عقّب نائب رئيس حركة حماس في منطقة الخارج، موسى أبو مرزوق، اليوم الجمعة، على قرار الرئيس الفلسطيني القاضي بتأجيل إجراء الانتخابات الفلسطينية، بسبب عدم تلقّيه موافقة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إجراءها في مدينة القدس المحتلة.
وقال أبو مرزوق، في حوار صحفي: إنّ "قرار تعطيل الانتخابات الفلسطينية، يضرب المصلحة الوطنية، ودوافعه مغايرة عن الذرائع التي استند عليها".
وأضاف: "حتى وإن كانت الأسباب المعلنة صحيحة، فكان وجوبًا علينا جميعًا أن نحول هذه المحنة إلى منحة، وأن نفرض إرادتنا الوطنية في المدينة المقدّسة، وألا أن نسلم قرارنا إلى مزاج العدو الصهيوني، الذي لن يوافق على شيء في مصلحة الشعب الفلسطيني".
وتابع: "نحن كشعب تحت احتلال، يجب أن تستند فلسفة قراراتنا وخططنا الوطنية على أساس المواجهة مع المحتل، لا أن نستأذنه في قراراتنا".
وأوضح أبو مرزوق، أن رغبة حركة حماس في عقد الانتخابات نابعة من عدّة اعتبارات، أولها، "إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، بحيث يتسع للجميع، ويعمل الجميع على أساس المشاركة، لا الإقصاء".
وأشار إلى أنّ الاعتبار الثاني، هو "كسر تفرّد السلطة التنفيذية وتغوّلها على السلطات التشريعية والقضائية، وما ينتج عن هذا من اختلال كبير في موازين الحكم، والذي يُترجم على شكل غياب للحريات، وتفشي الفساد، ويفاقم سوء الأوضاع الاقتصادية، ويزيد من مراكمة الفشل في إدارة البلاد وغيرها من القضايا".
وبيّن أنّ الاعتبار الثالث، هو "دفع عجلة التداول السلمي على السلطة ضمن الأراضي الفلسطينية نحو الدوران، حتى يمتلك الشعب أدوات تمكنه من عقاب أي سلطة أو مجموعة لا تعبّر عنه، ولا تنبض بقضاياه، وذلك كل أربع أعوام".
ونوّه إلى أنّ الاعتبار الرابع، هو "إنهاء الإنقسام، وطي صفحته، وإعادة توحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية تحت ظل قيادة تعبّر عن عموم الشعب، ومعالجة آثار الإنقسام الفردية والجماعية".
ولفت إلى أنّ الاعتبار الخامس، هو "الوصول إلى حكومة توافق وطني، يتمثل فيها الجميع، ويكون عنوانها الكفاءة الوطنية، وشعبنا مليء بالكفاءات".
ورأى أنّ الاعتبار السادس، يتمثل بـ"امتلاك برلمان لديه شرعية ويعمل على سن القوانين، ويراقب السلطة التنفيذية، ويحاسب الفاسدين، خصوصًا وأن بعضهم لا يخجل من إظهار فساده لغياب الرادع".
وحول اقتراحات حركة حماس كبدائل لقرار التأجيل، قال أبو مرزوق: "طرحنا على حركة فتح وفصائل العمل الوطني العديد من المقترحات والبدائل القادرة على فرض الإرادة الفلسطينية، إلا أن اتخاذ قرار التأجيل يعطينا إشارة، بأنّ هذه السلطة لا تريد أن تواجه الاحتلال ولو بأبسط أدوات النضال السلمية، فهل ستقود شعبنا إلى مشروع الدولة حقًا؟"
وتساءل بقوله: "هل سيحقق لنا التأجيل منفعة، وهل الرهان على العامل الزمني مجدي، في ظل غياب لأي تغيير محتمل في الموقف الإسرائيلي أو الأمريكي، وهل يعقل أن شعب تحت الاحتلال يقبل برهن قضاياه وشؤونه الوطنية بالمزاج الصهيوني، وهل يشكل تأجيل الانتخابات ضغطًا على العدو الإسرائيلي؟".
وأردف: "بكل تأكيد هي خطوة تصب في صالحه، وفي صالح تعزيز أنه صاحب السيادة، وسيتلقى القرار بحفاوة، فقد نال ما أراد، وأعفيناه من حرج الظهور بمظهر المعطل أمام العالم".
وفي رسالة وجّهها إلى الرئيس عباس، دعا فيها إلى أنّ "يفكّر كرئيس لشعب لا زعيم لحزب، وألا يرهن مستقبل شعبنا لدى إرادة العدو، وأن يثق في شعبنا، وفي شباب القدس، وهم جاهزون لخوض معركة شعبية، يفرضون فيها إرادتنا، وقادرون على حماية الصناديق، كما أبهرونا ويبهروننا دائمًا، فثق بشعبك ولو مرّة واحدة".
وفيما يخصّ اتّخاذ قرار تأجيل الانتخابات، كشف أبو مرزوق، أنّ حركة حاس علمت بذلك مسبقًا، مضيفًا بقوله "إذ أخبرني قبل عدّة أيام عضو مركزية حركة فتح، بأنّهم اتخذوا قرارهم، بما يشبه الإجماع بتعطيل الانتخابات إلى أجل مسمى، وسيعقدون لقاء يعلنون فيه القرار".
وعلى إثر ذلك، ذكر أبو مرزوق أنّه "قررنا في حماس عدم المشاركة في اجتماع رام الله مساء الخميس، وألا نكون شهود زور، وألا نشارك في مسرحية هزلية، عنوانها سلب الشعب الفلسطيني حقه في اختيار من يمثله".
وعبّر عن شعور حركته بـ"خيبة أمل، لأننا أردنا لهذه اللحظة أن تكتمل، وأن يتمكن شعبنا من ممارسة حقه الطبيعي في التداول السلمي على السلطة، وتجديد المؤسسات الفلسطينية جميعًا، وأن يشارك الكل الفلسطيني في اختيار قيادته".