بقلم: أحمد زقوت

سيف القدس تُلبى صرخات المقدسيين وتقتل "حارس الأسوار"

أحمد زقوت
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

لليوم التاسع على التوالي تواصل المقاومة الفلسطينية تسديد ضرباتها الموجعة في مرمى الاحتلال "الإسرائيلي" جراء جرائمه في القدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح إضافة لاستهداف الآمنين في قطاع غزة، جعلت المقاومة الفلسطينية تلبي نداء أهل القدس والمسجد الأقصى المبارك وتذود بمعركة "سيف القدس" للدفاع عن المقدسات والثوابت والحقوق الفلسطينية.

العديد من سيناريوهات الرعب والمفاجآت شكلتها المقاومة وجهزتها لـ "تل أبيب" وبالتالي أفقدت العدو القدرة على الردع، والمعركة الجارية "سيف القدس" تعبر عن تغييرات جذرية وأساسية في الصراع مع المحتل، وابرزها أن كلّ شيء له ثمن، وكل شيء له مقابل، ما قام به "المستوطنين" وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" من اعتداءات وضرب وتهجير وقتل متعمّد في الأراضي الفلسطينية المختلفة كان لا بد من وقف غطرسته وبشطه والرد بما يؤلمه في عقر داره.

الهجمة الشرسة التي ينفذها الاحتلال باستهداف المدنيين ومهاجمة المناطق المدنية المحميين بموجب القانون الدولي الإنساني يدل على التخبط الذي يعشيه والأزمة الغير مسبوقة في مواجهة المقاومة الفلسطينية من جانب، وانهيار الجبهة الداخلية لديه من جانب آخر، ندلل على ذلك ضبط "المستوطنين" ساعاتهم على توقيت الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" مما يقزم المستوى السياسي والعسكري "الإسرائيلي" لدي جمهوره، ونبرز هنا التغيرات الأساسية لمعركة "سيف القدس".

 بداية قبل الحديث عن المعركة، المناورة المشتركة وهي "الركن الشديد" والتي شارك فيها للمرة الأولى نحو 12 فصيلاً فلسطينياً تم تنفيذها على المحتل بشكل فعلي في معركة "سيف القدس" من خلال التنسيق العالي بينهم ومدى الانضباط والتعامل الجيد في عمليات الميدان والضربات المتنوعة والمختلفة على الأهداف.

بالطبع المقاومة الفلسطينية في حالة إعداد وتجهيز ميداني ومراقبة للوضع الفلسطيني في داخل القطاع وخارجه، لذلك استطاعت كسب الحاضنة الشعبية للمقاومة ويثبت صدق رؤيتها ومواقفها بأن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وحماية الحقوق الفلسطينية هي المقاومة بكافة أشكالها.

ولطالما الاحتلال تغنى منذ زمن بالحصار الذي فرضه على قطاع غزة لمدة تزيد عن 15 عامًا ظن فيها أنه منع تطوير القدرات الصاروخية لفصائل المقاومة الفلسطينية، إذ بمعركة "سيف القدس" يتفاجأ صواريخ جديدة تدخل الخدمة متميزة بنوعيتها ودقتها العالية في إصابة الهدف المرصود مسبقًا.

صحيح الاحتلال يحاول عبثًا بإيقاف الصواريخ بمهاجمة أسراب من طائرته للمبني المدنية والمواطنين، لكن المقاومة متيقظة وتحدت خططه وأفشلتها وخير مثال على ذلك فشل "خطة مترو" التي تدرب عليها لثلاث سنوات، إضافة إلى استخدام تكتيك تنفيذ الضربات الصاروخية عبر صليات ثقيلة ومركزة على وجهات محددة.

 فعلًا، الأهداف التي ركزت عليها الفصائل كانت متعددة، تنوّعت بين المرافق الاقتصادية ومرافق الطاقة، وبين المطارات العسكرية، بل لم يسلم من القصف حتى مطار بن غوريون، الذي اضطرت عدة طائرات قادمة إليها إلى تغيير مسارات تحليقها تفادياً للصواريخ القادمة، بل واستهداف "مطار رامون" بصاروخ عياش الذي يصل مداه لـ 250كم وبذلك أصبحت الصواريخ تشمل كل فلسطين.

بالطبع المقاومة استنزافات الكثير من القدرات العسكرية "الإسرائيلية "وخسائرها خلال معركة "سيف القدس" لا تقتصر فقط على الأرواح، فما حدث هو ضربة قوية لأُسس الاستراتيجية الدفاعية لـ"الجيش الاحتلال"، خصوصاً أن مدى عمل المنظومات "الإسرائيلية" بات يشمل فعلياً كلَّ أراضي فلسطين المحتلة، وليس المناطق القريبة من قطاع غزة فقط كما كانت الحال سابقاً، وألحقَ خسائر بملايين الدولارات جراء الاستنفار عسكرياً ومدنياً.

لقد كسبت المقاومة المعركة باعتراف كبار "قادة الحرب"، وغيّرت المعادلة، رغم الخسائر الكبيرة التي طالت الإنسان الفلسطيني والأبنية، كبروا يا أبناء فلسطين وافتخروا بمن يلبى ندائكم ويسمع صرخاتكم، ونقول للمتخاذلين والمتصهينين كلمات الشاعر أحمد الكندري: "وإذا بحثتَ وَجَدتهم يتآمرون .. فهم الذين بذلهم يتمنطقون.. ولذبحنا أموالَهم هم يدفعون .. حتى اللحى هم يَشترون أبواقهم، إعلامهم، حرّاسهم عفنٌ هنا، ومنافقون.. لكنهم لا يعلمون .. لله جندٌ غالبون"

لله دركم يا أبناء شعبنا وأنتم تضحون بأرواحكم وأموالكم من أجل نصرة دين الله ومقدساتنا ونقول لكم "وقرأتُ “ن” و” الفيلَ” و” الفرقانَ” و” الأحزابَ” والمؤمنون”.. ورأيتُ أن الله ينصرُ جندهُ.. وعلمتُ أن الله يُنجزُ وعدهُ لكنهم لا يفقهون".