شدد محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لـوكالة خبر الفلسطينية على ضرورة دعم انتفاضة القدس سياسيا و وقوف القيادة الفلسطينية معهاا للخروج بقرار سياسي موحد يعكس الشخصية الفلسطينية أمام العالم بأسره و يضع حدا منيعا للتجاوزات الإسرائيلية و هذا يأتي على خلاف ما نشاهده بالساحة السياسية الإسرائيلية .
حسن عبدو محلل سياسي قال إن المشروع الصهيوني يقوم على أهداف واضحة وأدوات سياسية موحدة، و هذا يعود لتمتع القيادة الإسرائيلية بشخصيات استطاعت إن توائم بين الأهداف و سياسات الهيمنة والسيطرة على المنطقة .
ويعود نجاح القيادة الإسرائيلية بتغطيتها على جرائمها وليس هذا فقط بل وقدرتها على إن تبقى لصيقة للمشاريع الاستعمارية بالمنطقة بأسرها وان الغطاء الأمريكي العالمي هو الذي يدعم المشروع الإسرائيلي .
و إن الجانب الفلسطيني مر بمراحل متعددة بدأت بعدم تواجد قيادة فلسطينية فاعلة مع بداية مشروع الاستيطان ولكن مع مرور الأعوام تشكلت قيادة فلسطينية موحدة وكانت تحت مسمى حكومة عموم فلسطين ولكن لم يطول الأمر وظهرت الخلافات السياسية في القرارات السياسية.
فقد خلق هذه الاختلافات انشقاق بالقرار السياسي الفلسطيني يفتقد إلى تواجد قيادة سياسية موحده تعمل تحت غطاء فلسطيني سياسي موحد يهدف إلى حماية القضية الفلسطينية ولكن بظل ذلك الانشقاق تغيبت القضية بشكل ملحوظ ولكن سرعان ما قدمت مرحلة سياسية موحده انطلقت بتراس أبا عمار زمام الأمور.
فكان هدف الرئيس الراحل تجميع كافة الفلسطينيين سواء شعبنا أو قادة تحت غطاء كلمة فلسطين مواجهة الحكومة الإسرائيلية باسم بلادنا وليس بأسماء الأحزاب السياسية والعسكرية وبالفعل استطاع إن يتحكم بالأوضاع وجمع كافة الفلسطينيين تحت مظلة واحدة.
ولكن للأسف أننا نفتقر ألان إلى قيادة سياسية فلسطينية موحدة تحمل على عاتقها هموم الدولة و شؤونها وتتخذ قرار سياسي موحد يقف بوجه القرار الإسرائيلي ولكن نحن نشهد وجود قرارات سياسية فلسطينية تتهم بعضها البعض و تغيب عن مواجهة الحكومة الإسرائيلية.
وأشار إن القيادة السياسية الإسرائيلية لا يوجد بينها خلافات على الرغم من تعدد الأحزاب والقوى لديهم فأنهم لا يختلفون على الاستراتجيات ا وإنما خلافهم على وسائل وطرق الوصول لتحقيق هذه الاستراتجيات .
وأضاف إن عملية الاقتتال الفلسطينية الداخلية خلقت العديد من الفجوات والثغرات الهائلة في مسيرة تحرير الأراضي الفلسطينية بل ما يزيد الأمور قسوة اندثار ملف القضية الفلسطينية تحت الأقدام و أصبح حديثا وجدلا ملف المصالحة البغيض.
فلذلك حتى اللحظة لن يصدر اى قرار سياسي فلسطيني موحد يقف بوجه الاعتداءات الإسرائيلية التي تحصل بحق أبناءنا وبناتنا و الجميع يلهو و يلعب بملف المصالحة و يهتم بالشؤون التي تعرقل مسيرة الهبة الجماهيرية و تقضي على الانجازات النضالية الشبابية.
و للأسف إن القيادة الفلسطينية الحالية قطعت كافة العلاقات التي أسسها الرئيس الراحل ياسر عرفات بينه وبين الشعب وأنني اري بأنه لا يجب إن يتدخل أي قيادة سياسة كانت إن تتدخل بشؤون هذه الانتفاضة الشعبية السلمية.
و أكد بأنه لو شكلت قيادة سياسية فلسطينية لقيادة هذه الانتفاضة فإنها ستكون خاطئة التركيب و ستحطم كل ما قام الشعب ببناءة وذلك لكون القيادة الحالية تهدف لأطماع شخصية وليس لأهداف شعبية.
وأتمنى إن يتواجد قرار سياسي فلسطيني موحد يقف في صف واحد لمواجهة القرار السياسي الإسرائيلي الذي يوصف بالقوة ووحدة بالقرار.
الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض أكد أن الانتفاضة تمر بمراحل تطور على اثر توتر الأحداث بالساحة وشملت كافة المدن والقرى الفلسطينية ولكن لا توجد أي قيادة فلسطينية موحدة ، تعمل على قيادة المشهد وتقوم باستغلال إبداعات الشباب المختلفة، في المواجهات مع الجانب الإسرائيلي.
وأوضح عوض أن إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، من أهم العوامل التي ستساعد على اتساع الحراك وتفعيل انتفاضة القدس في مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي سيقلب قواعد المشهد الحالي.
وبين أن مدن الخليل والقدس ورام الله ما زالتا تتصدر المشهد في مواجهه القوات الإسرائيلية وحكومته منذ انطلاق الانتفاضة ما يقارب الشهرين، وهناك تفاوت في حجم مشاركة المدن الأخرى؛ ويرجع ذلك لقلة وجود نقاط للاحتكاك والتماس مع القوات، وغياب الفصائل الفلسطينية عن قيادة الأحداث حتى هذه اللحظات.
وبين أن من يشعل فتيل الانتفاضة ويساهم في استمرارها هي سياسة الحكومة الإسرائيلية والعنف الذي تمارسه القوات بحق العزل والمقدسات الإسلامية.
وشدد على ضرورة تقديم وبذل الشباب كل ما بوسعهم حتى تستمر الانتفاضة ويحققوا مطالبهم التي يسعون إليها، الأمر الذي سيفشل كل أهداف المحتل، مشيرا إلى أن تراجع حده الاشتباك واقتصارها على مدن معينه يجعل الاحتلال يستفرد بالفلسطينيين ويساعده في مواصلة مخططاته التهويدية بحق الأماكن المقدسة.
ويذكر أن حجم النشاط في الشهر الثاني لانتفاضة القدس الحالية أكثر تفاعلا في مدينة الخليل التي مازالت تحافظ على حضورها المقاوم، وتليها مدينة رام الله، ثم مدينة القدس، وبيت لحم، ثم نابلس، وأريحا، ثم جنين