قرار عودة السياح الروس إلى "مصر" ينعش الآمال بطفرة سياحية

قرار عودة السياح الروس إلى "مصر" ينعش الآمال بطفرة سياحية
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

انتعاشة كبيرة متوقعة سيشهدها القطاع السياحي في مصر، جراء الاتفاق الذي جرى اليوم بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، على استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر.

وقالت الرئاسة المصرية، إن السيسي وبوتن اتفقا على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين، بما في ذلك مطارا الغردقة وشرم الشيخ، مؤكدة أن الاتفاق على عودة الرحلات الجوية جاء بعد التعاون الناجح بين الجانبين في هذا الإطار، وبناء على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين.

من جانبه، قال رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية أحمد يوسف، في تصريحات خاصة لـسكاي نيوز عربية، إن القرار مهم للغاية بالنظر إلى مستوى العلاقات بين البلدين، ومصر مستعدة حاليا لعودة الرحلات الروسية مرة أخرى بعد افتقادها على مدار السنوات القليلة الماضية.

وأضاف يوسف أن "العائد من السياحة الروسية يكون كبيرا بالفعل، وفي الظروف الطبيعية كنا نتلقى أكثر من 3 ملايين سائح روسي سنوياً، وكانوا يمثلون نحو 25 بالمئة من السياحة الواردة إلى مصر".

لكنه قال إنه من المبكر الآن الحديث عن الأعداد المتوقعة من السياحة الروسية بعد عودة الرحلات المباشرة إلى شرم الشيخ والغردقة.

وأشار رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية إلى أن الحكومة المصرية لا تزال بانتظار معرفة التفاصيل الفنية للاتفاق الذي جرى بين الرئيسين السيسي وبوتن، وتأكيد سلطة الطيران المدني على المواعيد المتوقعة لعودة الطيران وكثافة الطيران.

وأكد التنسيق مع الاتحاد المصري للغرف السياحية والقطاع الخاص لتنفيذ خطة العمل وإتمام التجهيزات النهائية لعودة السياح الروس.

وشدد يوسف على أنه منذ عودة الطيران في يوليو من العام الماضي بعد توقفه نتيجة أزمة كورونا، والسياحة من كافة أنحاء العالم تتوافد على مصر، لأن البلاد لم في مرحلة إغلاق كامل.

كما شدد على تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والاستمرار في خطة تطعيم العاملين بالقطاع السياحي بلقاح كورونا، حتى تكون المناطق السياحية في أبهى صورة مع عودة الرحلات الروسية كما هو الحال دائمًا، موضحًا أن الفترة المقبلة من المنتظر أن تشهد اتصالات ونقاشات مع شركات السياحة الروسية لترتيب كافة التفاصيل المتعلقة بعودة السائحين.

وكانت الرحلات الجوية الروسية قد علقت إلى مطاري الغردقة وشرم الشيخ، منذ حادثة سقوط الطائرة الروسية فوق صحراء سيناء أواخر أكتوبر 2015.

وجاء الاتفاق بشأن مطاري شرم الشيخ والغرقة، اللذين يقصدهما السياح الروس بكثافة، بعد جولة قام بها وفد أمني روسي في المطارين، تابع فيها الإجراءات الأمنية المطبقة على الركاب والعاملين.

 سوق متميز

واعتبر عضو غرفة المنشآت الفندقية المصرية هشام الشاعر، في تصريحات لـسكاي نيوز عربية، القرار إيجابيا للغاية لأن السوق السياحي الروسي من أهم الأسواق الواردة إلى مصر بشكل عام.

وأضاف الشاعر: "كنا نتمنى خلال الفترة الماضية أن تعود السياحية الروسية لطبيعتها، وهذا يُحدث حركة جيدة للغاية وانتعاشة كبيرة في مجال عملنا".

وشدد على استعداد المنشآت الفندقية في شرم الشيخ والغردقة باعتبارها أهم مقصدين سياحيين أمام الروس، إذ أن الفنادق كانت تعمل خلال الفترة الماضية دون توقف، وجاهزة لاستقبال أي سياحة من جميع أنحاء العالم.

وأضاف أن وزارة السياحة المصرية تشدد في إجراءات مواجهة "كوفيد - 19" بصفة مستمرة، دون تهاون في اتخاذ أي إجراء؛ لحماية السياح والعاملين بالقطاع على حد سواء.

وبيّن الشاعر أن الغرفة لا تزال تنتظر التأكيد على موعد أولى الرحلات القادمة من موسكو ثم تحديد الأعداد المتوقعة للسياح الروس.

وقبل أيام تحدثت تقارير إعلامية عن استئناف وشيك لهذه الرحلات الجوية، متوقعة أن يتم ذلك في مايو المقبل.

أبعاد سياسية

سياسيا، اعتبر المحلل السياسي طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة، في تصريحات لـسكاي نيوز عربية، أن الاتصال الذي جرى بين السيسي وبوتن يأتي تكريسا لسياسة العلاقة الجيدة بين القاهرة وموسكو.

وأضاف فهمي أن هذا الاتصال يؤكد نمط الشراكة بين البلدين، ويوجه رسالة للإدارة الأمريكية بأن مصر على علاقة جيدة مع كافة القوى الدولية، وتُقيم هذه العلاقات على مستوى الندية، لكنها "لا تناكف السياسة الأمريكية".

وأوضح أن العلاقة مع موسكو استراتيجية بمعنى الكلمة، وبالتالي طبيعي أن تستمر الاتصالات والمباحثات بين قادة ومسؤولي البلدين، ومؤخرا استقبلت القاهرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمناقشة كافة قضايا الإقليم.

وقال فهمي إن "روسيا تريد أن تعود للإقليم العربي بأكمله من البوابة المصرية، وكلما تحسنت العلاقة بين مصر وروسيا كلما انعكس ذلك على قضايا إقليم الشرق الأوسط".

ورحب السيسي باستئناف حركة الطيران بين البلدين، آملا أن يمثل ذلك القرار "قوة دفع فعالة في اتجاه مزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز حركة الأفراد والوفود السياحية المتبادلة بينهما".

وأعرب الرئيس الروسي عن "حرص بلاده على تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية مع مصر"، مشيدا بالشراكة الممتدة بين البلدين وبالإنجازات الملموسة التي حققتها مصر في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة المشروعات القومية الكبرى".