"ح م ا س" قرّرت خوض مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائي

حجم الخط

بقلم: اليكس فيشمان

 

 


القدس تجذب العناوين: يوم القدس، مسيرة الأعلام، يوم النكبة، الشيخ جراح، ولكن هذه هي محطات في الطريق الى المواجهة. قلب القصة هو غزة: قررت «حماس» أخذ المخاطرة والخروج الى مواجهة مسلحة مع إسرائيل. ليس لها الكثير من الوقت للتردد، فقد فتحت أمامها نافذة فرص تاريخية، محدودة الزمن، لأن تنال الصدارة ليس فقط في غزة بل أيضا في الضفة ولقيادة المجتمع الفلسطيني.
المواجهة المسلحة مع إسرائيل هي وسيلة للارتفاع درجة في الوعي الفلسطيني كقوة رائدة. نوجد، اليوم، في مرحلة حرجة من خطة «حماس»، التي تنتج فيها أو تستغل أحداثا كي تجر إسرائيل الى رد عنيف. فإطلاق عشرات الصواريخ الى عمق إسرائيل دون أن تتمكن من أن تعرض، قبل ذلك، للجمهور الفلسطيني وللعالم العربي صور عشرات القتلى في الضفة أو صور دمار تسبب به قصف إسرائيلي في غزة، سيجعل من الصعب عليها تجنيد الرأي العام. تجنيد سكان غزة حيوي من ناحيتها. إذ انهم هم الذين سيدفعون ثمن المواجهة. وإجماع فلسطيني وتأييد عربي في أثناء جولة عنيفة اخرى مع إسرائيل لن يحسن فقط مكانة «حماس» بل سيسرع أيضاً ضغوطا دولية لإنهاء المعركة بينما تقف «حماس» على قدميها فتنشد أناشيد النصر، مثلما في الماضي.
في يومي الجمعة والسبت الأخيرين – على خلفية الاضطرابات في القدس - استعدت إسرائيل لنار الصواريخ من غزة. وأقرت شعبة العمليات التابعة لسلاح الجو الاستعداد لموجة واسعة من الهجمات في القطاع. غير ان «حماس» فاجأت إسرائيل: لم تطلق النار، باستثناء صاروخ واحد. ربما لأن هناك أحداً ما يخشى من رد إسرائيلي بقوة غير متوقعة. وهم ينتظرون أن تكبو إسرائيل، فترتكب خطوة تضعهم ظاهراً في وضع «اللامفر». تبني «حماس» على التصعيد بالتدرج: بالونات، حرائق، تظاهرات على السياج، وحدات الارباك الليلية، أما إسرائيل، حاليا، فلا تخدمها. لا يوجد تعزيز كبير للقوات حول غزة باستثناء «القبة الحديدية» وذلك كي لا ترفع التوتر. وعلى اي حال، فإن سلاح الجو هو الذي سيقوم بالمهمة.
وبالتوازي تنقل إسرائيل رسائل تهدئة من خلال العالم العربي الذي تحاول «حماس» تجنيده. مصدر عسكري رفيع المستوى أعلن بان الرد «الطفيف» لـ»حماس» حتى الآن هو دليل على أن ليس لها نية لتصعيد الوضع. هذا بث للوعي يستهدف التهدئة.
ولكن لـ»حماس» كل الاسباب التي تجعها تضرم النار الآن بالذات في شعلة كبرى. فإسرائيل توجد في فترة سلطوية انتقالية، وفي «حماس» يقدرون بأن القادة في إسرائيل لا يوجدون في وضع يسمح لهم بإعلان الحرب على القطاع. في السلطة الفلسطينية، منذ إعلان ابو مازن تأجيل الانتخابات، تقل أسهم الرئيس الفلسطيني وحركة «فتح». لا يوجد رب بيت في الضفة.
«حماس» تركز على جهدين: في الساحة العسكرية تحاول اشعال انتفاضة في الضفة، فيما تدفع نحو موجة «اعمال شغب» وعمليات ضد أهداف إسرائيلية. في الجنوب تحاول أن تشعل الحدود بالتدريج، بحيث إن الصلية تجاه عسقلان، أول من امس، تشكل محاولة اخرى لجر إسرائيل لرد دراماتيكي. وفي الساحة السياسية تخلق جبهة مشتركة مع كل القوى السياسية التي تضررت نتيجة لإلغاء الانتخابات وتبني تحالفا تقف على رأسه.
ان مواجهة مسلحة مع إسرائيل ستجعل «حماس» تقفز، بطرق قصيرة، الى الهدف. غير ان نافذة فرصها محدودة الزمن: في إسرائيل على ما يبدو ستقوم حكومة، السلطة في الضفة – على الاقل خلفاء ابو مازن – سيصحون لأنهم يفهمون الخطر، ايام ما قبل العيد والعيد الفلسطينية ستنقضي، رمضان سينتهي، والتوتر سيتبدد. «حماس» تريد أن تضرب الحديد وهو حامٍ. وسلوك إسرائيلي حكيم يمكن أن يصب ماء باردا عليه.

عن «يديعوت»