"وفاق أم وحدة" .. هل تستطيع حركة فتح الانفراد بتشكيل الحكومة الفلسطينة بمفردها ؟!

110429092513BB5u
حجم الخط

بالرغم من مرور أكثر من عام على تشكل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني والتي جاءت بعد انقسام دام لأكثر من تسعة أعوام انعكست اثاره على كافة مناحي الحياة كقارب نجاة لأهالي قطاع غزة قوبل بالترحيب من كافة أطياف الشعب الفلسطيني إلا أنها لا تزال غير قادرة على أداء مهامها في القطاع (ميتة عملياً)، بحسب ما يرى محللون .

وبالإشارة إلى آخر التطورات في ملف التعديل الوزاري والانتقال من حكومة الوفاق الوطني إلى حكومة الوحدة الوطنية ،أكد ،د. فايز أبو عيطة ، المتحدث باسم حركة فتح في تصريح خاص لـ (وكالة خبر الفلسطينية)  أن" ما صرح به ،زياد الظاظا، (أن حركته لن تسمح لوزراء حكومة التوافق الجدد بتنفيذ مهامهم المكلفين بها في قطاع غزة ) تقيم الحجة على حركة حماس بعدم اعترافها بحكومة التوافق الوطني وعدم تمكينها من أداء مهامها ودورها والاضطلاع بمهامها في قطاع غزة منذ بداية تشكيلها ".

وأوضح ،الخبير في تاريخ وشؤون الحركات الإسلامية د-خالد صافي، بأن "حركة حماس موجودة بالفعل داخل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني والتي شكلت بناء على توافق وطني بين كافة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية بما فيها حركتي فتح وحماس، ولكن حركة حماس هي من جعلتها (ميتة عملياً) لأنها لم تسمح لوزراء هذه الحكومة بأداء مهامهم في قطاع غزة ".

وأضاف : "حركة حماس تكتفي بحكومة الظل الموجودة في قطاع غزة، من خلال وكلاء الوزراء في غزة وجميعهم من حركة حماس وبالتالي فهم يشكلون الجانب التنفيذي للوضع في غزة ".

وتابع : "نستطيع القول أن وزراء حكومة التوافق هم وزراء بلا صلاحيات على أساس أنهم يأتون إلى قطاع غزة كضيوف والقرار والتنفيذ على الأرض بيد الوكلاء".

وبين: "أن الجميع رأى ذلك من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام خلال الزيارة الأخيرة لحكومة التوافق لقطاع غزة آنذاك كيف منعتهم الحركة من التوجه لوزاراتهم وفرضت عليهم (إقامة جبرية)".

وبالعودة لموضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية أشار "أبو عيطة" إلى أن حركته تدرك أن الأمر يحتاج إلى معالجة جدية، لذلك فأنها تدعم من خلال الحركة واللجنة التنفيذية و ما دعا إليه السيد الرئيس، محمود عباس،  حركة حماس للمشاركة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، لتكون بديل عن حكومة الوفاق الوطني .

وتساءل "أبو عيطة" عن السبب الحقيقي وراء رفض حركة حماس لتشكيل وحدة وطنية برغم أنها ستكون كـقارب نجاة لكافة سكان قطاع غزة والمخرج الوحيد من كافة الأزمات التي يعانون منها .

وبالإشارة إلى ما إذا كانت حركة فتح تستطيع إجراء تعديلات وزارية داخل الحكومة أو تشكيل  حكومة وحدة وطنية أوضح الخبير في تاريخ وشؤون الحركات الإسلامية ،د-صافي، لـ (وكالة خبر ) أن حركة فتح تستطيع إجراء تعديلات وزارية على حكومة التوافق الوطني الفلسطيني الموجودة .

ولكنه عاد واكد أن" حركة فتح لا يمكنها أن تقوم بتشكيل حكومة وحدة وطنية بمعزل عن حركة حماس لأن هذا الأمر يتطلب توافق وطني، مشيراً الى أنه إذا ما أقدمت حركة فتح على فعل ذلك بدون توافق مع حركة حماس فإن الأخيرة لن تسمح لوزرائها بممارسة مهامهم في قطاع غزة وما يؤكد ذلك تصريحات (زياد الظاظا)".

ولفت إلى أن "رفض حركة حماس للتعديل الوزاري الذي جرى وتصريحات (الظاظا)، لم تأتي من فراغ إنما كنتيجة لتهميش حكومة التوافق للحركة في غزة وعدم اطلاعها على ذلك التعديل ".

بدوره نفي ،فايز أبو عيطة، أن "تكون حركته قامت بتهميش حركة حماس مؤكداً ان التعديل جاء كضرورة ملحة بعد مرور أكثر من عام على تشكيل حكومة التوافق الوطني ورفض حركة حماس تمكينها من أداء مهامها ".

ودعا ،أبو عيطة، حركة حماس لمراجعة مواقفها تجاه حكومة الوحدة الوطنية  لأنها أقصر الطرق لإنهاء الانقسام و رأب الصدع الذي شاب الأجواء التصالحية بين الحركتين خصوصاً وأن هناك اجماع من كافة الفصائل والقوى الوطنية عليه ومن شأنها معالجة كافة المشاكل والأزمات التي يعاني منها سكان القطاع .

يشار إلى أن حكومة التوافق الوطني الفلسطيني هي أول حكومة وفاق وطني فلسطيني منذ2007 تشكلت في( 2يونيو 2014)،بعد مشاورات مع كافة الفصائل الفلسطينية ويرأس الحكومة رامي الحمد الله .

واجتمعت الحكومة بحضور ،رئيس الوزراء رامي الحمد الله في غزة يوم 9)  أكتوبر 2014)، لأول مرة بعد تشكلها أي بعد نحو أربعة شهور واقتصرت الزيارة التي انتهت صباح اليوم التالي على تفقد الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الأخيرة على قطاع غزة والاجتماع بنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ،اسماعيل هنية، وعدد من قادة الفصائل والشخصيات المستقلة والمؤسسات .

وتواجه الحكومة عدد من التحديات أبرزها القبول الدولي والأوروبي لها، وفك الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 2007، والملف الأمني الداخلي ، والعراقيل الإسرائيلية .