روت الصحافية رواء أحمد مرشد (26 عامًا)، مساء يوم الأربعاء، تفاصيل الاعتداء عليها أثناء تواجدها شرق منطقة "جحر الديك" وسط قطاع غزة.
وقالت الصحافية رواء في تصريحات عبر صفحتها الرسمية (فيسبوك) رصدتها وكالة "خبر" "أروي هنا تفاصيل ما حدث وقد تأخرت بسبب انتظاري للجهات الرسمية -وزارة الداخلية- التصرف بالطريقة القانونية من اللحظة الاولى لوقوع الاعتداء بعدما توجهت إليهم و ردّوا أن عناصر جهاز الضبط الميداني لا يتبعون لهم ومع ذلك سيقومون بالتحقيق في الأمر وطلبوا مني ألا أقوم بنشر التفاصيل إلى حين معرفة اسم المعتدِي الانتهاء من التحقيق. وأروي ليس تبريراً لشخصي إنما توضيح لحدث تمحور على أساس شكلي أو لباسي -غير اللائق- على حد قول المعتدِي، والذي هو سبب دعى أحد رجال الضبط لاستخدام جذع شجرة وضربي إلى أن ترك علامات واضحة ومؤلمة على جسدي.
وأضافت: "الحدث يوم الأحد الموافق ٢٥ ابريل ٢٠٢١ الساعة الخامسة عصراً كنا أنا وزميلتي المصورة وشاب زميل آخر وطفلة بعمر ٦ سنوات في جلسة تصوير في أحد المزارع الحيوية في منطقة جحر الديك، وأثناء عملنا جاء اثنين من رجال الضبط الميداني بلباس عسكري وحاملاً لسلاحه بدأوا باستجوابنا عن من نكون، وقاموا بسؤالنا إن كنا نعلم أن هذه الأرض أمنية، فقمنا بالرد بكل احترام بأننا لا نعلم كون أن زميلتي جاءت الأسبوع الماضي وأتمّت جولة تصوير دون أي استجواب من قِبل أحد وكوننا حصلنا على موافقة التصوير من صاحب الأرض، وإن كانت هذه الأرض حدودية فسنغادر على الفور، قاموا بطلب بطاقاتنا التعريفية وأثناء تعريفي عن نفسي كصحفية بدأ النقاش يذهب باتجاه شكلي وعدم ارتدائي الحجاب، أي أن الشخص كان يحاول اسكاتي بأسلوب أبعد ما يكون عن الأدب كلما حاولت التعريف عن نفسي، وظل يوجه لي جمل من نوع أنني مرتدة ولا أنتمي لهم ولا يحق لي الكلام ولا يشرفه مناقشتي وعليّ أن أخرس".
وتابع: "ذهبوا في بعد ٥٠ متر تقريبًا ومعهم بطاقاتنا التعريفية وقاموا بطلب الشرطة النسائية وقمت انا بمهاتفة أحد الأشخاص في وزارة الداخلية، وقال بأنه سيحل الأمر ولن يكون هناك مشكلة، عادا الشخصان وأعادا بطاقاتنا الشخصية وقام أحدهم بإكمال توجيه الحديث بلغة غير محترمة، فقمت بالرد عليه بالحرف الواحد: انت بتحكي معي؟ فما كان منه إلا أن أمسك جذع شجرة وقام بضربي عدة ضربات على جسمي في أماكن حساسة أعتذر عن نشرها ولكنّي أملك تقريراً طبياً بهذا الاعتداء موقع من أحد الأطباء في مستشفى الشفاء الطبي".
وأردفت: "تابعت الإجراءات مع وزارة الداخلية بعد ٤٨ ساعة من وقوع الحدث بدون نتيجة سوى تشكيل لجنة تحقيق والتي لم تفيدني باي نتيجة لهذا التحقيق و الاجراءات القانونية التي اتخذت ضده، فما كان مني إلا أن توجهت للهيئة المستقلة لحقوق الانسان لأروي تفاصيل ما حدث، وعليْه تم التواصل من قبل الهيئة مع وزارة الداخلية والنيابة العامة ، فوجهت الهيئة رسالة لكل من وكيل وزارة الداخلية في غزة والنائب العام وفقا للبيان الصحفي الصادر عن الهيئة الذي انتشر وانتشرت التعليقات عليه".
وأكملت: "أنا الآن حقاً في موقف لا أُحسد عليه، كل ما أريده هو أن يتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق هذا الشخص والافصاح عن اسمه، حتى لا تصبح القصة التالية خبراً معنوناً يمر مروراً عابراً مع فتيات أخريات، واعتبر هذا المنشور بلاغا للنائب العام"
وختمت الصحافية رواء حديثها بالقول: "أشكر جميع من يحارب الظلم وينصر الحق، وأرجو من كل من يبرر إن كان يحمل أفكاراً غير مرتبطة بالإنسان وحرية وجوده وشكله أن يلتزم الصمت، وهذا أفضل ما قد تقدمونه لي ولعائلتي ولخطيبي الذي تتداول صوري معه الآن على أنه شاب غريب".
مرحباً جميعاً، أشكركم بدايةً على هذا التضامن، الذي أعتبره تضامن لقضية مشتركة لم تمسّني وحدي بل تمس كل صحفي تعرض ويتعرض...
تم النشر بواسطة Rewaa Mershid في الأربعاء، ٢٨ أبريل ٢٠٢١