الحدث الفلسطيني بين "معادلة أبو عمار" و"معادلة نتنياهو"!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 حرب دولة الكيان العنصري العدو لم تنته، ولن تنتهي بوقف إطلاق نار هنا، ومنع إرهابيين متطرفين من تدنيس المقدس الديني والوطني، أو تأجيل طرد عائلات مقدسية، فما دام الاحتلال والعنصرية قائمة، الحرب قائمة ولا اتهام على الفلسطيني بذلك ابدا، أي كان شكل الرد والمقاومة، من كلمة الى صاروخ.

دولة الكيان العدو، رفضت كليا استمرار عملية السلام الفلسطيني – الإسرائيلي وفق اتفاق إعلان المبادئ عام 1993، والتي كان لها أن تعيد رسم ملامح المنطقة بكاملها، حيث فلسطين، كانت وستبقى، مفتاح الاستقرار، ولعل صواريخ قطاع غزة، الغضب المقدسي، وتحرك الثلاثاء الكبير الأخير أكد أن "التطبيع الرسمي العربي" لم يجلب أمنا، للكيان، ولن يجلبه ما دام هناك محتل، أي كانت حالة الشعب الفلسطيني الكفاحية.

درس بليغ ليس للدولة العنصرية القائمة فوق أرض فلسطين التاريخية، بل للأشقاء العرب الذي اعتقدوا بتسرع أن التطبيع قاطرة "استقرار – سلام وتطور ما في علاقات ما"، ولكن 11 يوما أزالت ضبابية كان لا بد منها، وباختصار لا يمكن رؤية الإسرائيلي أن يذهب الآن لزيارة أي بلد عربي، خاصة في الخليج ليفعل ما فعل قبل العدوان الأخير، أي كانت الظروف السياسية بين هذا البلد أو ذاك، فالخوف من رد فعل المواطن العربي تجاه مجرم حرب متوقع لن يكون محسوبا بالقلم والمسطرة ابدا.

درس بليغ، ان الإسرائيلي الذي باعه رئيس حكومته الفاشي نتنياهو، وهم انه جلب له السلام عربي دون أن يدفع ثمنا في فلسطين، لن يجرؤ الآن ان يحجز غرفة في بلد عربي وهو "آمن"، فالرعب سيلاحقه في كل ركن من أركان مساره لو قرر السفر...

درس بليغ، للإسرائيلي الذي آمن أن كذبة رئيس حكومته ان الطريق الى الخليج والسعودية أصبح أكثر قربا إليهم من "الضفة"، وما عليهم سوى حجز تذاكرهم ليسافرا ويتجولوا ويتاجروا ويوقعون عقود اقتصادية كما يحلو لهم، وكأن بلاد العرب تناست أصل الرواية.

درس بليغ، لسكان دولة الكيان أن رئيس حكومتهم ليس كاذبا فحسب، ولا مخادعا فحسب، بل أن الجهل بات جزءا جينيا من تكوينه السياسي، عندما حاول تزوير التاريخ بمعادلة سلام مقابل سلام...فكانت الـ 11 يوما كاشفا جوهريا لفضحها وتعيد المصداقية لمعادلة الخالد المؤسس ياسر عرفات الشهيرة التي أطلقها في الأمم المتحدة عام 1974، معادلة غصن الزيتون والبندقية، أي كانت ظروف الواقع، بعد أن قاد أطول مواجهة في تاريخ المواجهات مع العدو القومي.

درس بليغ لدولة الكيان، ان الـ 11 يوما أزاحت طبقات كثيرة من مكياج سياسي في مسألة "التعايش المشترك"، لتكشف عمق العنصرية فكرا وممارسة مجسدة في القانون والسلوك، لن تزول بقرار حكومي ولا إجراء تجميلي، وأكدت أن الحقوق القومية للفلسطينيين في إسرائيل شرط الضرورة لتبقى، وأن وجودها مرتبط بذلك كما مرتبط بإنهاء الاحتلال الكامل للضفة والقدس وقطاع غزة (رغم خروجها).

درس بليغ، أنه دون الفلسطيني لا يمكن للكيان أن يعيش أمنا وسلاما واستقرارا...القرار له وليس لغيره، خاصة بعد أن أصبح العالم من أقصاه الى أقصاه يدرك أن الاستقرار قاعدته قضية فلسطين...ولا يحتاج الأمر جهدا لمعرفة الخيار الذي بات مسجلا كنص في الأمم المتحدة بقرارها 19/ 67 عام 2012...وغيره الحرب بأشكال متعددة، مستمرة!

ملاحظة: قادة الكيان يعتقدون أن اغتيالها لقيادات عسكرية أو سياسية كسر للفلسطيني...معقول الجهل صار جزء عقلي...طيب خلوا الشاباك يقدم لكم قائمة لتعرفوا ان الشعب الفلسطيني أكثر شعوب الأرض قدم قادته شهداء...ولازال وسيبقى!

تنويه خاص: نصيحة الى قيادة حماس أن تفك كل علاقة لها بالجماعة الإخوانية لأنها باتت عقبة وعقدة وعبئ ثقيل يعرقل انتقالها من حال الى حال...فك ارتباط بها أصبح ضرورة وطنية وقد تكون كبرى!