سلالة جديدة من كارهي نتنياهو !

حجم الخط

بقلم: جدعون ليفي

 


ظهرت في منطقتنا سلالة جديدة من كراهية نتنياهو. تأييد متحمس لمرشحي اليمين ورفعهم إلى مستوى الزعماء الشجعان والمستقيمين والجديرين. لأنه لا يوجد لمعسكر التغيير أي تغيير يمكن طرحه، باستثناء إسقاط نتنياهو، ولأنه لا يوجد له أي مرشح جدير لطرحه، فانه يقوم بتجميل مرشحي اليمين ويتوجهم بألقاب هم أنفسهم لم يحلموا في أي يوم بأن يصبحوا يستحقونها.
سياسيون من اليمين، بعضهم جبناء وبعضهم عنصريون، هم حلم اليسار الآن، شريطة أن لا يتم تشكيل حكومة اخرى لنتنياهو.
رفيت هيخت متأثرة بجدعون ساعر. صحيح أنها تعترف بأن مواقفه تثير رعبها، لكن هذا موضوع هامشي.
الاساس أنه «لا يتراجع ولا يتعرج». اليساري الذي يتأثر من ساعر يجب عليه الصلاة طوال اليوم من أجل أن يتعرج ساعر ويتراجع قدر الامكان، كي لا يجسد مواقفه المثيرة للرعب.
بالضبط ساعر، الذي لا يتعرج، أي ساعر الذي يتمسك بكلمته ويجلب المزيد من الطلاب الى الخليل «اليهودية» ويفرض المزيد من القيود في ايام السبت، ويضم «مناطق» ويطرد بقايا طالبي اللجوء، بالضبط ساعر هذا هو الذي يثير التقدير لدى يسارية جديرة مثل هيخت. وهي أيضا تعتقد أن ساعر شخص شجاع. وزهافا غلئون تعتقد ايضا أن ساعر تصرف بشجاعة عندما انسحب من «الليكود»، لكن ما هو الخيار الذي بقي له بالضبط بعد أن قام نتنياهو باهانته وأبعده عن كل منصب؟ ساعر غير شجاع، أو للأسف، ما زال لم يكتشف أنه كذلك.
يئير لبيد بالتأكيد غير شجاع. فهو زعيم صامت في المعارضة. معارضة صامتة؟ لا يوجد شيء كهذا. طوال حياته في المعارضة، ليس فقط في الحملة الاخيرة، يئير لبيد هو شخص صامت. دائما كان يقول ما يتوقع معسكره أن يقوله، ولم يتجرأ على قول أي شيء يعتبر مثيرا للخلاف. لبيد رجل معارضة ضعيف، مقارنة مع اسلافه. مناحيم بيغن، مثلا، وحتى شمعون بيرس، صرخوا وانتيقدوا واقترحوا وعملوا سرا ولم يصمتوا. أما لبيد فهو رجل صامت.
شجاع؟ جيد. ولكن هذا غير كاف. الآن لبيد هو بطل اليسار. وقد كتبت غلئون بانفعال أنه قد تعلم من اخطائه.
واوري مسغاف خرج عن اطواره في الثناء عليه. وما الذي لم يكتبه عن محارب الحرية الجديد، «الذكاء المهني ورباطة الجأش» التي هي استمرار لـ «تميزه السياسي في السنوات الأخيرة».
ما الذي امتاز به لبيد بالضبط عدا انضمامه لحكومة نتنياهو؟ هل قام باقتراح أي شيء مهم ومعارض في جوهره؟ هل اتبع الديمقراطية في حزبه؟ هل عمل على تقويض الحكومة في الكنيست؟ «ببساطة هو يفعل كل شيء بشكل صحيح، مرة تلو الاخرى. هكذا يبدو النضج السياسي»، تأثر مسغاف. اذا كان النضج السياسي هكذا فربما من الافضل انتظار شيخوخة لبيد وشيخوخة مسغاف. فربما حتى ذلك الحين سينضجان ويتعلمان ما هو النضج السياسي، وبالاساس ما هي الشجاعة الجماهيرية.
نحاميا شترسلر تأثر بافيغدور ليبرمان، الذي هو ايضا بطل لليسار. ولكن فقط بسبب كراهيته للاصوليين بالطبع. «ليبرمان 2021 هو تومي لبيد 2003»، كتب شترسلر عن السياسي المتعفن، الفظ، الصهيوني والعنصري جدا من بين جميع رجال النظام السياسي في إسرائيل. اليساري لا يمكنه التأثر بأي شيء يقوله أو يفعله ليبرمان. ولكن يبدو أننا ايضا سنغفر لليبرمان خطاياه، طالما أنه يعارض نتنياهو. شترسلر توقع وعمليا امل بـ 15 مقعدا لليبرمان. ولحسن الحظ هو لم يحصل حتى على نصفها.
أخيرا، امنون هراري عبر عن رغبة معظم معسكره عندما طلب من لبيد اعطاء نفتالي بينيت التفويض لتشكيل الحكومة. في معسكر التغيير لا يفضلون فقط ممثل المستوطنين بينيت على نتنياهو، هذا مفهوم ضمنا كما يبدو، بل كانوا سيفضلون على بينيت حتى فيكتور اوربان أو جيير بولسينارو أو رودريغو دوترتا. وفي يوم سيئ بشكل خاص كانوا سيفضلون ايتمار بن غبير عليه.
يمكن، وربما من الضروري ايضا، أن نكون ضد نتنياهو. ولكن من الضروري ايضا أن نعرض مرشحاً أفضل منه. يجب علينا عرض بديل. وهذا لا يوجد فعليا.

عن «هآرتس»