بعث رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، رسالة لوسائل الإعلام الجزائرية، ومسؤول ملف الأسرى في سفارة فلسطين بالجزائر خالد صالح "عز الدين"، تقديراً لدورهم في الوقوف إلى جانب قضايا الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وتضمنت الرسالة تحيات نادي الأسير الفلسطيني لكافة الصحف الجزائرية، مُؤكّداً على أنّ إصداراتها بشأن قضايا الأسرى الفلسطينيين، وضعت سجون الاحتلال في مواجهة من نوعٍ آخر، مع الجزائر التي تمثل الكثير في ذهن وفكر كل طلاب الحرية والسعاة إلى النصر.
وفيما يلي نص الرسالة حرفياً كما وصلت وكالة "خبر":
بيان رئيس نادي الأسير الفلسطيني لوسائل الإعلام الجزائرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والأخوة/ رؤساء تحرير الصحف والملاحق الإعلامية في جزائر العروبة والإسلام
الرفيقات والرفاق/ أعضاء كافة الهيئات النقابية والأجسام الصحفية الجزائرية الشقيقة
الأخوات والأخوة/ كتابا وكاتبات؛ وصحافيين وصحافيات؛ في توأم التجربة الفلسطينية ومهمازها الأول ومعادلها التاريخي الطبيعي .. جزائر الفرادة والتحرير
تحية عز وافتخار وبعد ..
عناية الأخ الفاضل/ خالد صالح (عز الدين) .. مناضلاً وأسيراً فلسطينياً محرراً ونموذجاً
يطيب لي أن أتحدث إليكم حديث الفلسطيني إلى الجزائري، الذي تتهاوى فيه كل أنواع المسافات، على قاعدة التجرد من كل تنميطات التغريب الذي أصاب أمتنا، ومن منطلق الشراكة في المصير والضمير، والانتماء والرجاء، والدم وكل ما أنزل الله. ناقلا لكم تحيات نادي الأسير الفلسطيني، في غمرة تسطيركم المستمر، لكل معاني الانحياز الممكن، إلى فلسطين وقضيتها الأم، بروافعها السياسية والتحررية والتضامنية والإنسانية، وعلى رأسها قضية أسرانا البواسل في سجون وبساتيل المحتل الإسرائيلي الغاصب.
لقد سجلت تجربة الجزائر خلال مقاومة الاستعمار، في التاريخ العربي الحديث، صفحة تعيننا قراءتها دائما، على ما وضعه الدهر على كاهلنا الآن، تحفيزا على المسير والاستمرار نحو الهدف، وذلك بما تحلى به الجزائري من سمات، هيأته لأن يكون المنتصر، بصبره وجهاده وإيمانه ودمائه وقدرته على المطاولة، ورفضه استيراد أي مصير حاولت أن تصدره إليه العواصم.
ووصالا مع الحالة، أو تفاعلا للحالة مع نفسها، ولو في موضع آخر اسمه فلسطين، التي باتت تعرفكم بالاسم والعنوان، من خلال جهدكم الإعلامي المناصر للأسرى، فجرا وظهرا ودهرا، فإنني أزجي لكل كاتبة وكاتب، ناشطة وناشط، صحافية وصحافي، مسؤولة ومسؤول، مصففة ومصفف، مدققة ومدقق، وكلكم أعزاء على حد سواء، سحائب الشكر والامتنان على موقفكم الأخوي الرفيع، في التضامن مع قضية لازالت تمثل حيز ألم لعدة آلاف من الأسر الفلسطينية، وهي قضية الأسرى.
ثمة مساحات وساحات أخرى للنضال من أجل أي قضية تجد من يؤمن فيها، وها أنتم تجسدون بإيمانكم بعدالة القضية الفلسطينية، طليعة نخبوية عربية، بات شعبنا ينتظر إبداعها الأسبوعي، فيما صار أسرانا الأبطال في سجون وزنازين دولة الاحتلال العنصرية، يسألون عنها، ويكابرون على المحتل، بأن الأمل معقود بناصية العمل.
إن إصدارتكم حول قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قد وضعت سجون الاحتلال في مواجهة من نوع آخر، مع الجزائر التي تمثل ما تمثل، في ذهن وفكر كل طلاب الحرية والسعاة إلى النصر.
لقد صار الإعلام جزءا من حالة تشكيل الوعي في المجتمع العالمي المنفتح على بعضه كحالة واحدة، وهو ما يدعونا لتكثيف جهودنا وإياكم لتعزيز تجربة إعلامكم الرائد حول قضية الأسرى، في كل مكان تتيح فيه الظروف مثل هذا الجهد، بمساعدة كل من يستطيع، ويمتلك الإرادة، أمثال الزميل والمعتقل الفلسطيني السابق، الأخ المناضل خالد صالح (عزالدين).
وختاما؛ طوبى لكم جميعا ، وطوبى ولإيمانكم العميق بما تكتبون، ولجهدكم الموصول من أجل تعزيزه، ولقدرتكم على الاستمرار، وموهبتكم الفطرية في الانتماء، وحماستكم الفذة في المقاربة بين فلسطين والجزائر. فاستمروا على وقع ترقب الأسرى لإنتاجاتكم الصحفية، وصدى إعجاب الناس وأهالي الأسرى بكم، وتمتمات دعاء أمهاتهم لكم .. واجعلوا ما شئتم من دماء شهدائنا مدادا لأقلامكم التي لن تنكسر ما دام مهدها وطن اسمه الجزائر.