علّق الأسير الفلسطييني حسن سلامة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، على رفض ترشيحه في الانتخابات التشريعية 2021 المقبلة.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية اليوم الإثنين، قد أصدرت بيانًا يتعلق بقرارها حول رفض ترشح الأسير حسن سلامة للانتخابات التشريعية المرتقبة.
وقالت اللجنة في بيان صحفي ورد وكالة "خبر": "نؤكد أن قبول أو رفض أي مرشح أو قائمة للانتخابات، يستند فقط إلى شروط الترشح التي نص عليها قانون الانتخابات، وهي تتعامل مع جميع المرشحين والقوائم وفقاً لنفس المعايير".
وأضافت أن أحد شروط الترشح هو أن يكون المرشح مدرجاً في سجل الناخبين، وبما أن اسم الأسير حسن سلامة غير مدرج في سجل الناخبين، فإن اللجنة رفضت ترشحه.
وفيما يلي النص الكامل لرسالة الأسير حسن سلامة:
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما قررت أن أكتب هذه الرسالة وأقدمها كمرافعة أمام محكمتكم لم يكن القرار سهلا على نفسي، لأنني أترافع عن نفسي مطالبا بحقي من أبناء شعبي لذلك أجدني ضعيفا وما كنت كذلك أبدا ومحاكم الاحتلال تشهد لي وأنا أصرخ بأعلى صوتي متسلحا بعدالة قضيتي مسنودا بقوة شعبي وارادتي التي ما لانت، هذا الشعب الذي قال عنه السيد الرئيس أبو عمار شعب الجبارين وهو كذلك وسيبقى بإذن الله.
وبعد 26 عام من الاعتقال والغياب القسري داخل زنازين الاحتلال وحرماني من كل شيء حتى حقي بأن أكون انسان يشعر ويتألم يحزن ويفرح اجدني في موقف أصعب من كل ما مضى إن كان ما سيحدث لي هو واقع فعلا وليس كابوسا، أبدا هو كابوس ومستحيل أن يكون أمرا واقعا، كيف ذلك هل أنا أمام محكمة فلسطينية أطالب بحقي أن أكون فلسطينيا وهي غيابي ووجودي في العزل الانفرادي والظروف الصعبة التي يفرضها علي الاحتلال تجعلني شخصا غير معترف به فقط ولأنني لأسباب قاهرة خارجة عن ارادتي لم استطع تسجيل اسمي في السجل الانتخابي؛ وهل نحن الأسرى نعيش في أوضاع طبيعية ومستقرة بحيث يطلب منا نحن أن نقوم بتسجيل أسمائنا ونحن الذي نعيش كل ساعة بوضع يختلف عن شعب بأكمله لأننا وفي كل لحظة ننتظر تفتيش أو نقل.
أنا لا أعرف من منا الأصل أن يحاكم الاخر أنتم الذين لم ترفعوا اصواتكم أمام المحاكم الدولية تطالبون بحق اسراكم بالمشاركة في الانتخابات وتقوموا بتكليف لجنة خاصة تعمل على تسجيل أسماء الاسرى في سجون الاحتلال بالسجل الانتخابي بالتعاون مع وزارة شؤون الاسرى وكل أسمائنا مسجلة عندها.
أم نحن الذين لا حول لنا ولا قوة إلا ظلم الاحتلال والحرمان وكانه لا يكفينا ذلك بحيث نظلم من أبناء شعبنا ونحرم من ممارسة حقنا الذي ناضلنا من أجله فقط لأننا لم نستطيع تسجيل اسمائنا في سجل انتخابات دفعنا من أجلها دمائنا وأعمارنا؛ اذا فليسجل التاريخ أن أسيرا فلسطينيا في هذا اليوم قررت محكمة فلسطينية بحقه دون مراعاة ظرفه والوقف بأن يمارس حقه الانتخابي وبذلك لا حياة له ولا وجود ولا اعتبار لسنوات عمره التي قضاها في زنازين الاحتلال، اذا هي محاكمة لكل الاسرى وهي رسالة تكتبونها اليوم بحق الاسرى لتبقى شاهدة عليكم تقرأها الأجيال القادمة التي ستأتي، فكيف ستذكركم هذه الأجيال وهل ستترحم عليكم أم ماذا ؟؟!! صدقني أن الأمر الان أكبر من قضية فرد قررت لجنة الانتخابات اسقاط اسمه بطريقة أقل ما يقال أنها لا علاقة لها بالمفهوم الوطني وحتى الأخلاقي، هذه اللجنة التي ارتكبت هذا الجرم الكبير لم تعلم أنها أساءت لنفسها وتناست أن هؤلاء الاسرى بتضحياتهم وأعمارهم التي قضوها في سجون الاحتلال ومنهم الشهداء هم سبب وجودهم الان على هذه الأرض فلا تنسوا أنتم ذلك، وحاولوا أن تعيدوا الأمر لموضعه الصحيح، فتاريخ الثورة زاخر ومليء بالبطولات وصفحاته مشرفة وفيه أيضا صفحات خذلان فلا تزيدوا الثانية واحرصوا على الأولى وحكموا ضمائركم وتجردوا من أي ولاء إلا لفلسطين وحدها بتنوعاتها وهذا هو سر جمالها.
وجودنا في قوائم شعبنا في عرسه الانتخابي لهو أكبر دليل على مشروعية نضالنا وعدالة قضيتنا واجماع أبناء شعبنا علينا كأسرى وهي أيضا كسر للدعاية الصهيونية التي يصورنا اعلامها على أننا مجموعة قتلة إرهابيين بل نحن ابطال أشرف وأنبل واعدل قضية طلاب حرية وتحرر أصحاب حضارة قوية راسخة رسوخ الجبال من حقنا المشاركة في الانتخابات التي ستجري رغم أنف الاحتلال.