وسم منتجات المستوطنات خطوة مؤقتة قبل حظرها كاملاً في أوروبا

20151311103122
حجم الخط

نأمل في أن يكون سفير الاتحاد الاوروبي في إسرائيل، فابورغ اندرسون، يعتقد أن الاسرائيليين ساذجون، وإلا فإننا سنشك في أنه يعتقد أننا اغبياء. لأنه لا توجد طريقة اخرى لفهم تعليلاته بأن وسم منتجات ما وراء الخط الاخضر وهضبة الجولان ليس خطوة عقابية أو تمييز، بل هو خطوة فنية فقط من شأنها أن تزيد الطلب على هذه المنتجات. هذا يسمى، سيدي السفير، تلوناً. يطالبنا السفير فابورغ أن نطمئن: القرار الاوروبي الذي تم اتخاذه، أول من أمس، لا يرتبط بحركة الـ «بي.دي.اس». لا يا سيدي السفير، إنه أسوأ. حيث تم اتخاذه من جهة حكومية رسمية، وهي الاتحاد الاوروبي. القرار الذي اتخذته اوروبا الملونة يشجع ويعزز حركة المقاطعة «بي.دي.اس» التي يحظى بعض نشطائها بتمويل اوروبي. كأن أوروبا لا تفهم الضرر الذي تريد «بي.دي.اس» إلحاقه بنا. ولا تفهم إلى أي حد تساهم في تلك الحركة مع وسم منتجات المستوطنات الاسرائيلية. يجب على أوروبا أن تتذكر أن حركة «بي.دي.اس» تحارب «الاحتلال»، وتؤيد عودة اللاجئين، وتعارض فكرة الدولة اليهودية. في القرار الذي تم اتخاذه، أول من أمس، انضمت اوروبا الى حركة «بي.دي.اس». شكرا لك يا اوروبا. لقد وسمتنا في الماضي ونحن معتادون على ذلك. يجب على السفير الأوروبي المحترم أن يفهم أن الاسرائيليين في اغلبيتهم لا يقبلون وسم المنتجات الاسرائيلية، بغض النظر عن مكان انتاجها. واذا تقرر مصير الحدود في المفاوضات فلن تكون اوروبا هي التي تقرر. وتعلمنا التجربة أن هناك صعوبات كثيرة لدى الاتحاد الاوروبي في رسم حدوده. تعالِ نعقد صفقة يا اوروبا العزيزة: بعد انتهائك من حل مشاكلك الحدودية في قبرص والصراع غير العنيف بين اسبانيا وبريطانيا حول غبريلتر الذي يستمر منذ أكثر من 200 سنة، تعالِ الينا. عودة الى «بي.دي.اس». إن اوروبا تمول في السنوات الاخيرة نشاطات منظمات غير حكومية تطالب الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل، وقد أوصت بعض تلك المنظمات بوسم منتجات المستوطنات كخطوة أولية. لقد صدق صديقي جيرالد شتاينبرغ، رئيس معهد الابحاث المراقب للمنظمات غير الحكومية، حينما قال، أول من أمس، إن مؤسسة الحق الفلسطينية التي تحظى بتمويل من الحكومات الالمانية والبريطانية والسويدية والبلجيكية والهولندية والسويسرية والدانماركية والايرلندية والنرويجية والاسبانية، ومن الامم المتحدة ايضا – تعلن أن وسم منتجات المستوطنات خطوة مؤقتة على طريق المنع الكامل للمنتجات التي تنتج وراء الخط الاخضر. الاتجاه هو: الوسم أولا ومن ثم المقاطعة. يوجد اليوم أكثر من 200 صراع جغرافي عنيف في العالم. لماذا، اذاً، تُمنح اسرائيل «الامتياز» بأن تكون منتجاتها هي الموسومة. الاتحاد الاوروبي ايضا لا يراعي أن اسرائيل توجد في هذه الاثناء تحت هجوم «ارهابي»، وأن قراراً كهذا لن يشجع المفاوضات بل التطرف. هل هناك أحد من بين موظفي الاتحاد حاول أن يفهم أو يفحص من الذين يشتغلون في المصانع في «يهودا» و»السامرة»؟. يجب علينا فهم أن قرار الاتحاد الاوروبي هامشي، واسرائيل لن تسقط. المشكلة هي بالوسم، وهي سياسية ايضا. فكروا لحظة كم هي الطريق قصيرة بين مقاطعة منتجات المستوطنات وبين مقاطعة المنتجات الاسرائيلية كلها. الصحراء الغربية والتبت ومقاطعة كشمير هي مناطق مختلف فيها. صيد الاسماك في الصحراء الغربية يمنح اوروبا اسماكا جيدة ولذيذة، وايضا سمك اللقز. اذاً متى، سيدي السفير الاوروبي،  تريدون وسم اللقز الصحراوي؟. عن «إسرائيل اليوم» -