عقد رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الوزير حسين الشيخ، اليوم الإثنين، مؤتمرًا صحفيًا بمقر الرئاسة بمدينة رام الله، بالشراكة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وقال الشيخ في كلمته: "إنّ الرئيس استقبل وزير الخارجية المصري الذي حمل رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تؤكد الموقف التاريخي والثابت لجمهورية مصر العربية في دعمها المطلق لشعبنا باتجاه حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف: "نشكر جمهورية مصر العربية، والرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية وكل مؤسسات الدولة المصرية التي لعبت دورًا هامًا وفعالًا بالشراكة مع كل الجهات الإقليمية والدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا، هذا العدوان الذي خلف الدمار الهائل والتشريد الكبير لعشرات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، وكذلك العدوان على القدس الشريف وفي الضفة الغربية".
ولفت إلى وجود انسجام واتفاق كامل في الرؤى والتصورات سواء فيما حدث أو فيما هو قادم بيننا وبين الأشقاء في مصر، وقلنا جميعا أنه لا أمن ولا استقرار ولا سلام بدون الأفق السياسي وفق الشرعية الدولية التي تفضي إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وثمّن الوزير الشيخ، باسم الرئيس محمود عباس، موقف الرئيس المصري وتبرعه السخي بمبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع، لافتًا إلى أنّه تم الاتفاق على وضع الآليات مع كل الجهات المعنية إقليميًا ودوليًا للإسراع في إعادة ما دمره الاحتلال بالقطاع والقدس وغزة.
من جانبه، قال شكري: "لقد نقلت رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس محمود عباس، رسالة تضامن كاملة مع الشعب الفلسطيني ومع السلطة الوطنية الفلسطينية، وكل ما يتم من تنسيق وثيق فيما بين جمهورية مصر العربية، والسلطة الوطنية وقيادتها الرئيس محمود عباس، من أجل تحقيق الغاية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية".
وتابع وزير الخارجية المصري: إنّ "هذا هو الهدف المشترك لكافة الدول العربية الشقيقية، العمل بتنسيق كامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية لتحقيق ذلك".
وأشار إلى أنّ الفترة الماضية، قد شهدت تصعيدًا غير مبرر واعتداء على المقدسات والمسجد الأقصى، والأوضاع في الشيخ جراح واستمرار العمل على تغيير الهوية الفلسطينية للقدس، ما أدى إلى تصعيد العمليات العسكرية، والمعاناة التي تكبدها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكّد على أنّ بلاده عملت بكل جهد لاحتواء هذا الأمر مراعاة للشعب الفلسطيني، وإعفائه من ويلات العمليات العسكرية.
ودعا إلى إيجاد الأفق السياسي الملائم للتوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية، نحن شهدنها هذه الدوائر المفرغة من العنف ومن التصعيد واستمرار الاحتلال دون آفاق سياسية لا يبشر بالاستقرار والأمن ليس فقط لفلسطين، ولكن للمنطقة بأكملها".
ونوّه إلى وجود تنسيق وتوافق فيما مع السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس والرئيس السيسي، لأجل تدعيم كل الوسائل للتوصل إلى الهدف المشترك وإقامة الدولة، ونحرص على دعم الشعب الفلسطيني سواء كان في الضفة الغربية أو قطاع غزة للعمل على إزالة ما تعرض له.
وأوضح أنّ المساعدات التي سيتم تقديمها الآن هي مساعدات إنسانية من خلال معبر رفح، وسننسق مع كل من يسهم في هذا الصدد، وأيضًا عمليات إعادة الإعمار ستتم بالتنسيق الكامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
وعبّر عن أمله في رؤية التحرك والاهتمام الدولي، نظرًا لهذه التطورات، لافتًا إلى أنّ التصريحات التي صدرت مؤخرًا تنبئ بوجود اهتمام دولي يجب أن يترجم إلى مسار لاستعادة العملية السياسية، للتوصل إلى حل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، تضمن الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة.
وفي ختام كلمته، أكد أن مصر ستواصل تعاونها وتنسيقها الكامل مع السلطة الوطنية من أجل الاستقرار والسلام، وستستمر في هذا العمل بكثافة وبإخلاص للوصول إلى الهدف المبتغى.