أكّد منسق اللجنة المشتركة للاجئين، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، محمود خلف، على أنّ تصريحات مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "ماتياس شمالي"، بشأن الحرب الرابعة على قطاع غزّة، تدعو للاستغراب والاشمئزاز؛ لأنّها ليس من اختصاصه ولا تُعبر عن وظيفته بوصفه ضربات الجيش "الإسرائيلي" خلال العدوان على غزّة بالحرفية.
وقال خلف في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" يوم الخميس: "إنّ شمالي بتصريحاته وضع نفسه مكان الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وليس مدير لمؤسسة دولية تعمل على إغاثة اللاجئين"، لافتاً إلى أنّ انحياز شمالي يتنافى مع مبدأ الحيادية القائمة عليها الأونروا مع جميع موظفيها.
وأشار إلى حجم الألم والاشمئزاز الذي تسببت بها تصريحات شمالي لمجتمع اللاجئين بانحيازه السافر للاحتلال عبر تصريحاته.
وبالحديث عن خطورة تصريحات شمالي، قال خلف: "إنّ خطورتها تكمن في تماهيها مع رواية الاحتلال ومحاولة الإيحاء بأنّ ما قام به الاحتلال من عدوان سافر ضد المدنيين العزل مسألة طبيعية من حقه".
واستغرب خلف تصريحات شمالي، بالقول: "ترك مهمته الأساسية من مدير مؤسسة أممية تقف على خدمة اللاجئين وإغاثتهم للانحياز للاحتلال؛ بدليل رفضه فتح مدارس الأونروا للاجئين وتقديم أيّ خدمات إغاثية عاجلة".
وأضاف:" إلا أنّ اللاجئين قاموا بفتحها بالقوة لحماية أنفسهم من القصف الإسرائيلي الهمجي؛ لكنّه لم يقدم لهم خدمات إغاثية".
وقد نزح ما يقارب من 40 ألف فلسطيني خلال العدوان الأخير على غزّة من مناطق شمال القطاع وشرقه بسبب القصف المدفعي العشوائي وقصف طائرات F35 العشوائي لمنازلهم وأراضيهم.
أما عن تداعيات تصريحات شمالي على أيّ تحقيق دولي في جرائم الاحتلال خلال الحرب الرابعة على غزّة، قال خلف: "إنّها تصريحات كاذبة وفارغة أمام المجازر والجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، وبالتالي لا وزن لها".
وبيّن أنّ محاولات ماتياس شمالي للتراجع عبر تغريداته عبر موقع توتير بتقديم الاعتذار والإشارة إلى إساءة فهمه؛ لا فائدة منها؛ لأنّ تصريحاته تُعبر عن قناعاته وما يدور بداخله.
واعتبر أنّ تصريحات شمالي ما هي إلا انعكاس لسياسته التي أدت لمسلسل من التقليصات وانعدام التوظيف خلال الثلاث سنوات الأخيرة من ولايته، رغم وجود 1500 شاغر في الأونروا.
بدوره، قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي: "إنّ تصريحات شمالي تضليلية تجرّد فيها من الحيادية ، كما أنّها تتنافى مع مواقف المنظمات الأممية التي أدانت العدوان الإسرائيلي واعتبرت ما جرى في قطاع غزة بمستوى جرائم الحرب".
وعبّر أبو هولي في تصريح وصل وكالة "خبر"، عن استهجان منظمة التحرير الشديد لتصريحات مدير عمليات الوكالة بشأن ابتعاد القصف الإسرائيلي عن الأهداف المدنية، لافتاً إلى أنّ هذه التصريحات المشينة تسيء لأكبر منظمة تابعة للأمم المتحدة.
ونوّه إلى اللقطات الحية التي شاهد فيها العالم تدمير مبانٍ مدنية على رؤوس أصحابها، بينما "تدعي إدارة الأونروا الآن أنّه تمت إصابة عدد قليل فقط من الأهداف المدنية، مُتجاهلةً العدوان الإسرائيلي الذي خلّف 254 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
وفي السياق ذاته، أدانت شبكة المنظمات الأهلية ومجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية تصريحات شمالي، وقالت بيانٍ وصل وكالةة "خبر": "إنّ مسؤول الأونروا في غزّة تجاهل الجرائم التي ارتُكبت ضد المدنيين الفلسطينيين أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير".
وختم خلف حديثه، بالقول: "مستمرون في الفعاليات على الأرض لطرد شمالي من غزّة بلا رجعة؛ وذلك بسبب سياسته التي لا تخدم مجتمع اللاجئين، وإنّما تُفاقم من معاناتهم بعد العدوان الأخير".
وقالت رئيسة المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه: "إنّ الضربات الإسرائيلية في غزّة وقتل المدنيين واستهداف المنشآت المدنية ترقى إلى جريمة حرب".
وجاءت تصريحات باشليه في اجتماع استثنائي عقده مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس، لبحث تشكيل لجنة تحقيق دولية حول التجاوزات التي رافقت العدوان الأخير على غزّة، فضلاً عن الانتهاكات "المنهجية" لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.