لم يكن بحسبان نتنياهو عندما أعطى الضوء الأخضر للأحزاب اليمنية المتطرفة باقتحام الأقصى وتهجير سكان حي الشيخ جراح، أنّ تكون المدينة المقدسة لعنة عليه وعلى دولته النووية.
ثلاث جبهات تقصف حاليًا، دولة الاحتلال "الإسرائيلي"، فلسطيني الداخل 48 تقصف بالحناجر و250 نقطة اشتباك تقصف "إٍسرائيل" في الضفة، بالإضافة إلى جبهة غزّة بالصواريخ.
في ضوء ما سبق، ما هو مستقبل نتنياهو السياسي؟ وهل يعد أيامه الأخيرة في الحكم أم يتمكن من المناورة حزبيًا للبقاء أطول فترة ممكنة؟
الشارع "الإسرائيلي" لنتنياهو: أنت فاشل
قال المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة: "إنّ شعبية نتنياهو تراجعت إلى حدٍ كبير؛ لذلك سيستمر في قصف غزّة"، مُوضحاً أنّ العسكريين "الإسرائيليون" يُدركون أنّ القصف الجوي لا يُخضع نظامًا أو مدينة.
وتوقع جعارة في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّ تنتهي الجولة الحالية كما الجولات السابقة، بأنّ تكون اليد العليا للمقاومة، وذلك في ضوء استطلاعات الرأي "الإسرائيلية" التي تقول إنّه مُنذ العام 2012 النصر حليف المقاومة بنسبة 70%.
وتحدث عن ما ينقله الإعلام العبري من اتهام "الإسرائيليين" لنتنياهو بالفشل بعد قصف المقاومة رمات غان بتل أبيب، حيث قام "إسرائيلي" بخطف الميكروفون من مراسلة القناة 13، وقال لنتنياهو: "أيها الفاشل اذهب إلى بيتك واستقل".
كما استعرض جعارة حديث "إسرائيلية" عبر القناة 12، لـ"نتنياهو": "استيقظ القبة الحديدية في غزّة وليس في إيران"، لافتاً إلى أنّ "نتنياهو هو من يُريد التهدئة؛ لكنّ من يملك قواعد الاشتباك هي المقاومة وهي صاحبة اليد العليا التي لا ترفع الراية وتركع".
ثلاث جبهات تقصف نتنياهو
وفي رده على سؤال حول رهان نتنياهو على التحالفات الحزبية، رأى جعارة، أنّ نتنياهو يُراهن على الأحزاب اليمنية متمثلة بنفتالي بينت الذي يملك 7 مقاعد؛ وبالتالي حال تحالف الأخير مع نتنياهو يمتلك 66 مقعدًا.
وتساءل: "لكنّ هل يسمح القانون الإسرائيلي بمن فشل في تشكيل حكومة في أنّ يُعيد تشكيلها؟"، مُضيفاً: "في كل الأحوال نتنياهو سيبقى عالقًا حتى لو ضمن 66 مقعدًا".
من جهته، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، أنّ نتنياهو حاول استغلال هبة القدس مُنذ بداية شهر رمضان لإنقاذ نفسه، ولتسويق أنّه الأقدر على أنّ تحويل القدس إلى "يهودية موحدة".
وأضاف عليان في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "لكنّ لم يكن في حساباته أنّ أهل القدس سيكونوا له بالمرصاد وأنّ انتصارهم سيشكل له نقطة ضعف، فذهب يبحث عن انتصار له في قطاع غزّة".
وتابع: "كانت المقاومة الفلسطينية له بالمرصاد أيضاً"، مُنوّهاً إلى أنّ هبة فلسطينيي الداخل عام 1948كانت خارج حساباته؛ لأنّه تناسى في لحظة من اللحظات أنّ العبث في القدس كمن يعبث في صندوق بارود قد انفجر في وجهه.
وأكّد على أنّ عبث نتنياهو في القدس سيُطيح به؛ لأنّ "إسرائيل" أصبحت في الملاجئ وتُقصف بحناجر الداخل المحتل، وأيضاً 250 نقطة اشتباك في الضفة المحتلة، وفي غزّة بالصواريخ؛ أيّ جبهات ثلاث لم تعشها مُنذ 1967م حتى اللحظة.
وتوقع أنّ تكون الهبة في الجبهات الثلاث، آخر رصاصة في جيب حكم نتنياهو، وأنّ تجعله يجلس أمام المحكمة ويكون مصيره كمصير رئيس الوزراء الأسبق يهود أولمرت وآرئيل شارون.
أما عن محاولة نتنياهو تسويق نصر في غزّة، قال الهندي: "إنّ بنك الأهداف هو 68 شهيدًا من الأطفال و36 امرأة وأبراج وبيوت وبنوك، ولكنه لم يستطع إيقاف صاروخ واحد تجاه إسرائيل"، مُوضحاً أنّ هذه الهبة تختلف عن العام 2000 بوجود وسائل التواصل الاجتماعي؛ وبالتالي ما يجري بداية النهاية لنتنياهو.
استراتيجية المقاومة أقوى
وبشأن التحالفات الحزبية، قال الهندي: "إنّ نتنياهو كان يتجه لإقناع اليمين المتطرف الأقدر على توحيد القدس باعتبارها مدينة يهودية وهو من أعطي أوامره للمستوطنين لمسيرات في القدس؛ لاكتساب تعاطفهم".
وأردف: "حاول استغلال الاعتراف الأمريكي إبان حكم دونالد ترمب، للعمل على أسرلة وتهويد القدس، ولم يكن في حساباته الصمود الأسطوري في القدس وغزّة والداخل المحتل".
ونوّه إلى أنّ نتائج المعركة مع غزّة واضحة لصالح المقاومة في ضوء بنك أهداف المدنيين، مُستدركاً: "حتى اللحظة تُطلق الصواريخ بمعركة دامت أكثر من 196 ساعة، وأطلقت فيها إسرائيل في لحظة من اللحظات 160 طائرة لتضرب قطاع غزّة البقعة الجغرافية الصغيرة".
وختم الهندي حديثه، بالقول: "إنّ هذه الطائرات لم تستخدم في حرب الـ48 و67، وهذا يُبين وجود خلل استراتيجي عند نتنياهو كونه عاجز أمام المقاومة، وحتى الآن النصر للمقاومة لأنّ استراتيجيتها أقوى بكثير من الدولة النووية التي يُمثلها نتياهو".