يعيش الشعب الفلسطيني منذ عشرة أيام " علنا " ، ما كان يعيشه تحت غطاء التعتيم الاعلامي الغربي الخاضع لما يملكونه صحفا ، وقنوات ، ووكالات ( وهم أثرياء اليهود ) ، كلمة حق ذات دلالة قالها عضو الكونغرس كريس مورلي - ديمقراطي – ( رئيس وزراء اسرائيل هو الذي أشعل التصعيد بممارساته المرفوضة في القدس سواء في الأقصى أو في الشيخ جراح ) .
اشعال نتنياهو الجبان المتخفي بثوب ضابط يتصرف بهمجية ، وجنون عنصري لا مثيل لهما فقد أظهر علنا كل النزعات الوحشية في دم جبان يهوى قتل الأطفال لأنه يرى هؤلاء رجالا يلاحقونه كمجرم ضد الانسانية بعد مسافة قصيرة ، وجند لاشعال التصعيد العنصري الدموي ونزعات الابادة ، والتهجير ، والقمع ، والتطهير العرقي رئيس أركان عينه هو يدعى كوخافي وهو متخم بالعقد النفسية ( حتى ضد أفراد عائلته ) ، وغاتس المجرم الذي نافس نتنياهو في الاجرام العنصري ، الثلاثة قرروا شن حرب ابادة ، وتدمير على قطاع غزة ردا على هبة القدس ، التي أطلقها أبناء مدينة القدس دفاعا عن مسجدهم ، ومسجد المسلمين اولى القبلتين وثالث الحرمين ، وردا على حرب التطهير العرقي ، التي تشن منذ سنوات ضد أبناء القدس قتلا ، وجرحا ، وهدم بيوت ، ومصادرة عقارات ، وبناء مستوطنات على أراض فلسطينية .
شنوا الحرب لتدمير غزة ، وقتل أطفالها ، وهم يعلمون أن غزة ستدافع عن نفسها مما يجعلهم قادرين على خلط الأوراق ، والادعاء بأن غزة تقصف المدنيين في اسرائيل ، وبذلك يمحون قضية القدس ، ويفرقون بين غزة والقدس ، وكأن غزة دولة اخرى ، والضفة أرض تهودها اسرائيل ، لكن الأمور لم تسر كما يشتهي السفاح ، فقد هب الفلسطينيون موحدين قضية ونضالا ، وكفاحا بغض النظرعن مواقعهم الجغرافية ، وربط الفلسطينيون دفاعهم عن أنفسهم بدفاعهم عن عاصمتهم القدس المحتلة ، هذا الفشل جعل الثلاثي المجرم يلجأ للجمهوريين للضغط على بايدن باتجاه : -
1- حماية اسرائيل من الضغط الدولي خاصة في مجلس الأمن الدولي .
2- ابرام صفقة الذخائر المحرمة دوليا ، والأسلحة المتقدمة .
3- عدم الضغط اميركيا على اسرائيل .
4- اظهار عملي على تنفيذ الولايات المتحدة اتفاق حماية اسرائيل .
وبما ان بايدن ضعيف أمام أغلبية الجمهوريين في الكونغرس راح يكيل علنا الدعم لاسرائيل لدرجة أنه حول الضحايا الى معتدين وقتلة مدنيين بينما الحقيقة واضحة للعالم أجمع ، وجاءت عملية الارهاب الاسرائيلي الرسمي بتدمير أبراج غزة ، ومنها برج الجلاء ، وضربت اسرائيل مكاتب اسوشيتدبرس الاميركية ، ولأول مرة بتاريخ اميركا يقوم وزير الخارجية بمحاولة استرضاء الوكالة الشهيرة الا أن رئيس الوكالة طالب بتحقيق مستقل حول ادعاءات اسرائيل ، وتدمير برج الجلاء وأبراج اخرى ، وهي أبراج مدنية بها مؤسسات تجارية واعلامية .
