إلغاء الانتخابات يفتح أبواب جهنم وإجراؤها يفتح أبواب السعير

حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

خمسة أسابيع فقط تفصلنا عن الانتخابات التشريعية المفصلية الهامة، رغم انها ليست تشريعية حقيقية، فالتشريع صنوّ السيادة، والسيادة لا تتجزأ بين بر وبحر او ارض وسماء، وبهذا المعنى فإن كل الارض التي احتلتها اسرائيل عام 1967 ما زالت محتلة بما في ذلك قطاع غزة التي صورها البعض بأنها تحررت بمن في ذلك الشيخ القرضاوي لدى زيارته لها قبل بضعة اعوام، وتمنى ان يصلي في المسجد الأموي "بعد ان يتم تحريره من بشار الأسد".

الضفة الغربية ايضا محتلة ، بتعبير الراحل صائب عريقات الصارخ من ان رئيسها الفعلي هو رئيس الادارة المدنية، وتعبير الرئيس الفلسطيني محمود عباس انه حين يذهب الى الخليل – أظن انه ذهب مرة واحدة – فإنه يذهب بتصريح .

أما القدس، فقد اصبحت أكثر سوءا مما هي محتلة، بعد ان تم ضمها الى اسرائيل كعاصمة موحدة لها ونقل الولايات المتحدة سفارتها إليها، دون ان تنوي ادارة بايدن الجديدة اعادتها الى تل ابيب .

حتى اليوم ، خمسة أسابيع على الانتخابات ، لم تعط اسرائيل قرارها بشأن الموافقة على مشاركتها في الانتخابات من عدمه ، رغم أن الامر بالنسبة لها ليس مبدئيا او جوهريا، فلقد جرت الانتخابات فيها من قبل دون ان يغير هذا شيئا من مكانتها كعاصمة "موحدة وابدية" ، عكس ما يصوره البعض الفلسطيني ، من ان عدم اشتمالها في العملية الانتخابية، سيعني تنازلهم الفعلي عنها- "لن نسمح ان يكون ثمن الانتخابات التنازل عن القدس .. حسين الشيخ" -، بل ان بعض البعض ذهب ابعد من ذلك حين قال ان ذلك يعني موافقتنا على صفقة القرن، في حين يرى البعض الفلسطيني الآخر "المضاد" ، ان لا شيء على الاطلاق يجب ان يحول دون اجراء الانتخابات في موعدها، بما في ذلك منع القدس واخراجها من العملية، بل أن بعض هذا البعض وصل الامر به القول "اننا لسنا بحاجة لتصريح من الاحتلال ولا ان ننتظر ردا منه - خليل الحية -.

في اللقاء الذي جمع رئيس السلطة بمدير الشاباك قبل بضعة اسابيع في منزله ، نقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية – الفلسطينية لم تنقل – ان الاخير نصحه بوقف الانتخابات لأن حماس ستفوز بها، لم يكن مروان البرغوثي الذي تمنحه استطلاعات الرأي اعلى نسبة تصويت قد اعلن عن تحالفه مع ناصر القدوة وتبنيه لقائمته وترشحه لمنصب الرئاسة في الانتخابات التالية نهاية تموز، وهو ما اعتبره القدوة من غزة، أحد اهم امتيازات قائمته عن بقية القوائم الاخرى، ان لها مرشحا للرئاسة، بعكس كل القوائم الاخرى على الاطلاق، بما في ذلك قائمتا فتح و حماس.

سيظل مفتاح الصندوق بيد اسرائيل ، وستبقي على اغلاقه وانغلاقه حتى اللحظات الاخيرة التي تسبق موعد الانتخابات بعد خمسة اسابيع ، منعها سيفتح ابواب جهنم، لكن إجراءها سيفتح ابواب السعير .