أكّد القيادي البارز في حركة حماس بالضفة الغربية المحتلة، وزير شؤون الأسرى سابقًا، وصفى قبها، على أنّ قرار تأجيل الانتخابات جاء مخالفاً لتوجهات ورغبات الكل الوطني، وليس حماس فقط؛ الأمر الذي يعكس حالة من الاستبداد والديكتاتورية في الساحة الفلسطينية واغتصاب القرار الوطني.
تأجيل الانتخابات يعني تأجيل وإلغاء المصالحة
وقال قبها في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم السبت: "إنّ الكل الوطني اتفق وتوافق في حوارات إسطنبول وفي لقاءات الأمناء العاميين في بيروت ورام الله؛ أنّه يتم التوافق على القرارات الفلسطينية المصيرية خلال اجتماع الأمناء العاميين لفصائل العمل الوطني والإسلامي".
وأضاف: "لكنّ ما حصل بعد قرار الرئيس محمود عباس بتأجيل الانتخابات، أشعرنا وكأنّ القضية الفلسطينية والقرار الفلسطيني ملك فصيل واحد"، مُردفاً: "هذا مرفوض ولا يعكس أيّ نوايا حقيقية تجاه المصالحة".
وتابع: "قرار تأجيل الانتخابات يعني بطريقة أو بأخرى إلغاء المصالحة كليًا من قاموسهم"، مُستدركاً: "الجميع يعلم بأنّ حماس ذهبت إلى اللقاءات والحوارات الخاصة من أجل الوصول إلى مصالحة وإنجاز الوحدة الوطنية".
واستطرد: "ما حدث يعني أنّ حركة فتح أصرت أنّ نذهب للانتخابات أولاً وقالت بالحرف الواحد، إنّ "الانتخابات ستكون المدخل للمصالحة الفلسطينية".
واستدرك: "حماس استجابت أيضاً لإصرار حركة فتح على إجراء الانتخابات وفق رؤيتها، حيث قبلت بإجرائها بالتزامن"، مُضيفاً: "لكن هذه هي نتيجة إجراء الانتخابات بالتتابع".
التوافق على آلية الانتخابات
وبسؤاله إنّ كانت الفصائل قد توافقت على ملف الانتخابات في القدس والتي يعلم الجميع موقف الاحتلال منها، قال قبها: "إنّ القدس أحد العقبات والألغام التي تعترض طريق الانتخابات، وقد حذّرنا وقلنا يجب تعبيد الطريق لإنجاح الانتخابات".
وأكمل حديثه: "الكثير من القضايا لم يتم تنفيذها، حيث إنّ عشرات المواقع التابعة لحركة حماس ما زالت محجوبة، رغم صدور مرسوم رئاسي بشأن الحريات العامة".
وتساءل: "لو افترضنا أنّ الانتخابات في طريقها ولا زالت قائمة وبدأنا حملة انتخابية، كيف سنُقدم مشروع حماس الانتخابي، طالما أنّ هذه المواقع محجوبة؟!"، مُستدركاً: "القضية ليست القدس، بل الكثير من العقبات أيضاً".
وبالحديث عن موقف حماس من تحويل الانتخابات في القدس إلى اشتباك مع الاحتلال، قال قبها: "كنا نأمل أنّ يتم عقد اجتماع للأمناء العامين، ويقوم خلاله كل فصيل بطرح رؤيته وبدائله المطروحة على الساحة، ومن ثم يتم التوافق على الآلية، ليكون القرار الفلسطيني بالتوافق دون فرض أيّ سيناريو".
حكومة تنال الثقة وليس بالتعيين
أما عن بدائل حركة حماس لمرحلة ما بعد تأجيل الانتخابات الفلسطينية في ضوء طرح بديل تشكيل حكومة وفاق وطني، قال قبها: "هذا التوجه جاء بعدما شعروا أنّ فتح ستخسر الانتخابات خسارة فادحة ومدوية وحتى في الانتخابات الرئاسية"، لافتاً إلى أنّ استطلاعات الرأي أعطت إسماعيل هنية ومروان البرغوثي أرقام متقدمة جدًا عن الرئيس عباس.
وتابع: "أجهزة مخابرات عالمية أبلغت فتح بأنّ خسارتها ستكون مدوية؛ وبالتالي عندما نتحدث عن المصالحة وحكومة الوحدة الوطنية، يأتي ذلك لذر الرماد في العيون، لامتصاص نقمة الشعب في الشارع ولتبريد الساحة، وهذا الأمر لا ينطلي على أحد".
وأضاف: "ليس هناك بدائل ونُريد حكومة وحدة وطنية؛ تحظى بثقة المجلس التشريعي قبل أن تذهب للرئيس وتؤدي اليمين الدستورية أمام".
واستطرد: "نحن مع المصالحة وحكومة وحدة وطنية؛ لكنّ أيضاً نُريد حكومة وحدة تحظي بثقة التشريعي قبل أن تؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس، ولا نريد إعادة اتفاق الشاطئ وحكومة رامي الحمد الله، حيث قبلت حماس آنذاك وتنازلت بتشكيل الحكومة قبل أنّ تنال ثقة المجلس التشريعي".
وختم قبها حديث بالقول: "إنّ الساحة الفلسطينية بعيدة كل البعد عن المصالحة، ولكن الحوار واللقاء الوطني يُحافظ على العلاقات ويبعث نوع من الدفء، أما القطعية عبارة عن جفاء"، وذلك في تعقيبه على دعوة السيد إسماعيل هنية لاستئناف الحوار الوطني بعد تأجيل الانتخابات.