في الذكرى الثالثة والسبعون للنكبة لن نبقى لاجئين. ولا ندافع عن التاريخ انما عن اجدادنا وابائنا، الذي هُجرواقسراً، في مطلع شمس حارقة، وزقزقة العصافير، وتعود بهم الذاكرة من دم وروح وشوق.
تتزامن هبة القدس وتحدي المقدسيين لعملية التطهير العرقي والترانسفير التي تحاول دولة الاحتلال تنفيذها منخلال سرقة بيوت الشيخ جراح، وتكرار لما جرى ابان النكبة وعمليات المحو والاحلال مع ما كتبه رئيس الوزراء الاوللدولة الاحتلال بن غوريون في وثيقة نشرتها صحيفة هآرتس وكُشف عنها حديثا، وقوله أنه "توجد حالات، وصلفيها لاجئو الرملة واللد إلى غزة عن طريق رام الله، لأنهم اعتقدوا أنه من غزة سيسهل عليهم العودة إلى الرملةواللد. ويتسائل ما العمل؟
وجاءت الإجابة على سؤال "ما العمل" بأنه ينبغي "تنغيص عيشهم" دون كلل. كذلك يجب تنغيص عيشهم فيالجنوب ودفع اللاجئين شرقا (إلى الأردن)، لأنهم لن يتوجهوا إلى البحر ومصر لا تسمح بالدخول".
ما يجري في الشيخ جراح ليس مجرد حدث انه صراع على الحق والذاكرة والسردية الفلسطينية. وسرقة ملكيةتاريخية، ومحاولات مستمرة منذ قرن من الزمان.
ما يجري في القدس والاقصى والشيخ جراح هو انضاج لاستمرار هبة شعبية مستمرة وهي الاستفتاءوالانتخابات الحقيقية ضد قرارت القيادة المرتبكة، وتحدي الارادة الصهيونية ومحاولاتها كسر وهزيمةالفلسطينيين.
هبة المسجد الاقصى وانتصار المقدسيين في باب العامود وتحدي ومواجهة القمع في المسجد الاقصى منحتالفلسطينيين والمقدسيين الثقة وان المسجد الاقصى في ايدي المقدسيين اللذين يخوضون معركة حقيقية للدفاععنه، والسيطرة هي المقدسيين وليس لاسرائيل او الاردن وحتى السلطة الفلسطينية الغائبة، والسلطة الوحيدة هيسلطة المقدسيين الذي يخوضوا اشتباك حقيقي للدفاع عن ذواتهم ومسحدهم ومدينتهم ومواجهة السياساتالصهيونية العدوانية.
واثبت ان الشعب الفلسطيني هو صاحب الدار والقرار في تقرير مصيره، ولن يستطع احد التاثير في قضيتهوالمزاودة عليهم والحديث باسمهم، لا دول التطبيع والتتبيع او حتى اصحاب الوصاية يستطيعوا الوساطة ووقفمقاومة الفلسطينيين والدفاع عن انفسهم.
اظهرت هبة القدس وحدة الفلسطينيين في القدس والضفة وغزة والمقاومة التي يقوم بها الفلسطينيين، ومشاركةفلسطيني الداخل، يقلق المؤسسة الامنية الاسرائيلية، خاصة الاشتباك الميداني بين المقدسيين وشباب منفلسطيني الداخل مع المستوطنين في حي الشيخ جراح والمسجد الاقصى.
استمرار الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال وسياسة التطهير العرقي في القدس وسرقة بيوت المقدسيين في حيالشيخ جراح، ولا تزال سياسة الاحتلال في فرض سياسة الامر الواقع والقمع والانتهاكات بحق الفلسطينيينومحاولات الاحتلال اقتحام المسجد الاقصى، ومنع الفلسطينيين من التواجد في باب العمود، والسياساتالاستيطانية والضم الزاحف في الضفة الغربية، وحصار غزة.
كل ذلك عوامل لاستمرار النضال الفلسطيني ومقاومة الاحتلال.
وفي ضوء ما يجري من جرائم تطهير عرقي في القدس وانتصارها على آلة القمع الاحتلالية يشكل فرصةللفلسطينيبن في مواجهة الاحتلال والمضي قدما في انهاء الانقسام واتمام الوحدة الوطنية. والاستجابة لارادةالفلسطينيين بالتغيير الديمقراطي في مؤسسات الشعب الفلسطيني.
ولا بديل امام القيادة الفلسطينية والفصائل سوى الاستجابة للارادة الشعبية بالتغيير ووضع استراتيجياتنضالية لتعزير هبة القدس والروح الفلسطينية الوقادة في مقاومة الاحتلال، وتعزيز صمود الفلسطينيين واحترامحقوق الأنسان والحريات العامة، وفتح حوار وطني شامل بين مكونات النظام الفلسطيني لتريب الوضع الداخليالفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية.
القيادة والفصل لا يحتاجون اعلان الحرب على اسرائيل، يكفي ان يثقوا بالشعب الفلسطيني وارادته وخياراتهوقدراته. قضية القدس وحي الشيخ جراح فرصة لمواجهة اسرائيل ووقف التنسيق الامني واظهار وجها البشعوالفاشية والعنصرية التي تمارسها بحق الفلسطينيين
مع القدس يتجدد الامل في اعادة الاعتبار للمشروع الوطني، وبناء النظام الفلسطيني.
واستعادة الروح الوطنيةوالمساندة الوطنية من قبل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وكذلك التضامن العربي الشعبي نجحفي هز الوجدان العربي والدولي، واحرج القيادة الفلسطينية، وزعزع الرواية الصهيونية وسياساتها العنصريةالتي لن تستطع محو وشطب الذاكرة الفلسطينية.