هل تشتعل القدس إذا أُلغيت الانتخابات الفلسطينية؟

حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع

 

 


تستعدّ إسرائيل لإلغاء رئيس السلطة الفلسطينية، ابو مازن، الانتخابات في السلطة الفلسطينية. ويستعدون لإمكانية تصعيد امني تتصدره «حماس» في ظل التركيز على إثارة الخواطر في القدس.
ابو مازن، الذي سيعلن عن تأجيل الانتخابات، سيعلل قراره بالادعاء بأن إسرائيل لا تسمح بإجراء الانتخابات في القدس الشرقية.
جمعت منظمة «حماس» قوة مبهرة حتى الآن، ومن المتوقع أن تحقق موطئ قدم في المجلس التشريعي، حيث إن الإعلان عن تأجيل الانتخابات سيشكل فرصة لها لخلق تصعيد كي تترك أثرا على الأرض وتخدم حملة الانتخابات.
تعتقد محافل رفيعة المستوى في جهاز الامن في إسرائيل بأن «حماس» و»فتح» على حد سواء ستركزان على القدس، وليس على مناطق الضفة. ومن المتوقع أن تتحدى «حماس» ابو مازن وتدعي بأنه استسلم للضغط الإسرائيلي والأميركي إذ اختار تأجيل الانتخابات. وستثير مساعي «حماس» حماسة سكان القدس الشرقية اساسا ممن لا يرون أنفسهم تابعين للسلطة الفلسطينية، بل حماة الاقصى.
فهل ستثور الخواطر في القدس؟ في هذا الموضوع يوجد خلافات رأي في جهاز الامن الإسرائيلي، ولكن الرأي السائد هو أنه ستنشأ احداث محلية وليس اكثر من ذلك. ومع ذلك، هناك تخوف من حدث محلي واحد يخرج عن نطاق السيطرة ويشعل المنطقة.
يحتمل أن تسمح «حماس» باستئناف رمزي للنار من غزة نحو بلدات الغلاف، ولا يزال يوجد اجماع في قيادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية بأن زعيم المنظمة في غزة، يحيى السنوار، غير معني بالتصعيد او بجولة قتالية مع إسرائيل ويريد مواصلة مسار التسوية.
تدعي محافل امنية رفيعة المستوى بأنه كان جديرا بالجيش الإسرائيلي أن يعمل بقوة أكبر حيال الـ 36 صاروخا التي اطلقت نحو غلاف غزة في ليلة واحدة في نهاية الاسبوع الماضي. «اطلاق النار هذا يتطلب ردا حادا يستدعي ايضا استغلال الفرصة لضرب قدرات (حماس) والمس بشدة بتعاظم المنظمة قبيل الجولة التالية، وهذا لم نره. كانت هذه فرصة ذهبية للمس بتعاظم قوة (حماس) وقد فوتت»، تدعي هذه المحافل، وتضيف: «على (حماس) ان تعرف بأنها في مثل هذه الحالات تدفع ثمنا في الوعي وتتضرر ايضا في قدرة تعاظمها».
في المداولات المغلقة، اعرب مسؤولون كبار في الجيش وفي المخابرات عن خيبة امل مهنية من سلوك الشرطة في العاصمة في ايام الاضطرابات في بداية الاسبوع. وجاء النقد ايضا حول الاستعداد غير الكافي والمعالجة للاحداث الاولى التي اثارت الخواطر، ولكن بالاساس على قرار اغلاق المدرجات في باب العامود وعلى تصريح المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، وكأن الخطوة تتخذ دائما في شهر رمضان، القول الذي تبين أنه غير صحيح.
تبين في المداولات ايضا أن المخابرات حذرت الشرطة من خطوة كهذه لاغلاق المدرجات بسبب التفجر العالي الذي قد يثيره في المنطقة. ولكن رغم الخطوات التي اتخذت بخلاف التوصيات ورغم النقد من الواضح انهم في قيادة الجيش والمخابرات يتصرفون بحساسة واحترام تجاه المفتش العام الجديد، ومن الواضح أن قرارا مشابها لمفتش عام آخر كان سيثير عاصفة اكبر.

عن «يديعوت»