مع دخول فصل الشتاء تصبح الظروف البيئية مواتية أكثر لانتشار نزلات البرد وإصابات الجهاز التنفسي بين الأطفال، مع انخفاض درجات الحرارة، واختلال شروط التهوية في المدارس والحضانات، وعدم التزام الأهل بسياسة عزل الطفل المريض في بيته حتى يشفى، وذلك لأسباب يرجع بعضها لضعف المعرفة وبعضها لظروف الأهل والآخر بسبب تراخي الإدارات.
ونظريات الوقاية الحديثة من الأمراض، تعتمد على أمرين أساسيين:
أولهما، متابعة تطبيق أطفالنا لقواعد الصحة العامة، ومنها:
- تجنب التلاصق والمصافحة والتقبيل.
- اعتماد سلوك غسل اليدين قبل الأكل والشرب وبعد الخروج من المرحاض منهجاً دائماً.
- عدم ملامسة العين والأنف والفم في المدارس والأماكن العامة، دون غسل اليدين أو تنظيفهما بالمواد المطهرة.
وثانيهما، رفع قدرة الجهاز المناعي إلى حدودها القصوى، كي يتمكن هذا الجهاز من أدائه الكامل في حال التعرض للعدوى، بخاصة عند التعرض لبعض الأمراض التي لا يتوفر علاج علمي مناسب لها حتى اليوم.
ومن طرق تقوية المناعة عند الأطفال:
1- إعطاء لقاح الإنفلونزا السنوي في بداية كل عام، لتخفيض أعراض الإصابة بفيروس الإنفلونزا.
2- توجد بعض المركبات الصيدلانية الخاصة، والتي تحتوي على خلاصات من الجراثيم الأكثر شيوعا في إصابة الأنف والأذن والبلعوم والجهاز التنفسي السفلي، بشكلها المقتول (غير الحي).
ويمكن مزج هذه الخلاصات العديمة الطعم والرائحة مع الطعام أو الشراب، وإعطاؤها للطفل لفترة محددة من كل شهر في الأشهر الثلاثة الأولى من خطة الوقاية، والتي تؤدي إلى رفع قدرة الجهاز المناعي على محاربة هذه الأنواع من الجراثيم لمدة عام كامل.
3- يمكن استخدام بعض الخيارات العشبية، والمتوفرة على شكل شرابات أو كبسولات، وتحتوي على خلاصات من البابونج والزوفا والعسل والتوت البري، والتي تعتبر من المواد الموجودة في الطبيعة والقادرة على زيادة إنتاج الطحال من الجزيئات المناعية المحاربة للفيروسات، ومن أهم تلك الخلاصات هو خلاصة زهرة الإكانيشيا Echinacea، واالمتوفرة بعدة أشكال.
ولا يوجد ما يمنع من استخدام تلك المواد في حال توافرها بشكلها الطبيعي المجفف والمعبأ في أكياس كأكياس الشاي، لكن دون الإفراط في تناولها، واتباع التعليمات المتوفرة داخل علبة المنتج والمتماشية مع توصيات هيئة الدواء والغذاء العالمية.
4- لرفع قدرة الجهاز المناعي عند أطفالنا، ينصح بالإكثار من تناول الفواكه والخضار، لاحتوائها على العديد من الفيتامينات التي تدعم سير عملية محاربة الجهاز المناعي للأمراض.
5- علينا الانتباه لتنظيم النوم عند الأطفال، لأن النوم المتأخر وقلة عدد ساعات النوم، من شانها أن تؤدي للإخلال بقدرة جهاز المناعة على مكافحة الأمراض، وتساهم في بطء الرد المناعي في حال التعرض للعدوى.
6- يجب الحرص على ممارسة أطفالنا للرياضة الدورية والمنظمة، وعدم تركهم للركون إلى التلفاز والأجهزة الإلكترونية، لأن الرياضة تؤدي إلى تفعيل عمل العديد من الهرمونات الخاصة داخل الجسم، والتي تتشارك مع الجهاز المناعي في سرعة ودقة أدائه عند التعرض للعوامل الممرضة.
7- علينا الانتباه إلى عدم الاستخدام العشوائي أو غير اللازم للمضادات الحيوية، في مكافحة نزلات البرد، لأن ذلك سيؤدي إلى تكوين سلالات مقاومة من الجراثيم لا تستجيب عند الضرورة للعلاج.
ويجب الحرص على عدم تناول المضادات الحيوية إلا بعد مراجعة الطبيب، الذي سيكون الأقدر على التحقق من الحاجة لاستخدام المضاد الحيوي ونوعه وجرعاته ومدة استخدامه.