الرجوب: حركة فتح تريد بناء دولة حرية وديمقراطية وأمن

جبريل الرجوب
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أكّد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، اليوم الأربعاء، على أن الحركة تُريد بناء دولة حرية وديمقراطية وأمن في هذا البلد وتوفير كل أسباب الصمود.

وكشف الرجوب في لقاء مع فضائية (عودة) الفلسطينية، عن تحولات وتدخلات إقليمية استهدفت رأس الحركة، اقتضت تغييرات ومراجعة من اللجنة المركزية بخصوص المشاركة في العملية الانتخابية لتعزيز قائمة الحركة ولمواجهة أي استحقاقات سياسية بعد الانتخابات، وفق قوله.

وقال: "كان  قرار اللجنة المركزية بألا يكون هناك في القائمة أي أحد من الخلية الأولى لقناعتنا والتزامنا  أن المرحلة القادمة لها علاقة بمنظمة التحرير وإعادة الاعتبار للمنظمة ودورها و تفعيل مؤسساتها واعطائها مسؤولياتها كاملة ، باعتبار السلطة إحدى مكونات المنظمة".

وشدّد الرجوب، على وجود تحديات استراتيجية تتحمل فتح مسؤولية الانتصار فيها وهي أولاً المعركة مع الاحتلال وإنهاء الانقسام وتجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني، وركز على يمين  فاشي يحكم "إسرائيل" وضع مجموعة أهداف على رأسها حركة فتح.

وأضاف: "الاحتلال يعمل على تحويلنا إلى أشلاء بلا كينونة سياسية، ومنعنا من كسر دائرة مفرغة ساعدتهم ترامب الإدارة الأميركية في وضعنا فيها، إنّ لفتح إرث عظيم في التاريخ والإرث الوطني الفلسطيني فقد انتزعت القضية الفلسطينية من إدراج الجامعة العربية كقضية لاجئين وخاضت مسيرة النضال الوطني وفتح  النقيض والعدو الاستراتيجي للاحتلال والعدوان الصهيوني بجوهره القائم على الاستيطان الاستعماري والاحتلال".

ووجه الرجوب رسالة لمناضلي الحركة على رأسهم الأسرى البواسل في معتقلات الاحتلال كريم يونس وضياء الأغا أبو الطوس وماهر يونس وفؤاد الشوبكي، قال فيها: "أنا أقول لكل أسرانا والاسرى المحررين  وأسر الشهداء والجرحى وكل أنصار فتح هذه معركتكم بغض النظر عن أي ترسبات، فهناك عدو يريد سرقة إرثكم وتضحياتكم ويشتت شملنا".

وذكر: "من يُريد دولة يجب أنّ يُسامح ويصطف حول الحركة المعبرة عن منطلقات كل فلسطيني بغض النظر عن خلفيته السياسية، فنحن عندنا مئات الآلاف من الأسرى والمحررين الذين كانوا دائما في الصفوف الأولى وأقول للجميع لا أحد يقلق على فتح  رغم أنّ أطرافًا إقليمية لا تستهدف إلا فتح، وكذلك الكثير من القوائم التي  تريد تصفية حسابات مع حركتكم، لكننا  نتحدث بقيمنا ونتصرف بأخلاقنا الوطنية".

وأردف: "من حقنا ممارسة كل أشكال النضال لكن في هذه المرحلة قررنا المقاومة الشعبية والفعل الشعبي والعصيان الوطني فهذه اشكال فاعلة مؤثرة ومكلفة للاحتلال، وفي الموضوع التنظيمي يجب أن نبني ونحمي ونصون منظمة التحرير كي يقبل العالم مخرجات الانتخابات ومن هذه الزاوية نرى مقتضيات النجاح والفوز".

وجاء في حديث الرجوب: "نحن في فتح ذهبنا في حوارنا مع حماس لانجاز وثيقة لها علاقة بهذا المفهوم واتمنى من حركة الإدراك بأنّ الشرعية الوطنية التي ُنريد جميعنا تحقيقها لا يمكن أن تكتمل دون إقرارنا بتأثير العامل الإقليمي والدولي الذي يريدنا أن نكون موحدين".

وعبّر عن أمله  بتحلي الحملة الانتخابية بسلوك مدرك للاستحقاقات وخال من المزايدات، حيث اعتبر هذه اللحظة التاريخية أهم مرحلة بعد انطلاقة الثورة، مُردفًا: "إما الذهاب إلى دولة أو التناحر منقسيمن، لأنّ فتح بفكرها الوطني المستنير ستذهب إلى تشكيل وحدة وطنية والمجال مفتوح لكل من يثق به شعبنا". 

وحول الأهداف الرئيسة من الانتخابات، أوضح الرجوب: "نريد انجاح مبادرة استراتيجية تاريخة لا يقدم عليها إلا العظماء وعلى رأسنا الرئيس أبو مازن وهي إنهاء الانقسام من خلال عملية ديمقراطية على ثلاثة مراحل لافتا الى اتفاق استراتيجي مع فصائل العمل الوطني لإنهاء الانقسام وانجاز الشراكة وإشاعة الحياة الديمقراطية وشدد على اشراك القدس والمقدسيين بالترشح والتصويت".

