نشر، الاسبوع الماضي، أن هناك ضغوطات قوية على رئيس «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت، بسبب معطيات البناء المنخفضة التي قدمها بنيامين نتنياهو. وكما حدث في بيت دراينوف في بيت إيل، حيث تمت مقابلة بينيت هناك من قبل المتظاهرين بنوع من الشك فيما يتعلق بقرار محكمة العدل العليا هدم منازل بنيت على أراض فلسطينية خاصة، الآن ايضا بدأت تظهر الخلافات والفجوات في «البيت اليهودي». عملياً، كلما زاد تأثير الوسط الديني القومي المتطرف، اقترب الانشقاق بين الاغلبية الدينية القومية بقيادة الجناح الليبرالي، الذي يمثله بينيت، وبين الاجنحة المتطرفة وعلى رأسها التيار «الحريدي» الذي تمثله في البيت اليهودي «تكوما» والذي يبلغ نحو 20 بالمئة من المعسكر الديني القومي. اضافة الى ذلك، كلما ازداد اليمين في اسرائيل سمح لنفسه بالانقسام الى تيارات مختلفة وتنازل عن الحاجة الى بلع الضفادع والخلافات من اجل الحفاظ على قوته. يخطئ اليسار العلماني عندما ينظر بشكل أحادي الجانب الى الصهيونية الدينية وداخلها حركة الاستيطان، ويعتبرها من لون واحد. الفوارق بين التيارات المختلفة، التي انقسمت في الجهاز التعليمي قبل اربعة عقود، كبيرة جداً لدرجة الاحتقار المتبادل. يمكن الافتراض أن بينيت يفضل قضاء أمسية مع اريئيل مرغليت وياعل جيرمان بل وتمار زاندبرغ على التواجد مع أبناء حزبه أوري ارئيلي وبتسلئيل سموترتش. معظم المتدينين القوميين، رغم مواقفهم اليمينية الواضحة، لا يعيشون في المستوطنات، ويبررون مواقفهم اليمينية مثل معظم الاسرائيليين باعتبارات براغماتية وليس اعتبارات إلهية، لذلك فان المتدينين القوميين يشعرون بالاهانة، بما في ذلك المستوطنون عندما يسمونهم «مسيحانيين»، هم يسمون «الحريديين» هكذا لاهانتهم – المتمركزين في عدة احياء في القدس وفي المستوطنات الايديولوجية خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة مثل بيت إيل وايتمار وألون موريه، وبسبب اعتمادهم الكبير على الحاخامات. كل ذلك في الوقت الذي يرون أنفسهم فيه كمن يربون اولادهم على التفكير المستقل والتأقلم مع نمط الحياة الديني في الواقع الحالي. بسبب الفرق في القناعات تنبثق فوارق جوهرية بين المجموعات في كافة المجالات – النظرة للنساء، الدين، القيم الغربية والديمقراطية وحتى النظرة للعرب والصراع. بينيت اعتبر «تكوما» في بداية طريقه ذخرا انتخابيا بسبب الخضوع التلقائي للحريديين (رغم أن زعيم التيار الحريدي، الحاخام تسفي تاو، أعلن في الانتخابات الاخيرة عن تأييده لحزب ياحد). بعد عمليتين انتخابيتين، بات بينيت، الذي يريد أن يكون رئيسا للحكومة، يفهم أن «تكوما» – مثل عضو الكنيست موتي يوغف الذي حصل على مكان متقدم في الانتخابات التمهيدية في «البيت اليهودي» ومنذ ذلك الحين وهو يخيف الجمهور بمواقف متطرفة – ليست ذخرا بل عبء. وقد تعزز هذا الادراك عنده على خلفية الفيلم عن المثليين اعضاء «البيت اليهودي» وقضية ايلي اوحانا. صحيح أن «تكوما» تُبدي عدم الرضا بشكل دائم من الخط «الوسطي» لبينيت، لكن يبدو أنها لن تنفصل. بدون المظلة الواسعة التي يقدمها لها بينيت فانها تمثل في نهاية المطاف 100 ألف شخص. إن تأثير انشقاق كهذا سيكون أكثر من هزة ارضية داخل هذا الوسط. الانشقاق قد يضع بينيت في المركز واستقطاب جمهور له مثل الشرقيين أو العلمانيين من ذوي توجهات وسط – يمين. بينيت الذي يمثل فكرة الضم التي ستثير ضجة دولية وتؤدي الى فرض عقوبات على اسرائيل، يصبح شيئا فشيئا الرئيس الاسرائيلي. على يمينه قد يقوم وحش يميني يتألف من اتحاد ممكن بين «تكوما» والكهانيين الذين قد ينجحون في هذه المرة في الدخول الى الكنيست، ويسخرون من اعتداله كقائد. عن «هآرتس»