دافيد برنياع سيعيد "الموساد" إلى "الظلال"

حجم الخط

بقلم: يوسي ميلمان


رئيس «الموساد» القادم، وهو الرئيس الـ 13، هو دافيد (دادي) برنياع؛ حيث سمح، أول من أمس، بنشر اسم رئيس «الموساد» في اعقاب مناقشات ومشاورات بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والمستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، ورئيس «الموساد» التارك، يوسي كوهين.
صدر قرار نشر الاسم في أعقاب التماس قدمته أنا بمساعدة المحامي العاد مين ضد الرقابة، وجاء فيه أنه لا يوجد أي ذريعة أمنية لمنع نشر اسم برنياع، وأن المنع يخرق تقليداً تم اتباعه منذ العام 1996 والذي بحسبه يتم نشر اسم رئيس «الموساد» عند تعيينه. وسيتسلم برنياع منصبه في الأول من حزيران عند ترك كوهين المنصب.
في 15 كانون الأول أعلن نتنياهو تعيين برنياع. وبعد فترة قصيرة اجتاز التعيين لجنة المصادقة على تعيين كبار الموظفين في خدمة الدولة، برئاسة قاضي المحكمة العليا المتقاعد، اليعيزر غولدبرغ. ورغم ذلك، بقي اسم برنياع الذي تولى في السنوات الاخيرة منصب نائب رئيس «الموساد»، سرياً لمدة خمسة اشهر ونصف الشهر. في شباط تعقد الوضع القانوني حول هذا الامر لأن مندلبليت منع نتنياهو من تعيين برنياع بشكل دائم، بذريعة أنه ممنوع على الحكومات الانتقالية إجراء تعيينات دائمة لكبار الموظفين.
رفض برنياع اقتراحات بأن يتولى منصبه كقائم بأعمال رئيس «الموساد» عند ترك كوهين منصبه. فقد خشي من سابقة المفتش موتي كوهين، الذي شغل مدة سنتين منصب القائم بأعمال المفتش العام للشرطة حتى تم تعيين كوبي شبتاي في هذا المنصب.
وكالعادة، يقوم رئيس الحكومة بتعيين رئيس «الموساد» ويوقع على كتاب التعيين. لا يحتاج التعيين إلى مصادقة الحكومة، بل يحتاج إلى ابلاغ رئيس الحكومة للوزراء بذلك. في هذه الحالة لم يسمح لنتنياهو بالتوقيع حتى الآن على كتاب التعيين، وما غير موقف مندلبليت هو الادراك بأن الظروف قد تغيرت، وأنه لن تقوم حكومة مستقرة قريبا وأن جهازا مهما مثل «الموساد» للاستخبارات والوظائف الخاصة يحتاج إلى الاستقرار وإلى تعيين دائم.
برنياع عمره 56 سنة ويعيش في الشارون. خدمته العسكرية قضاها في دورية هيئة الاركان.
قبل 25 سنة تم تجنيده لـ «الموساد» في وظيفة ضابط لجمع المعلومات.
وفي نهاية مسار التدريب انضم إلى تسومت، وهو القسم المسؤول عن تجنيد وتشغيل العملاء.
وقد قضى فيه كل سنوات خدمته باستثناء فترة قصيرة مدتها سنتان تولى فيها منصب نائب قائد «كيشت»، القسم المسؤول عن الملاحقة والاقتحام.
في تسومت عمل برنياع على تجنيد العملاء في ارجاء العالم، حيث كانت ايران و»حزب الله» على رأس سلم اولويات «الموساد».
ضباط كبار في «الموساد» يعتبرون برنياع شخصا اصلاحيا، غير ثابت، وغير محافظ، «نزيها ومستقيما»، منفتحا على افكار التغييرات الهيكلية والتنظيمية والمهنية.
رؤساء قدامى لـ «الموساد» وضباط آخرون في «الموساد» باركوا قرار تعيين برنياع وقالوا إن هذا «تعيين ممتاز»؛ لأن عدداً غير قليل من العمليات في السنوات الاخيرة تنسب له.
ومن المتوقع أن يقوم برنياع بتعيين ه. قريبا في منصب نائبه. وهـ. هو مهندس سيارات قضى معظم نشاطه العملياتي في «كيشت».
المسار الذي سار فيه برنياع في «الموساد» يشبه بدرجة كبيرة مسار كوهين. ايضا رئيس «الموساد» التارك بدأ طريقه كضابط لجمع المعلومات، وبعد ذلك اصبح رئيس تسومت. احد النجاحات الكبرى المنسوبة لـ «الموساد» في السنة الاخيرة، حيث شغل فيه برنياع دور نائب رئيس «الموساد»، هو التصفية الجريئة للدكتور محسن فخري زادة، الأب المؤسس لمشروع ايران النووي العسكري، في 27 تشرين الثاني الماضي.
جهات كبيرة في «الموساد» وخارجه يقدرون أن برنياع سيعيد «الموساد» إلى طبيعته المعروفة، جهاز يتصرف بتواضع ويقلل من الانكشاف والنشر الشخصي.
إحدى مهماته الكبرى هي أن يعرض على نتنياهو، على فرض أنه سيستمر في شغل منصب رئيس الحكومة، صورة استخبارية دقيقة، وأن يعرض الواقع كما هو، حتى لو كان الامر لا يروق لرئيس الحكومة. هدف آخر هو أن يعمل على تحسين العلاقات بين إسرائيل وادارة بايدن بشكل عام، ومع الـ «سي.آي.ايه» بشكل خاص.
ما لا يتوقع أن يتغير عند تسلم برنياع لمنصبه هو جدول اعمال «الموساد»: الجهود لجمع المعلومات عن المشروع النووي الايراني واحباط العوامل العسكرية، اذا كانت حاجة إلى ذلك، ستستمر في الوقوف على رأس اهدافه؛ وجمع المعلومات وعمليات تصفية وعمليات خاصة ضد خطط «حزب الله» لتنفيذ عمليات في ارجاء العالم؛ وجمع المعلومات عن نية تنفيذ عمليات من قبل «الجهاد العالمي» ضد اهداف إسرائيلية ويهودية؛ وحماية مؤسسات يهودية في العالم؛ وتعزيز اضافي لعلاقة «الموساد» مع وكالات استخبارية اخرى، وايضا مع دول ومنظمات لا توجد لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها. توجد لـ «الموساد» الآن علاقات مع 150 جهة كهذه.
ورغم أن «الموساد» هو منظمة استخبارية اساس انشغالها هو جمع المعلومات بوساطة العملاء (يومنت)، إلا أنه في الـ 15 سنة الاخيرة اصبح أكثر فأكثر منظمة مشبعة بالتكنولوجيا والسايبر. يبدو أن هذا التوجه الذي يسمى «يوغنت» (أسلوب يدمج بين العامل البشري والتكنولوجيا المتقدمة) سيستمر.
حفل توديع كوهين يمكن أن يجري في 31 الشهر الحالي في مقر «الموساد» في غليلوت بمشاركة بضع مئات من الضيوف.

عن «هآرتس»