استقبل غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، مساء يوم الخميس، ممثل الاتحاد الأوروبي للسلام في الشرق الأوسط سفن كوبمانز، وممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفن كون فون بورغسدورف، وعدد من سفراء وقناصل وممثلي دول الاتحاد الأوروبي بالقدس ورام الله، وذلك في مقر بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية بمشاركة وحضور رؤوساء كنائس الأراضي المُقدسة.
ورحب غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث بالممثلين والسادة والسيدات السفراء باسم جميع كنائس الأراضي المُقدسة، معبراً عن تقديره للزيارة التي تأتي في وقت حساس تمر به المنطقة.
وأكد على حُسن العلاقات التي تربط أبناء الأراضي المُقدسة باوروبا، واهمية دور الحجاج الأوروبيين الذين يزورون الأراضي المقدسة، وخاصة القدس التواقة الى عودتهم بعد رفع قيود السفر بسبب جائحة الكورونا التي تسببت بمشقة اقتصادية كبيرة في مختلف أنحاء الأراضي المقدسة.
وأشار إلى أن الأحداث التي مرت بها الأراضي المُقدسة مؤخراً، وعلى رأسها الحرب على قطاع غزة، غعقدت المشهد وعمّقت الجراح التي تسببت به الجائحة، محذرًا رؤساء الكنائس من تنامي قوة ونفوذ المتطرفين الإسرائيلين الذين يستهدفون المسيحيين والمسلمين في الأراضي المقدسة.
ولفت الوفد إلى أن هذا التطرف وصل إلى درجة تنفيذ جرائم اعتداءات لفظية وجسدية متكررة ضد رجال دين مسيحيين بدون أن تتم ملاحقتهم او معاقبتهم قانونياً، وكان آخرها الاعتداء الجسدي المصوّر على رجلا دين أرمن خارج أسوار ديرهم في قلب الحي الأرمني، بالإضافة إلى الاعتداء على المدرسة اللاهوتية التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في جبل صهيون، وإحراق كنيسة الجثمانية، موضحين أن هذه الاعتداءات، ولكثرتها، أصبحت للأسف جزء من الحياة اليومية.
وشدد البطريرك ثيوفيلوس، على أن رجال الدين المسيحي يعملون من أجل العدل والسلام والأمن في الأراضي المقدسة لكن اهتمامهم الأكبر هو بحماية مسيحيي الأراضي المقدسة وعلى رأسها القدس.
وقال "نحن ككنائس على الدوام وقفنا بقوة ضد العنف، لكن الأمور تغييرت بشكل راديكالي الآن بحيث أصبحت الكنائس تقف وجهاً لوجه ضد جماعات إسرائيلية متطرفة تعمل بشكل مؤسساتي مُنظم لاخراج المقدسيين من مدينتهم سواء من خلال التهديد بالاستيلاء على أملاك الكنائس، وبالأخص عقارات باب الخليل، التي تُشكل المدخل الرئيسي لحجاج القدس المسيحيين، أو في حي الشيخ جراح وسلوان حيث يحاول المستوطنين إجبار السكان الأصليين على النزوح بالقوة من منازلهم، الأمر الذي أدى إلى اشتعال العنف".
وشدد رؤساء الكنائس على أن إنقاذ الوجود المسيحي الأصيل في المنطقة يحفظ طبيعتها المتنوعة وهويتها الحقيقية وميزاتها الفريدة، وأن كل هذا يواجه مخاطر عديدة بسبب المجموعات الإسرائيلية المتطرفة، مضيفين أن الكنائس وجموع المسيحيين أصحاب حقوق تاريخية في الأراضي المقدسة، وأنهم ملتزمون بالسلام بالرغم من ما يتعرضوا له من هجمات.
كما أكدوا على أن أبواب المقدسيين ستظل مفتوحة للحجاج من جميع أنحاء العالم، لافتين إلى أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والإسلامية في الأراضي المقدسة والدور القيادي المميز الذي يقوم به الملك عبد الله الثاني في حفظ هذه الوصاية وحماية المقدسات في المدينة المقدسة.
وطالب رؤساء كنائس الأراضي المقدسة مساندة المجتمع الدولي في مساعي مجابهة المجموعات الاسرائيلية المتطرفة للدفاع عن الوجود المسيحي الأصيل في القدس وباقي أنحاء الأراضي المقدسة، في إطار تعاون وشراكة حقيقية تحترم القرارات والشرعية الدولية، وتحفظ ترتيبات الوضع القائم "الستاتيكو" في الأماكن المقدسة.