عبَّر القيادي في حركة فتح بمدينة القدس، رأفت عليان، عن اعتزازه بالخطوات التي تُحاول الحركة الأسيرة تقديمها في إطار توحيد حركة فتح؛ مُعتقداً في ذات الوقت أنّ الملف أكبر من ذلك بكثير، وهذا لا يُقلل من الأسرى ومكانتهم.
وقال عليان في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم السبت: "إنّ الانتخابات التشريعية انتخابات عامة وليست داخلية لحركة فتح؛ وبالتالي محاصصة بين الرئيس محمود عباس والأسير القيادي مروان البرغوثي؛ وإنّما حق طال انتظاره للشعب الفلسطيني".
وأكّد على ضرورة وجود مبادرات؛ لكنّ في إطار تعزيز الانتخابات وليس إلغائها، من أجل تغيير الوجوه التي فشلت على مدار 15 عامًا في السياسة وفي الحد الأدنى من لملمة الصف الفلسطيني، مُتسائلاً: "كيف نُجدد لها وجودها؟!".
وأشار إلى أنّ الانتخابات حق دستوري لشعبنا يجب أنّ يُمارسه؛ خاصة أنّ الشعب الفلسطيني يتطلع إلى التغيير في القيادة وملامحها وسياساتها؛ بعد فشلها في السياسية وفي لملمة الصف الفلسطيني على مدار 15 عاماً.
وفي رده على سؤال إنّ كانت المبادرة بتوقيع أسرى فتح فقط في السجون، قال عليان: "إنّ أكثر من 90% ممن تقدموا بالمبادرة هم أسرى مكثوا أكثر من 20 عامًا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي هم ليسوا على تماس مباشر مع السياسية الخارجية بكل حذافيرها".
وأضاف: "يُوجد اتصالات بين غالبية الأسرى وقيادات وازنة في حركة فتح من خارج السجون، وأعتقد أنّ هذه القيادات لها مصلحة في أنّ تخرج مثل هذه الرسالة في هذا التوقيت".
وشدّد على أنّ الحديث عن انتخابات على الطريقة الأمريكية بحاجة إلى تغيير في القانون الفلسطيني وبالتالي نحن بحاجة إلى انتخابات تشريعية؛ لأنّه صاحب الاختصاص بهذا الشأن.
وتابع: "تغيير القانون بحاجة للمجلس التشريعي وليس لمبادرات شخصية؛ كي نُصدر للعالم مشهد أنّنا دولة مؤسسات تحترم القانون وكي نرسم خط كفاحي للمقاومة والتحرير".
وبشأن كيفية تطبيق مبدأ لا انتخابات بدون القدس على الأرض، قال عليان: "يجب أنّ لا نحصل على إذن لإجراء الانتخابات في القدس وإنما المباشرة بإجرائها وفقًا لقرارات الشرعية الدولية التي كفلت إجرائها في جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس".
وأردف: "على القيادة الفلسطينية أنّ تجتمع مع لجنة الانتخابات المركزية وتضع الحلول المناسبة لإجراء الانتخابات في القدس بما يضمن مشاركة المقدسيين فيها"، مُستدركاً "علينا أنّ نتخذ من المسجد الأقصى والكنائس مراكز للاقتراع؛ وحال رفض الاحتلال سيرى العالم".
وختم عليان حديثه، بالقول: "إنّ إجراء الانتخابات في القدس ليس على المزاج، وإنّما يجب أنّ تتحول إلى معركة للاشتباك مع الاحتلال بالتزامن مع تكثيف دبلوماسيتنا لفضح الاحتلال ".
وكان عدد من قيادات أسرى حركة "فتح"، قد طرحوا مبادرة تقضي بتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية بسبب منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءها في القدس، على أنّ يتم تعديل قانون الانتخابات بموجب مرسوم رئاسي، لانتخاب الرئيس ونائبه على الطريقة الأميركية، بما يتيح ترشيح محمود عباس للرئاسة والقيادي بـ"فتح" الأسير، مروان البرغوثي، نائبًا للرئيس لاحقًا.
وبحسب ما نقلت صحيفة "العربي الجديد"، اليوم السبت، عن مصادر من أسرى حركة "فتح"؛ فإنّه تم عرض المبادرة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي وعد بـ"طرح المبادرة على أعضاء المركزية باجتماعها القادم".
ووفقاً للمصادر، فإنّ المبادرة عُرضت كذلك على عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، كما "تم إرسال نسخة منها إلى الأسير مروان البرغوثي وبانتظار رده"، لافتةً إلى "تواصل" جرى مؤخراً بين الشيخ والبرغوثي لم يتم التوصل فيه "لأيّ اتفاق بعد".