سطر الفنان الكوميدي عادل إمام على صفحته الإلكترونية لبنان أقرب من فرنسا ولون صورته بعلم لبنان محتجاً بطريقته على تجاهل مذبحه لبنان ولكن أليست فلسطين أقرب من الكل ؟!
لقد لونت دول عربية معالم سياحية ومباني ضخمة بالعلم الفرنسي خاصة دول البترول ولا اعتراض على التعاطف مع الضحايا في عاصمة النور والثقافة بلد ديغول وفيكتور هوجو وفولتير وبريجيت باردو…إلخ
ولكن أليس الحال بالحال يقاس فالدم والنار والضحايا في فلسطين والعراق وسوريا واليمن ولبنان ونحي هذا الوبال عن الجزائر ببطولته أهله أليس شلال الدم و الكوارث لا يزال جارياً بأيدي من تسببوا بذلك ألم تُعمد اسرائيل بقيامها بمذابح أشد فظاعة بطريقة مُمنهجة على أشلائنا وهي البادية بتزاوج الدين والصهيونية بدعم لا محدود من الغرب وتخطيط منذ البداية بسايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا ووعد بلفور قبل أن تحل أمريكا بالمركز الأول
هذه الدول ترتجف الآن من الإرهاب الذي صنعته بأيديها متحالفةً مع المال الوهابي والفكر الظلامي والذي صدر للعالم كمرض بإسم الإسلام.
ألم تبدأ الحكاية ضد المد القومي العربي التحرري في الخمسينيات بالهجوم الهمجي على مصر أثر تأميم قنال السويس وسمي بالعدوان الثلاثي بريطانيا وفرنسا واسرائيل والذي دحر بوقته، ألم تتجدد موجات التحالف الشرير بإنشاء طالبان ثم حالة السُعار بعد ثورة ايران بقيادة الخميني حين ارتجت وارتجفت مملكة الجزيرة العربية ( السعودية) فورطت العراق في حرب لا معنى لها بتخطيط ودعم الغرب خاصة أمريكا وبريطانيا وسُحق العراق وتم تقسيمه وكانت البداية من حفر الباطن ثم الانتقال لسوريا وما يجري فيها ثم من يليها كُرهاً بالعروبة وقضيتها الأولى فلسطين خدمة لإسرائيل و ياليت الشهيد صدام حسين فعلها بطريقةٍ آخرى لو اندفع محرراً الساحل الشرقي من الجزيرة العربية منبع الشر( البترول) ربما لم تكن تختلف النتيجة كثيراً ولكن لكانت العناوين أوضح وشاهدوا واسمعوا ما يجري بالعراق وسوريا وداعش منها بالمركز بتمويل أكثر من مئة وخمسون مليار دولار دفعت من السعودية وقطر لتمويل المخطط لقيام ذلك الكيانالداعشي. وهنا نسأل حين نرى الجبير وزير خارجية السعودية وهو يتشدق ويتقصع معلناً لابد من رأس بشار الأسد ففي خانة ماذا يصب هذا القول
واذا كانت القضية ارهاب ومذابح داعش في كل مكان فماذا عن تدمير بلد عربي فقير أصيل وهو اليمن بعدوان تحالف سعودي في حين أن السعودية حامية الحرمين لم تستطع أن تحرر الحرم المكي من جهيمان العتيبي إلا بالقوات الأجنبية وعلى رأسها القوات الخاصة الفرنسية علماً أن آلاف اليُفط معلقة على الطريق إلى مكة تقول ممنوع دخول غير المسلمين ألا هزلت!.
ونذكر فرنسا الصديقة أن دولة قطر مع الصهيوني برنارد ليفي جرت فرنسا و الغرب وحتى الجامعة العربية في تحطيم ليبيا وتحويلها إلى دولة فاشلة لا يمكن إصلاحها أو حتى عودتها لحكم شيوخ القبائل بعد أن تحكم الإرهاب بها ونذكر أن الغارة التي أودت بالقذافي تورطت بها فرنسا ونحن بهذا ننصح بلد ثورة 14 يوليو بشعاراتها حرية – إخاء- مساواة التي ألهبت وألهمت العالم تلك المعاني أن تعيد صياغة سياستها كما فعل رئيسها الكبير ديغول وأن لا تخضع لمتغيرات السياسة الأمريكية ونذكرها أن الخيار الذري الإسرائيلي هي التي قدمته فرنسا لإسرائيل نكايةً في مساندة عبد الناصر لثورة الجزائر .
وللأمانة كما فهمت من مصادر عدة ندم فرنسا الشديد على ذلك الخيار .
نضع كل ذلك خلفنا ولقد وضعه الشعب الفلسطيني وراء ظهره في مقابل سياسة فرنسية مؤازرة للحق الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة، لقد أظهر الشعب الفلسطيني تعاطفاً كبيراُ مع باريس وينتظر نفس الشيء بعد أن فقد أكثر من عشرة آلاف شهيد في غضون سنوات قليلة خلال ثلاث حروب ولا تزال ضحايا الإرهاب الإسرائيلي قائمة ولم نرى للغرب أو العرب موقف مؤازر يرتقى لموقف السويد.
هناك سؤال ساذج برسم الحالة هل كان الغرب وأمريكا تحديداً ومعها السعودية تسعى لإقامة الدولة الإسلامية( داعش) على أجزاء من العراق وسوريا وأبعد من ذلك.
الشواهد والظواهر تدل على ذلك ربما كانت العمليات الإرهابية الأخيرة هي استعجال لأمريكا للاعتراف بدولة داعش وأعتقد أن هذا السيناريو أوقفه التدخل الروسي لإفشال المخطط الأمريكي أكثر منه انتصاراً للرئيس الأسد.
نصيحة أخيرة للأصدقاء الفرنسيين وللأوروبيين عموماً ابتعدوا عن محور الشر “المال الوهابي” ومحور الشر “الإمبريالي الأمريكي” وتعايشوا بطريقة آخرى مع العالم العربي وشعوبه ، فالبحر المتوسط هو بركة كبيرة تجمعنا ضفافها تبعث السلام والوئام أو العنف والإرهاب والقرار لكم مع كل الإعجاب بحضارة فرنسا وشعبها.
محامي ووزير عدل فلسطيني سابق