عبّرت وزارة الصحة في قطاع غزّة، عن تخوضها من استمرار الموجة الحالية من تفشي وباء فيروس كورونا لفترةٍ أطول، لافتةً إلى أنّ كافة المؤشرات تتحدث عن استمرار الحالة الوبائية في المرحلة المقبلة.
جاء ذلك اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي عقدته الصحة مع وزارة الداخلية والأمن الوطني، حول تطورات الحالة الوبائية في محافظات قطاع غزّة.
وقال مدير دائرة مكافحة العدوى والسلامة في وزارة الصحة بغزّة، د. رامي العبادلة: "إنّ المنحنى الوبائي يشهد ارتفاعاً منذ العاشر من الشهر الجاري نظراً لارتفاع الحالات الحرجة والخطيرة، وهذا يتضح في أعداد المترددين على أقسام الفرز التنفسي في المستشفيات".
وتابع: "الفترة المقبلة لن تشهد هبوطاً في المنحنى الوبائي"، مُردفاً: "نمر في حالة ثبات للمؤشر الوبائي بمستوى عالي، وحالات الوفاة يومياً تتراوح بين 10 إلى 15 حالة".
واستطرد: "المنحنى يسير في مستوى مرتفع حيث استقر في مستوى عالي بعد الارتفاع التصاعدي وقد يكون هذا مقدمة للهبوط في المنحنى أو تصاعد إضافي".
وأضاف: "انخفاض عدد الإصابات اليومية ليس مؤشراً على تسطيح المنحى الوبائي، لأنّ المواطنين في شهر رمضان لا يذهبون إلى مراكز الفرز كما غيره".
وبيّن أنّ أجمالي عدد الحالات التي تحتاج لرعاية طبية 347 حالة، والحالات الخطيرة والحرجة 265 إصابة، مُتوقعاً أنّ يبقى مستوى المنحنى الوبائي مرتفع حتى بعد عيد الفطر المبارك.
وقال: "إنّ وزارة الصحة لاتزال قادرة على استيعاب الحالات والتعامل معها وفق نتاج إجراءات تعزيز الجهوزية ، لكن تزايد الحالات يُشكل ضغطاً على المنظومة الصحية".
وأكمل حديثه: "وزارة الصحة أرسلت 200 عينة لمنظمة الصحة العالمية في القدس وننتظر النتائج التي تحتاج نحو عشرة أيام لإصدارها"، مُضيفاً: "جرى اكتشاف الطفرة البريطانية في قطاع غزّة وتمكنت من الانتشار الواسع واليوم نحصد آثارها، وهناك تخوف كبير من دخول الطفرة الهندية ولا يستطيع أحد الجزم بوجودها من عدمه".
وأردف: "كافة الاحتمالات واردة من حيث وجود طفرات جديدة من الفيروس في قطاع غزة"، مُتابعاً: "الطفرة الهندية قد تصل إلى قطاع غزة خاصةً مع وصولها لدولة الاحتلال عبر المعابر ولا نستبعد وجود طفرات أخرى داخل القطاع".
وأضاف: "الطفرة الهندية تُقلق كافة دول العالم لأنّها تستطيع التغلب على المناعة والأجسام المناعية من خلال الإصابات السابقة".
واستدرك: "كنا نراهن على أن 50% من سكان قطاع غزة أصيبوا بكورونا وهذا يساهم في تعزيز المناعة المجتمعية، ولكن ظهور الطفرات التي تتغلب على الأجسام المناعية يعني أننا سنعود للكرة من أول وجديد وبمستوى أخطر".
وأوضح أنّ الجميع مُعرض للإصابة مرة ثانية بعد الإصابة الأولى، وعلى الجميع أنّ يُقدّر الموقف ويلتزم بإجراءات السلامة وهناك ضغط على وزارة الصحة والمنظومة الصحية".
وبيّن أنّ انتشار الطفرة الهندية أضعاف البريطانية، لكن لغاية الآن لا يُمكن الجزم بأنّها موجودة في قطاع غزّة أو لا، مُستدركاً: "المؤشرات تدل على وجود عدة طفرات من كورونا في قطاع غزة".
وأكّد على أنّ الحالات الحرجة في قطاع غزّة بارتفاعٍ باستمرار، داعياً كبار السن إلى أخذ لقاح كورونا، والجميع إلى اتخاذ إجراءات السلامة والوقاية.
وختم العبادلة حديثه، بالقول: "إنّ إجمالي عدد اللقاحات التي وصلت إلى قطاع غزة 110400 جرعة، وهي تكفي لتطعيم 55200 شخص، حيث تم تطعيم 36496 مواطن".
من جهته، شدّد الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزّة، إياد البزم، على أنّ الداخلية بدأت بمتابعة حجر المصابين بفيروس كورونا المستجد.
وقال البزم خلال حديثه في المؤتمر: "إنّ وزارة الداخلية بدأت بمتابعة حجر المصابين، حيث تم إحالة 9 مصالين لم يلتزموا بالحجر المنزلي"، مُضيفًا: "سيتم تحويل كل غير الملتزمين إلى مركز تأهيل أصداء".
وأردف: "هيئة المعابر بدأت بترقب وصول القادمين من الهند وبنغلادش، وتجهيزات لنقلهم للحجر الالزامي في المحاجر الصحية"، مُوضحاً أنّه سيجري يوم الثلاثاء المقبل إجراء تقييم جديد للوضع الوبائي بغزّة.
وجاء في حديث البزم: "في ضوء تقييم وزارة الصحة للحالة الوبائية لفيروس كورونا، تقرّر تمديد الإجراءات الوقائية القائمة حالياً لمدة أسبوع آخر، وسيستمر ذلك حتى الثلاثاء المقبل".
ودعا المواطنين إلى الالتزام بكافة الإجراءات المتخذة؛ تقديراً لخطورة الظرف الحالي في ظل وجود طفرات جديدة من فيروس كورونا.
وطالب أصحاب مراكز تقديم الخدمة والمولات والأسواق والعاملين فيها، بالالتزام التام بالتباعد وجميع الإجراءات الوقائية، تقديراً لخطورة الظرف الحالي.