أكد الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين الشيخ ياسين الأسطل، اليوم الأحد، أن ذكرى الـ27 لإعلان الاستقلال، يجب أن تكون بالمصالحة الحقيقة مع الشعب الذي يدفع الثمن قبل أن تكون بين الفصائل، والتعالي فوق العصبية الحزبية والحركية، ورص الصف الوطني لمواجهة الغطرسة التي يمارسها الاحتلال ضد شعبنا وأرضنا وقضيتنا.
وقال الشيخ الأسطل في تصريح نشر على صفحة الفيس بوك:"في ذكرى إعلان الاستقلال إذ نحتفل بها اليوم وصانعيها من أبطال فلسطين ورجالاتها وقادتها العظام، وعلى رأسهم القائد الرمز الرئيس الشهيد أبو عمار رحمه الله ومعه إخوانه خليل الوزير وصلاح خلف، وجورج حبش، وغيرهم وغيرهم، من الأبطال الذين لا يحصيهم العد".
وأضاف:" لكن الاحتفال منقوص إذ أن الصف الوطني متضعضع بالانقسام والتخاذل، ولولا هذا الفوران الشعبي الذي فجره الشعور الوطني الجارف، بعيداً عن الرسوم الرسمية والفصائلية والحزبية التي أسهمت في السنوات الأخيرة إلى حد كبير في إضعاف الانتماء للوطن من ناحية؛ ومن ناحية أخرى أدت إلى مزيد من العدوان الهمجي من قبل الاحتلال الصهيوني على الشعب وأرضه وقضيته ومقدساته، ومحاربته في رزقه ولقمة عيشه".
وأكد الشيخ الأسطل،" أنه يجب علينا أن نتخذ من هذا اليوم وهذه الذكرى دافعاً يذكي الاعتزاز بالوطن فلسطين شهدائها ورموزها وشبابها وشيوخها وقدسها والأقصى القبلة الأولى مسري النبي صلى الله عليه وسلم، ودافقاً بالتعالي فوق العصبية الحزبية والحركية، الأمر الذي يعمل على لأم الجراح ورص الصف الوطني، ويقوي ويشد من عضد الموقف والقرار الفلسطيني في مواجهة الغطرسة التي يمارسها الاحتلال ضدنا شعباً وأرضاً وقضيةً".
واعتبر:"أن الضرر الواقع من جراء الانقسام إنما وقع ويقع على الشعب الفلسطيني وقضيته، وتاريخه ونضاله فهو الذي يدفع الثمن، من قوت أبنائه، ودواء مرضاه، وإذا لم يكن فمن دماء وأشلاء أطفاله وشبابه، ورجاله ونسائه، وفتيانه وفتياته، والحرق والهدم بنار وجرافات الاحتلال الصهيوني".
وأشار إلى أن:"هناك عشرات الآلاف من أبناء فلسطين يقبعون في السجون والقيود الاحتلالية، أو لا يجدون المأوى فقد هدم العدوان بيوتهم، أو لا يجدون القوت فقد جرف الاحتلال أرضهم وزرعهم، وقد أضناهم المرض لا يجدون العلاج، وأما الشباب فهم يهيمون على وجوههم، لا سيما بعد الحرب الأخيرة على غزة، و لا آمال لهم في التعليم والزواج وبناء الأسر السعيدة، والمساكن اللائقة فمن أين".
وأردف الأسطل:"بينما يتمتع المتمتعون بخيرات الوطن، كما يتمتع المتمتعون بالعوائد التي تعود والهبات والمساعدات التي يقوم المحسنون بالتبرع بها للشعب المنكوب، والقضية الوطنية العادلة، ولكنها تقع قبل أن تصل إلى أصحابها في أيدي أصحاب النفوذ والصولجان، وأما الشعب والقضية فله ولها الله، مطالباً الجميع الاسراع إلى لم الشمل وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإلا فإن الله يمهل ولا يهمل، ولات حين مندم".