إذا فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة فعليه أن يخلي الطريق لمرشح آخر

حجم الخط

بقلم: يوفال كارني

 

 


يكافح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في سبيل حياته السياسية. زعيم معسكر اليمين في اسرائيل، الذي لم ينجح في الحملات الانتخابية الاربع الاخيرة في تشكيل حكومة يمين – حريديم كما وعد، يقف في الاسبوعين الاخيرين من ايام التكليف في الوضع الاصعب والاكثر تعقيدا في حياته.
يا لها من مفارقة: معسكر اليمين في اسرائيل يعد نحو 70 نائبا، ولكن زعيم المعسكر لا ينجح في تحقيق أغلبية لتشكيل الحكومة.
وفي الأيام الأخيرة يبدو ظاهراً جو من اليأس في اوساط بضعة وزراء ومسؤولين كبار في «الليكود». إحساس بالتشاؤم المتكدر. بعضهم يدعون أن ليس لنتنياهو سبيل لاقامة حكومة، فقد فشل في ثلاثة اهداف اساسية وضعها لنفسه: تلطيف حدة سموتريتش، اقناع ساعر، وتجنيد فارين. وحتى في مجموعات الواتس اب الداخلية لليكوديين يطرحون أسئلة حول قدرة نتنياهو على مواصلة البقاء في منصبه بعد سنتين من العقدة السياسية: فهل انتهى مفعول السحر؟
المناورة السياسية للبيد وعباس اشارت الى نتنياهو بانه يوجد معسكر آخر جائع للحكم بقدر لا يقل عنه.
فقد قال لبيد لعباس جملة واحدة: «لا تصدق اي كلمة لنتنياهو». كما أن هذه هي الرسالة التي نقلها غانتس لبينيت. وشركاء نتنياهو بدأوا يفقدون الثقة. بينيت غير مستعد لان يتنازل عن العرض الذي تلقاه من لبيد، ولكن كي يكون شريكا في تشكيل حكومة كهذه فانه ملزم باعطاء نتنياهو الفرصة.
ظاهرا، اذا لم ينجح نتنياهو في تشكيل حكومة في غضون 28 يوما فانه سيعيد التكليف الى الرئيس.
واذا اقتنع الرئيس ريفلين بانه يوجد احتمال لتشكيل حكومة ليست برئاسة نتنياهو فسينقل التكليف الى لبيد أو بينيت. من ناحية نتنياهو، يعد هذا تهديدا وجوديا وحقيقيا.
ولهذا فانه تنشأ في كل يوم فكرة جديدة: مرة تكون هذه الرئاسة ومرة اخرى انتخابات مباشرة لرئاسة الوزراء. يوجد في هذه الخطوة تحدٍ لقواعد اللعب الديمقراطية: اذا كان نصف الشعب الذي يمثله نتنياهو تلقى تكليفا بتشكيل الحكومة فلماذا لا يسمح لنصف الشعب الثاني بان يتلقى التكليف بتشكيل الحكومة؟
مشروع قانون «شاس» للانتخابات المباشرة يمكنه أن يدخل في أقصى الأحوال إلى مسلسلات الهزل النقدي.
ولا يمكن لأي رجل قانون متبدئ أن يضع اسمه عليه. هكذا مثلا فإن المشروع يحرم مئات آلاف المواطنين من حق التصويت في الانتخابات المباشرة اذا لم يكونوا شاركوا في جولة الانتخابات الاخيرة. مشروع قانون كهذا نهايته ان يدفن دفنة حمار.
في الأيام التي حاول فيها رئيس الوزراء السابق، ايهود اولمرت، تغيير طريقة الحكم، ثار نتنياهو. «طريقة الحكم ليست زوج جرابات يتم تغييره كل يوم»، قال في حينه. «فالامر يشبه سيارة تسير في الاتجاه غير الصحيح. وبدلا من تغيير اتجاه السفر يغيرون نوع السيارة. ما هو مطلوب اليوم هو تغيير قيادة الدولة».
نتنياهو محفوظ حقه الديمقراطي بتشكيل حكومة في الايام المتبقية له. اذا ما فشل فعليه أن يسمح لمرشح آخر (من «الليكود»، من اليمين او من معسكر التغيير) بان يحاول تشكيل حكومة. هذه هي قوانين اللعب وهي التي ينبغي احترامها.

عن «يديعوت»