام وحدة حركة فتح ولا يوجد من سواه يقرر في حركة فتح، الكثيرين من أعضاء اللجنة المركزية لا حول لهم ولا قوة، مشددًا على أن قرار اللجنة المركزية مختطف من قبل الرئيس محمود عباس وقليلين مِمّن هم حوله.
ونوَّه إلى أن اللجنة المركزية لم تكن تجتمع وإنما كان يجتمع أعضاء من اللجنة المركزية ويقرروا باسمها ويصدرون قرارات دون الرجوع إلى باقي الأعضاء، مؤكدًا على الجهوزية لتوحيد هذه الحركة في أي وقت من الأوقات ولن نغلق الباب ما دمنا أحياء.
كما تطرق جاد الله إلى الموقف من القيادي ناصر القدوة، مشيرًا إلى وجود نقاط التقاء كثيرة بين التيار الإصلاحي والقدوة في الآراء والرؤية لهذه الحركة وكيفية إصلاحها وهناك نقاط التقاء كثيرة مع القيادي الأسير مروان البرغوثي والكثيرين من أعضاء اللجنة المركزية.
وأفاد بأن الرئيس عباس ليس المرشح الوحيد ولن نقبل كفتحاويين ولن يقبل شعبنا أن يكون عباس الرئيس الوحيد، منوهًا إلى أنه لا يجوز أن يبقى قدرنا هو الرئيس محمود عباس، ولا نقبل بأن يكون المرشح الوحيد، مع تقديرنا لكل ما فعله من خير، وتحفظنا على كل ما ارتكبه من مصائب وجرائم خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح أن هناك عدة شخصيات يمكن أن تنافس على الترشح للرئاسة، فهناك القياديان "دحلان" و"البرغوثي"، يفكران بخوض الانتخابات الرئاسية أيضا، وعلى الفتحاويون أن لا يخاوفوا من تعدد القوائم وأن ينتخب كل منهم القائمة التي يرى فيها مصلحة شعبه، فما حدث في 2006 لن يحدث في 2021.
وقال: "سنستخدم كل الوسائل لنكون إلى جانب شعبنا. ولم نكون من أصحاب الخيار الواحد، ونسعى لوحدة حركة فتح ولدينا العديد من الخيارات في حال أغلق الباب أمام وحدة الحركة".
كما وتناول جاد الله إمكانية عودة القيادي محمد دحلان إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه من الممكن عودته قبل عقد الانتخابات.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع حركة حماس، أكد على أن حركة حماس مكون رئيسي من مكونات شعبنا الفلسطيني، وتطورت العلاقة للحديث عن المستقبل، مفيدًا بأن هناك الكثير من المشاكل في غزة تحتاج لعلاج، ومشكلاتها التي تراكمت خلال 15 سنة ليست سهلة وتحتاج تكاتف من الجميع والتعاون مع كل مكونات شعبنا.
وأوضح أن حلول مشاكل غزة لا تتم بالمساعدات والكوبونات بل بالتنمية والمشاريع والتغيير في عقلية التعامل مع القطاع، موضحًا أنه لدينا عقلية منفتحة وهدفنا الأساسي هو خدمة الناس، وهذه الخدمة ستعود على التيار وشعبنا بالخير.
وأشار إلى أنه بعد نتائج الثانوية العامة تبنينا 200 طالب مِمّن حصلوا على معدل 95% فما فوق، وتوجهنا لدفع رسومهم من خلال الجهة المالية.
وشدد على أن القناعة بالانتقال من مربع التعامل مع شعبنا على أنه حالة إنسانية إلى مربع التعامل مع شعبنا كحالة إنتاجية منافسة يجب أن تتوفر لديها البيئة لكي تستطيع إخراج افضل ما لديها.