حذّر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هاني ثوابتة، من مغبة تأجيل الانتخابات، لافتاً إلى أنّ قرار التأجيل سيُعيد الوضع الفلسطيني إلى حالة أخرى من المراوحة في ذات المكان، ومنع تحقيق الديمقراطية في هذه المرحلة السياسية الملحة.
وقال ثوابتة في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الأربعاء: "إنّ قرار التأجيل يقطع الطريق على ملف توافقي وطني يجمع كل مكونات الساحة الفلسطينية، خاصةً أنّه تم وضع كافة الترتيبات الخاصة بالعملية الانتخابية.
وأكّد على أهمية المضي في قرار منع تأجيل الانتخابات، مُردفاً: "يجب عقد الانتخابات في موعدها؛ كاستحقاق ديمقراطي وكشكل من أشكال توحيد أفراد الشعب الفلسطيني".
ولفت إلى أنّ الانتخابات أحد أشكال تجسيد الإرادة الفلسطينية من خلال خوض هذه العملية في إطار المواجهة الشاملة مع الاحتلال.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، قد قال: "إنّ الانتخابات الفلسطينية قائمة حتى الآن وفق المراسيم التي أعلنتها الرئاسة"، مُؤكّداً على أنّ الجانب الفلسطيني ملتزم بإجراء الانتخابات لكن بمشاركة مدينة القدس؛ وذلك رغم المؤشرات التي تذهب نحو تأجيل الانتخابات.
فيما قال عضو الملتقى الوطني الديمقراطي وأحد مُرشحي قائمة "الحرية"، هاني المصري: "إنّ قرار تأجيل الانتخابات قد اُتخذ"، مُعتبرًا إياه أخطر قرار تم إتخاذه مُنذ فترة طويلة.
وكشفت تسريبات صحفية أنّ اجتماع القيادة الفلسطينية المقرر غدًا، سيُعلن عن قرار تأجيل الانتخابات قبل يوم واحد من بدء الحملات الدعائية للقوائم الانتخابية المقرر في الـ30 فبراير.
أما عن موقف الجبهة الشعبية من تشكيل جبهة رفض من القوائم الانتخابية لقرار تأجيل الانتخابات، قال ثوابتة: "إنّ الجبهة الشعبية مع توسيع دائرة الرفض على كل المستويات، وتدعو إلى رفض كل محاولات تأجيل الانتخابات، وبالتالي دعوة كل القوى والمكونات في الساحة إلى رفض التأجيل تحت أي ظرف كان".
وتُشارك الجبهة الشعبية في الانتخابات التشريعية المقررة في الـ"22" مايو المقبل، في قائمة باسم "نبض لشعب" التي يرأسها الأمين العام للجبهة الشعبية الأسير أحمد سعدات.
وبالحديث عن إرجاع سبب تأجيل الانتخابات إلى منع الاحتلال إجرائها في مدينة القدس المحتلة، قال ثوابتة: "إنّ الانتخابات أحد أدوات المواجهة في القدس؛ لتكون محل اشتباك سياسي ودبلوماسي وقانوني بفرض سيادة الشعب الفلسطيني في المدينة المقدسة".
وأضاف: "أما على الصعيد الآخر، فالانتخابات مدخل لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة التعددية والشراكة وتعميق المناخ الديمقراطي الداخلي".
أما عن خطوات الجبهة الشعبية بعد قرار التأجيل المتوقع غدًا، قال ثوابتة: "إنّ الجبهة ليست متواجدة في ملف الانتخابات، بل في كل الملفات التي تتعلق بالشعب الفلسطيني، ولا تتدخر جهدًا في ممارسة كل أشكال الضغط والنضال الديمقراطي حتى تحقيق الأهداف الوطنية".
وختم ثوابتة حديثه، بالقول: "إنّ ملف الانتخابات موضوع نضال ديمقراطي، ومحل اشتباك سياسي في المؤسسات الفلسطينية"، مُضيفاً: "يجب أنّ يتم حسم الموضوع باتجاه الاستمرار في العملية الانتخابية وقطع الطريق على كل محاولات التأجيل".