صحيفتان بريطانيتان تخصصان افتتاحيتهما للحديث عن العدوان الإسرائيلي على شعبنا

تهجير الفلسطينيين من الشيخ جراح
حجم الخط

لندن - وكالة خبر

افتتحت صحيفة الإندبندنت البريطانية العريقة، صفحاتها بالحدبث عن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن من العدوان الإسرائيلي على غزة، مشككة في قدرة مبعوثه هادي عمرو على القيام بجهود سياسية تستجيب لها السلطات الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها: إنّ بايدن "يظهر ميلًا ضئيلًا، على عكس العديد من أسلافه، بما في ذلك ترمب، للانخراط في الشرق الأوسط والمنطقة الأوسع، كما يتضح من حرصه على الخروج من أفغانستان والعراق".

وأضافت: "مع ذلك، فإن الدرس المستفاد من التاريخ هو أن إهمال هذه النزاعات والحروب طويلة الأمد لا يكلف الأرواح فحسب، بل يجعل أميركا والغرب أكثر عرضة للهجوم".

يشار إلى أنّ إدارة الرئيس بايدن، أقرت أمس، صفقة بيع أسلحة دقيقة التوجيه بقيمة 735 مليون دولار مع الاحتلال، في تحدٍ لبعض أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الذين يشكلون جزءًا من الجدل حول دعم الحكومة الأميركية للحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو.

وفي ذات السياق، خصّصت صحيفة الغارديان، مقال رأي للكاتبة لوسي غاربيت التي تعيش في القدس، والتي تُؤكد فيه على أنّ ما يجري في حي الشيخ جراح المقدسي "ليس نزاعًا عقاريًا".

ووصفت غاربيت أنّ تهديد منازل الحي هو "أحدث فصل في حملة طويلة لمحو الوجود الفلسطيني في القدس".

وأشارت الكاتبة إلى رشّ سيارات شرطة الاحتلال الإسرائيلي، منازل الفلسطينيين والمتاجر والمطاعم والأماكن العامة والمؤسسات الثقافية بالمياه العادمة، مبيّنةً أنّ هذه المياه تسبب القيء وآلام المعدة وتهيج الجلد، وقد طورت في الأصل من قبل شركة إسرائيلية لصد المتظاهرين.

ولفتت إلى أنّ المتظاهرين يتعرضون للضرب المبرح والاعتقال من قبل الشرطة، وبعضهم يمتطون خيولا، كما يهاجم المستوطنون المتظاهرين.

ورأت الكاتبة أنّ "هذه الأشكال من العقاب الجماعي تهدف إلى وقف الحركة المتنامية لإنقاذ الشيخ جراح ووقف تجريد 27 عائلة فلسطينية من منازلهم هناك"، مؤكّدةً على أنّ حي الشيخ جراح "تحول إلى منطقة عسكرية".

وتابعت أنّ نقاط التفتيش تسمح عند كل منعطف فقط للسكان بالدخول إلى المنطقة، "ما يمنعنا من الوصول إلى العالم. يجب أن نتحمل هذه المضايقات من المستوطنين والشرطة على حد سواء لمجرد العيش في منازلنا".

وذكرت أنّ "عنف المستوطنين ليس بجديد"، موضحةً أنه "في سبتمبر/ أيلول الماضي، كُتبت على سيارتي عبارة "العرب قذرون".

وقالت: "قبل أسبوعين فقط، للاحتفال بعيد الفصح الأرثوذكسي، حاولت حضور العرض السنوي الذي تقيمه المجتمعات السريانية والأرمنية التي أنا جزء منها. تعرضت أنا وفلسطينيون آخرون للاعتداء من قبل ضباط الشرطة ومنعت من دخول البلدة القديمة".

وأضافت أنّه بعد أسابيع قليلة، "تعرض المصلون لاعتداءات وحشية أثناء صلاتهم في المسجد الأقصى"، تقول "إن الفلسطينيين يشعرون "بأن كل تعبير عن هويتنا يتم محوه وتهميشه".

وأردفت أنّ "سياسات الاحتلال التمييزية في القدس، بما في ذلك التهجير المخطط له، ثابتة، حيث يتناولنا المخططون والمسؤولون الإسرائيليون على أننا قنبلة ديمغرافية موقوتة".

وأوضحت أنّ فكرة "التوازن الديموغرافي" بين العرب واليهود في القدس "يدعمها التخطيط البلدي وإجراءات الدولة، ويتم ذلك بطرق لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك بناء المستوطنات في الأحياء الفلسطينية، وهدم المنازل وإلغاء حقوق الإقامة".

وختمت بقوله: إنّه "منذ عام 1967، تم تجريد ما يقدر بـ14500 فلسطيني من وضع إقامتهم. من أجل الحصول على بطاقات الهوية، يتعين على الفلسطينيين المقدسيين أن يثبتوا باستمرار أن القدس لا تزال مركز حياتهم، من خلال إثبات عقود الإيجار والفواتير باسمهم".