قال الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة، إنّ قرار الإدارة الأمريكية استئناف مساعداتها المالية للأونروا مهم جدًا وسيكون له نتائج إيجابية على مجمل عملياتها.
وأضاف أبو حسنة في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الخميس: "رغم ذلك فإنّ هذا الدعم لن يحل العجز المالي الذي تُعانيه الأونروا؛ حيث سيستمر العجز المالي بحوالي 150 مليون دولار لهذا العالم".
وتابع: "لكنّ المهم في القرار هو استعادة الدعم الأمريكي والشراكة مع الإدارة الأمريكية التي كانت هي المانح الأكبر للأونروا مُنذ إنشائها حتى الآن، ما سيُسهم في استئناف البرنامج العام للأونروا، الذي تُقدم من خلاله خدمات تعليمية لأكثر من نصف مليون طالب فلسطيني في 700 مدرسة".
وأردف: "عيادات الأونروا تستقبل أكثر من 8 مليون ونصف المليون لاجئ، وأيضاً تُقدم أونروا مساعدات لـ5.7 مليون لاجئ فلسطيني"، مُستدركاً: "نحن سُعداء لأنّنا سنتشارك مرةً أخرى مع الولايات المتحدة؛ لتقديم المساعدة الحرجة لبعض اللاجئين الذين هم أشد عرضة للمخاطر في بعض المناطق الشرق الأوسط".
وأكّد أبو حسنة، على أنّ استئناف المساعدات يُساعد الأونروا في تطبيق التفويض الذي منحته إياه الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيساعد أيضاً في مواجهة آثار "كوفيد 19" المدمرة على مختلف مجالات الحياة.
وتأسست الأونروا في عام 1949 كوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. عندما بدأت عملياتها في العام التالي، كانت مسؤولة عن حوالي 750 ألف شخص شُردوا من منازلهم أو فروا منها أثناء القتال في المنطقة التي أصبحت دولة "إسرائيل".
والوكالة مسؤولة أيضًا عن أحفاد هؤلاء اللاجئين الأصليين، مما يعني أنّ حوالي 5.6 مليون شخص مؤهلون حاليًا للحصول على خدمات الأونروا، وفقًا لموقع الأونروا الإلكتروني.
وبالحديث عن انعكاسات القرار الأمريكي على برامج الأونروا المتضررة من قرار وقف المساعدات، قال أبو حسنة: "إنّ برامج الأونروا لم تتوقف عندما توقفت المساعدة الأمريكية؛ لكنّ بالتأكيد هذا الدعم سيكون له أثر كبير لأنّه سيدعم برامج الطوارئ".
واستدرك: "سيدعم أيضاً البرنامج العام الذي نُقدمه للصحة والتعليم والإغاثة، كما سيصل إشارات إيجابية لكل دول العالم والدول الأعضاء بتقديم الدعم للأونروا".
وأكمل حديثه: "الأونروا لم تُقلص البرامج وإنما قامت بعملية إصلاحات ولم يتوقف أيًا من البرامج التعليمية كما تواصلت الخدمات الصحية أيضًا، ولكن كان هناك تجميد في عملية التوظيف بسبب الأزمة المالية".
وختم أبو حسنه حديثه بالقول: "إنّ أيّ مساهمات لبرامج الأونروا يعني أنّه سيمنحها القدرة على استمرار عملها ما سينعكس إيجابًا على اللاجئين الفلسطينيين".
وأصدرت وزارة الخارجية "الإسرائيلية" ردًا متحفظا على خطط الولايات المتحدة تجديد الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وفي بيان امتنعت الوزارة عن توجيه انتقادات صريحة للخطوة الأمريكية، لكنها ركزت بدلاً من ذلك على انتقاد "الأونروا"، قائلةً: "إنّ موقف إسرائيل هو أنّ المنظمة في شكلها الحالي تديم الصراع ولا تساهم في حله، ويجب أن يكون تجديد المساعدة للأونروا مصحوبًا بتغييرات جوهرية وضرورية في طبيعة وأهداف وسلوك المنظمة".
وحين قطعت إدارة ترامب التمويل عن الأونروا بالكامل، في سبتمبر/أيلول 2018، أشاد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بذلك باعتباره "تغييرًا مهمًا ومُرحبًا به.
وكان المتحدث باسم الخارجية "الإسرائيلية"، التي كانت في ذلك الوقت تحت قيادة نتنياهو، قد غرد: "الأونروا تديم أسطورة الوضع الأبدي" للاجئين "للفلسطينيين. الهدف الوحيد هو الحفاظ على أداة غير شرعية تهدف إلى تدمير دولة إسرائيل".