أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أنه سيتم اعتبارًا من صباح يوم الإثنين، تطعيم المعلمين والإداريين في المدارس الحكومية والخاصة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" للمرحلة الأساسية، وذلك بدءًا من الفئات العمرية الأكبر سنًا، وانتهاء بكافة الأعمار مع نهاية الاسبوع الجاري.
جاء ذلك في كلمته بمستهل جلسة الحكومة، المنعقدة بمدينة رام الله، مشيرًا إلى أن التطعيم بهذه الآلية جاء تمهيدا لاستئناف الدراسة لطلبة المرحلة الاساسية (من الصف الأول إلى الصف السادس)، إضافة لرياض الأطفال اعتبارا من الأحد المقبل، الموافق الحادي عشر من نيسان الجاري، وستليها الكوادر التعليمية للمراحل الأخرى، تمهيدا لعودة التعليم الوجاهي بالكامل للمدارس، وفق نظام التعليم المدمج الذي وضعته وزارة التربية والتعليم.
وقال: سنقدم المطاعيم في مرحلة لاحقة للكوادر العاملة في الجامعات والمعاهد حتى نصل الى المرحلة التي نتمكن خلالها من عودة التعليم الجامعي وجاهيا في جميع المؤسسات التعليمية.
كما وتقدم اشتية بالشكر للكوادر الأمنية والطبية والصحية لما يبذلونه من جهد في تقديم المطاعيم للمواطنين، وفق البروتوكولات الصحية المعلن عنها، والسهولة التي تتم فيها هذه العملية، للوصول إلى مناعة مجتمعية، تمكننا من العودة الحذرة لممارسة حياتنا في شتى القطاعات بعد أن وجدنا أنفسنا في عزلة طيلة عام كامل.
وأشار إلى أنه سيتم افتتاح فعاليات مؤتمر بعنوان ( كوفيد 19: حالة فلسطين التحديات والمواجهة)، بعد غد الأربعاء، بمشاركة كافة القطاعات، إضافة إلى الشركاء الدوليين الذين قدموا المساعدات التي أعانتنا على الصمود أمام الفيروس وسلالاته المتحورة.
وقال: سيسلط المؤتمر الضوء على أبرز التحديات والجهود والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الوباء وتقليص مساحة انتشاره، منوهًا إلى أن دفعات جديدة من اللقاحات المضادة للفيروس ستصلنا خلال الأيام والاسابيع المقبلة، الأمر الذي سيمكننا من مواصلة تقديم المطاعيم للمواطنين بيسر وسهولة، ووفق البروتوكولات الصحية المعلن عنها، من قبل وزارة الصحة.
كما تناول اشتية الإجراءات التخفيفية التي تم الإعلان عنها أمس الأول للحد من تفشي كورونا، بقوله: تستمر هذه الإجراءات إلى ما قبل شهر رمضان المبارك، مع استمرار دعوتنا للامتثال للتدابير الوقائية، وخاصة ارتداء الكمامة، والابتعاد عن التجمعات ومنع بيوت العزاء والاحتفالات وغيرها.
ونوه إلى أن ترتيبات خاصة للشهر الفضيل سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل، من شأنها أن تحافظ على صحة الموطنين، وتسهم في تنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة، بالتوازي مع استمرار عملية التطعيم لضمان تلقي المزيد من المواطنين اللقاحات.
وعلى صعيدٍ آخر، وجَّه اشتية التهنئة لأهلنا المسيحيين بعيد الفصح المجيد، معربا عن أمله بأن يعيده الله عز وجل على شعبنا بالحرية والاستقلال والوحدة الوطنية.
وفيما يتعلق باكتمال تقديم القوائم الانتخابية طلبات الترشح للانتخابات التشريعية، والتي بلغت 36 قائمة، أشار اشتية إلى أن هذا يدل على حالة من التعددية، والتعطش لممارسة العملية الانتخابية، في ظل أجواء الحرية والديموقراطية التي تشكل البيئة الحاضنة لتلك العملية.
وبهذا الخصوص، تقدم مجلس الوزراء بالتحية لكل من تقدم للترشح، مؤكدا تقديم كل ما من شأنه تسهيل مشاركة القوائم في العملية الانتخابية في أجواء من الحرية، والشفافية، والديمقراطية، وصولا إلى العرس الديمقراطي في الثاني والعشرين من شهر أيار المقبل، الذي سيكون يوما مهما في الرزنامة الوطنية الفلسطينية، وتكتسب فيه القضية الفلسطينية مناعة جديدة تمكنها من مواجهة التحديات الخارجية، وتجاوُز كل ما ترتب عن حالة الانقسام عبر الشراكة تحت قبة البرلمان، مع المكونات الوطنية التي ستشارك في العملية الديموقراطية.
قائلا: نعرف أن أمامنا تحديات كبيرة تتمثل في وصولنا إلى هذه اللحظة التاريخية من خلال مشاركة الجميع في الانتخابات ترشيحا وانتخابا. وأكد أن إصرار كافة القوى على إجراء الانتخابات في القدس سيشكل ضغطا دوليا على إسرائيل لإجبارها على القبول بمشاركة أهلنا في المدينة المقدسة في الانتخابات، كما شاركوا في الانتخابات التي جرت في الأعوام 96 و2005 و2006.
وتابع: قد أرسلنا عبر وزارة الخارجية رسائل إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا الاتحادية نطلب التدخل لإلزام اسرائيل بالاتفاقيات الموقعة، بما فيها السماح لأهلنا في القدس بالمشاركة، وعطفا على ما جرى بالانتخابات السابقة.
من جانب آخر، أدان مجلس الوزراء عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها سلطات الاحتلال في المدينة المقدسة، من خلال محاولاتها الاستيلاء على منازل المواطنين في الشيخ جراح لصالح المستوطنين، إضافة الى التهديد بهدم أحياء كاملة، حيث وجهت اخطارات بالهدم، والاستيلاء على نحو عشرين ألف وحدة سكنية في المدينة المقدسة، لصالح المستوطنين.
كما أدان اعتداءات المستوطنين المستمرة على المواطنين في القرى، والبلدات، خاصة اعتداء عشرات المستوطنين امام أعين جنود الاحتلال على المسن وليد الشويكة (75 عاما)، اثناء تواجده بأرضه في قرية جالود جنوبي نابلس.
وعلى صعيد آخر، نعى مجلس الوزراء الشاعر الكبير ابن فلسطين عز الدين المناصرة ، متقدما لأسرته باحر التعازي وصدق المواساة.
كما أعلن وقوف فلسطين إلى جانب الأردن الشقيق-ملكا وحكومة وشعبا -أمام أية محاولات تستهدف أمنه واستقراره، مؤكدا على ما قاله رئيس دولة فلسطين محمود عباس بأن أمن واستقرار الأردن هو مصلحة فلسطينية عليا، وأن أي مساس باستقرار الأردن هو مساس بأمن واستقرار فلسطين، فالعلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الشقيقين هي علاقة دم ومصير مشترك، نتمنى للأردن وأهل الأردن كل خير وسلامة.
ومن المقرر أن يناقش مجلس الوزراء اليوم: استراتيجية الإيرادات الضريبية، وتعزيز الموازنة ومشروع الالياف الضوئية لتعزيز الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية، واستكمال اعمال اللجنة المتعلقة بزهرة الفنجان، وعدد من مشاريع القوانين، إضافة الى تقارير من وزارة الصحة والخارجية والمالية والداخلية والقدس وقطاع غزة، ومناقشة مطالب بعض النقابات، حسب توصيات اللجنة الوزارية