وفي الأيام الأولى لشهر رمضان، أصبحت المقاهي والمطاعم مغلقة بشكلٍ جزئي في غزة، ضمن الإجراءات الاحترازية التي اقرتها الحكومة، وأقرت مجموعة من الخطوات للوقاية من فيروس كورونا، وبالتطرف إلي عدد العاملين بالقطاع السياحي حيث بلغ 8,705 عاملاً في قطاع غزة.
ويعد القطاع السياحي الأكثر تضررًا نتيجة إجراءات حالة الطوارئ، التي اتخذت لمواجهة جائحة كورونا، إذ أدت إلى إغلاق جزئي للمرافق السياحية بالقطاع خلال الفترات الأكثر انتعاشا لها بشهر رمضان حيث يعد تمركز دخلها بالشهر الفضيل بعد صلاة المغرب فالوقت المتفق عليه لا يكفي حيث اقرت الحكومة وقت الأغلاق الساعة 9 مساءا مع وضع أغلاق يومي الجمعة والسبت تحت الاغلاق الكامل .
فهل أعدت الجهات المختصة نموذجا لأعاله هؤلاء العمال والخروج بنموذج لمساندة ودعم أصحاب هذه المنشآت التي أغلق معظمها وقام بتسريح عمالة بسبب تدني الدخل اليها وأصبح شبة معدوم تماما كون ساعات الأغلاق لا تتماشي بالساعات التي تقدم فيه خدماتها
هل وضعت الجهات المختصة نموذج يحاكي إيجاد حلول للعاملين في القطاع السياحي، وتقديم الدعم الفني لعودة المرافق السياحية إلى العمل ضمن شروط الوقاية والسلامة خلال شهر رمضان الكريم؟.
جميعنا يعلم كارثة جائحة كورونا التي شلت الاقتصاد الفلسطيني المتهالك من الأساس ولكن تطلعات هذه المنشآت كانت تبني أحلاما بانتظار شهر رمضان الكريم لتقديم خدماتها وسير دخلها ودخل العاملين فيها ولكن انعكاس جائحة كورونا وطبق لتعليمات الخاصة بالمنع التي اقرتها الحكومة انعكست بالسلب علي ما بنيت عليه تطلعاتهم , فالأغلاق عاد به مرة أخري الي مربع الصفر وأدي الي زيادة تحمل هذه المنشآت أعباء كبيرة , يتطلب الوضع الراهن تدخلات عدة من أجل الخروج بنموذج يلبي تطلعات الشارع الفلسطيني وكذلك تشكيل منظومة تعيد القطاع السياحي خلال الشهر الفضيل ضمن إجراءات الوقاية والسلامة المتعارف عليها .وهذا يتطلب أعادة النظر بالمرحلة القادمة كوننا جميعا لا نعلم الي أي مدي ستبقي الجائحة ونحن علي علم اليقين أننا لابد أن نأخذ بالأسباب ولكن ضمن وجود خطط تعيد النظر لما ألت لها الظروف .
من المنظور الاقتصادي كان يجدر إبقاء الأغلاق ليومي السبت والجمعة ضمن خطة الأغلاق الحالية حسب الرؤية للوضع الراهن مع رفع ساعات الأغلاق للمنشأة السياحية ليلآ خلال الشهر الفضيل لتمكين قدرة هذه المنشآت علي تلبية احتياجاتها نوعا ما مع إبقاء أكبر قدر من العاملين علي رأس عملهم مع اتباع الإجراءات الوقاية والسلامة المتعارف عليها .يتطلب الوضع الراهن الخروج بنموذج لأعاده هذه المنشآت الي الحياة فالمدة الزمنية للجائحة لا يعلمها الا الله , ونحن نعلم علم اليقين ان هذه الإجراءات جميعها من أجل الحفاظ علي السلامة الكاملة للمواطنين ونقدر قرارات الجهات المختصة ولكن لابد أن يكون هناك بدائل ونماذج وخطط تتعايش هذه المرحلة من أجل صمود أبناء الوطن لتلبية جل احتياجاتهم اليومية .
طالبنا مؤخرا بوضع صندوق لدعم القطاع السياحي ووضع خطط حكومية وكذلك طالبنا بتقديم إعفاءات ضريبية للقطاع السياحي والقطاعات الأخرى التي تضررت بسبب الجائحة وغيرها وهذا الأمر بدون تدخل ومساندة ودعم للقطاع السياحي فلن يعود هذا القطاع للحياة بسهولة .
ناهيك عن أن حوالي 69% يعانون من انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، منهم 47% يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، 22% بشكل معتدل ناهيك عن زيادة نسبة الفقر والبطالة . 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية.
وأخر كلامنا الحمد لله رب العالمين، إنه هو السميع البصير، الذي يسمع شكوى عباده ونجواهم، ويراهم في كربهم وبلواهم، بعين رحمته؛ فيكشف ما بهم من غم وهَم، وهو على نصرهم إذا يشاء قدير، والصلاة والسلام على نبي الرحمة المهداة للعالمين.