وأعلنت كتائب عز الدين القسام أنها تملك كل الوثائق ، التي تثبت أن ما تدعيه اسرائيل ، هو مفبرك لتبرير جرائمها ، القصف والغارات ، التي تعرضت لها غزة خلال ليل أمس وفجر اليوم لاشك غارات قررها رجل مجنون ، ويعيش على دم المدنيين الأبرياء خاصة الأطفال منهم ، والنساء ، واستخدمت اسرائيل في جرائمها كمية من القنابل ، والصواريخ ، ومواد التفجير مايفوق ما استخدمه الاميركيون ، والحلفاء من هذه المواد على باليرمو لايبزغ خلال الحرب العالمية الثانية ، التدمير كان ، ومازال منهجيا للمساكن التي تحوي عائلات كبيرة العدد ( حتى هذه اللحظة يحاول الدفاع المدني انتشال البشر من تحت الأنقاض ) ، منذ اليوم الأول حتى هذه اللحظة هدف اسرائيل تدمير المنازل على رؤوس العائلات مستمر ، وذلك لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين ، ولاشك ان تجميع المعلومات وتوثيقها ، وتكليف لجنة محامين برفع قضية قتل جماعي ، وجرائم حرب سوف تكشف الحقيقة ، ويجب اجبار اسرائيل على دفع التعويضات ، التي تقدر حسب بعض الخبراء أكثر من تريليون دولار ، قامت اسرائيل بتدمير البنية التحتية كهرباء ، وماء ، ومحروقات ، وقامت بتدمير الطرق المؤدية للمستشفيات لمنع الجرحى من الوصول للعلاج قبل فوات الأوان ، ودمرت وزارة الصحة ومختبر الكورونا الوحيد ، والهلال الأحمر القطري ، ومؤسسات الأمم المتحدة ، ومصانع ومزارع ، ودوائر الحكومة " مجمع الأنصار " ، وحرثت أرض القطاع بالقذائف من مدفعيتها بهدف تدمير أنفاق لا تراها ، لكن المقاومة استمرت وستستمر ، وهذا ما أفقد نتنياهو وغاتس وكوخافي أعصابهم ، فبدلوا الخطط أكثر من مرة حضروا لعبور بري ثم تراجعوا عنه .... انهم يكذبون كما يتنفسون ، ويظهر نتنياهو على الشاشات بعد أن أعطاه الأطباء مهدئات ويقوم بتمثيل ما سيقوله قبل التصوير خشية الانزلاق .
نسمع الآن كلاما كثيرا حول جهود بايدن لوقف اطلاق النار ، لكننا نرى أن الصيغة أصبحت بين غزة واسرائيل ، فقد شطب بايدن القدس التي بدأ نتنياهو تصعيده الدموي فيها وبدأ الاميركيون بأسلوبهم المخادع القديم يظهرون كم هي صعبة مهمة وقف اطلاق النار لأن اسرائيل ترفض !!! ..... لن تنطلي هذه على أحد ، فنحن نعرف أن رئيس الولايات المتحدة قادر على اصدار أمر بوقف العدوان تماما كما فعل ايزنهاور عندما أعطى اسرائيل عشر دقائق للبدء بالانسحاب من غزة عام 1957 .
بايدن الخبيث يريد أن يرسخ ما قام به ترامب ، وما كلامه عن حل الدولتين الا خدعة اخرى والأنكى أن شركاء بايدن بالكذب هم السيسي وشركاؤه ، اذ يحاول السيسي عبر الضغط على حماس ارجاء ذكر القدس للمفاوضات بعد أن ينفذ وقف اطلاق النار ، وهذه خدعة اخرى ، لقد أعطانا القائد الصالح والواعي عبد الملك بدرالحوثي درسا مهما تماما كما أعطتنا تجاربنا ألانثق بواشنطن ، وأي بند نريده يجب أن يوضع أولا ، من هنا فان حرية ، واستقلالية الأقصى هي بند أول ، وهذا يتضمن ابعاد الجيش والشرطة عن رحابه وبواباته ، وعدم التعرض لأي مصل ، ومنع اقتحامه من المستوطنين وجيش الاحتلال ، والغاء كافة قرارات المصادرة والتهجير الخاصة بمنازل العائلات التي تسكن في الشيخ جراح ، وسلوان ، ووادي الجوز ، والثوري ، والعيسوية ، والبلدة القديمة ، وضمان حرية أهل القدس في التحرك والتعبير بكافة الأشكال .
هذه هي المقدمة الضرورية للحديث عن وقف اطلاق النار المؤقت أما الاطار العام ، فهو قرار فلسطيني بالتصدي للاحتلال ، ومقاومته الى أن يزول نهائيا ، ومن الطبيعي أن نطالب موسكو وبكين ، ودول العالم بمساندة الحق ، والعدل ، والزج بثقلهم بهذا الاتجاه ، أما الاوروبيون فهم تابع لواشنطن لايمكن الاعتماد عليهم .