وزاد قائلًا: "لقد بنينا استراتيجية لمواجهة التحديات أما الانتخابات فهي المدخل لإنهاء الانقسام، والانتخابات على ثلاث مراحل هي الأساس لبناء شراكة وطنية، باعتبارها شكل من أشكال الصدام ومقاومة الاحتلال"، مُشيراً إلى أنّ تصليب الوضع الداخلي ونجاح الانتخابات مرهون بشكل الحملة الانتخابية وحجم المشاركة، ما يتطلب من كافة مناضلي فتح توفير كل الوسائل  لتمكين المواطنين من أداء واجبهم  الانتخابي.

وبين الرجوب: "نحن أم الولد ويجب ألا يتصرف الفتحاويون بمنظور تنظيمي فتح وحسب فقط بل بضرورة ضمان فوز حركة فتح وحلفائها بأغلبية في هذه الانتخابات  فنحن نمتلك ارث ياسر عرفات وخليل الوزير ، ونعتقد أن الصراع سيكون على البرامج"، محذرًا من مخطط لأن تكون الانتخابات بمقاس الاحتلال.

وتابع: "شعبنا يدرك عنده حس وعنده القدرة على تمييز من لا ارث له ولا تضحية ولا انجاز ولا خدمة ولا أداء"، مجددًا التأكيد على الوحدة الوطنية  كضمانة لمستقبل الأجيال الفلسطينية وقضية الشعب الفلسطيني.

ونوه إلى أنه لن يتحقق هذا البعد الايجابي إلاإذا أدركنا معنى الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تتطلع فتح الى تحقيقها وإدراك معنى الشرعية الإقليمية والدولية التي تقتضي منا أن نتوحد على بنية سياسية وطنية نضالية مرتبطة بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على ارضنا، لافتًا إلى تطلع حركة فتح وارادتها في تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات.

واستدرك بالقول: "موازين القوى ستقرر صيغة البرلمان ورسالته، سنعمل على تغيير جذري في الواقع والقوانين و الاليات وكيفية وصول الى المواقع مستقبلا حيث يجب ان يكون عبر المجلس التشريعي وتأكيد دور المجلس التشريعي في التعيينات والتوظيف وسنجعل المجلس اداة فعل بالمعنى القانوني والوطني  ولن نكون طرفا في أي اشتباك مع أحد حتى لوأخطا معنا  فشعبنا واع ومدرك ونثق به وبحسه الدقيق".

ورأى أمين سر مركزية حركة فتح أنّ "دخول فتح بقوة إلى التشريعي سيحملها مسؤولية وطنية بمنظور استراتيجي، لافتاً إلى ضرورة مراجعة القوانين التي يوجد فيها  أخطاء متعلقة  باتفاقاتنا مع العالم، نريد عمل دولة حرية وديمقراطية وأمن في هذا البلد وتوفير كل أسباب صمود  معربا عن اعتقاده بأن أحداً غير فتح لا يمكنه إعطاء الشعب هذا الأمل ".

وقال: "نحمل ارثا فتحاويا ونحن الوحيدون  الذين عندنا من الارث العظيم ما يمكننا من قوله لشعبنا وتجسيده عمليا"، مُعربًا عن قناعته بأن فتح مازالت ضرورة للشعب الفلسطيني لإنجاز الاستقلال الوطني، وتضمين برنامج فتح لإرث من الكفاح والعطاء والبناء.

وأضاف: "الإرث الذي نحمله هو برنامج الحركة فنحن لدينا قناعة ببناء المدرسة والجامعة والجامع ورياض الأطفال والبنية  التحتية، لا نحتكر الشارع لكننا نعتبر كل فلسطيني عضو في فتح  والانتخابات خطوة في الطريق الى الحكم من خلال صندوق الاقتراع وليس بصندوق الرصاص ولا بالاستجابة لأي ضغط خارجي ".

ورأى في عدد القوائم الكبير تعبيراً عن روح وطنية وصحية، مُردفاً: "أنا سعيد بهذا الاندفاع وبالقوائم فهذا انجاز وامتياز لحركة فتح العظيمة".

وأشار إلى مبدأ الحديث عن فضائل الحركة وإرثها وعدم الاشتباك مع أي قائمة،  متابعًا: "لدينا ثقة بأنفسنا وأتمنى على كل الزملاء في القائمة التحلي بجوهر رسالة الحركة والتوجه  الى شعبنا والانحناء أمام المواطن الصامد بتواضع فنحن سوف نتنافس باخلاقنا وقيمنا وتراثنا ..نحن جماعة ياسر عرفات وأبو إياد والقيادة التي ورثتنا هذه الجينات، ونحن جزء من الإنجاز والفوز والنصر وبنسبة المشاركة التي أتمنى أن تكون  أكثر من 90%".

وأكّد على تطلع الحركة للفوز بالانتخابات بالمعايير والمقاييس الموضوعة وإنجاح العملية الديمقراطية وتقديم حملة انتخابية نموذجية خالية من كل مظاهر العنف الجسماني واللفظي.