استبعد مدير المركز الدولي للاستشارات في حيفا، وديع أبو نصار، إنجاز صفقة تبادل بين حركة حماس ودولة الاحتلال "الإسرائيلي" في المستقبل القريب؛ مُرجعاً ذلك إلى عدم وجود حكومة "إسرائيلية" قوية في الوقت الراهن.
وأضاف أبو نصار في حديثٍ خاص بوكالة "خبر"، أنّه في ظل غياب حكومة "إسرائيلية" قوية لا يُمكن التوصل إلى صفقة؛ كونها ستُعتبر تنازل من طرف الاحتلال، مُعتقداً في ذات الوقت عدم وجود أيّ شخص داخل "إسرائيل" قادر على تقديم تنازل جدي لحركة حماس.
حديث عن صفقة دون إنجازها
وتابع: "ليست المرة الأولى التي يتم الترويج لقرب التوصل لصفقة تبادل، حيث إنّه مُنذ عام 2014 يوجد هبوط وصعود في الحديث عن صفقات؛ خاصةً بعد الجولة الأخيرة لوقف إطلاق النار".
وقال أبو نصار: "إنّ الصفقة مُستبعدة؛ لأنّ حماس تشعر بأنّها أقوى من قبل وبالتالي تتمسك ولا تُظهر بأنّها مهزومة على الأقل من وجهة نظر أنصار الحركة".
وبالحديث عن دور مصر في انجاز صفقة التبادل، أوضح أنّها معنية بالحفاظ على دور مركزي ولا بديل عن دورها كوسيط بين حماس والفلسطينيين وإسرائيل، مُستدركاً: "لكنّها ليست المرة الأولى التي يُروج فيها للصفقة دون إنجازها".
وتشهد المنطقة جهوداً سياسية لتثبيت وقف إطلاق النار بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين، إذ يُجري وزير الخارجية "الإسرائيلي" مباحثات في مصر، في وقتٍ يقوم فيه رئيس جهاز المخابرات المصري بزيارة إلى "تل أبيب" والأراضي الفلسطينية.
وتشمل المباحثات -وفقاً لمصادر عديدة- تثبيت وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزّة، مع إدخال المساعدات الإنسانية، والاتفاق على خطة لإعادة إعمار القطاع، وملف تبادل الأسرى.
ويسعى الاحتلال "الإسرائيلي" لربط إعادة الإعمار وتدفق المساعدات الإنسانية بالإفراج عن جنوده الأسرى، لكنّ مصادر تُؤكّد على أنّ حركة حماس تفصل بين الأمرين.
ثلاثة أسباب تحول دون تهدئة ممتدة
أما عن نجاح مباحثات وقف إطلاق النار بتثبيت تهدئة تمتد لسنوات، رأى أبو نصار، أنّه من الصعب تثبيت هدنة طويلة المدى، كما يجري الحديث عن خمس أو عشر سنوات، وذلك لثلاثة أسباب.
واستعرض أبو نصار الأسباب، فالأول هو أنّ حماس لن تُوقف تطوير أسلحتها وهذا الأمر غير مقبول "إسرائيليًا" وستسعى عاجلاً أم آجلاً لمنع ذلك، أما السبب الثاني فهو أنّ "إسرائيل" لن ترفع الحصار عن غزّة، لكنّ قد تُخففه دون رفعه بشكلٍ كامل.
وأردف: السبب الثالث هو عدم وجود طرف حقيقي قادر على الضغط على إسرائيل؛ لإنهاء الحصار واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين".
واستدرك: "بالتالي سيبقى هذ الوضع مصدر عدم استقرار وسيُفجر الوضع من جديد عاجلاً أم آجلاً"، مُردفاً: "قد يحدث بعض التخفيف بالسماح بمرور بعض المال والمساعدات".
من جهةٍ أخرى، قال موقع "أكسيوس" (Axios) الإخباري: "إنّ المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا وزير الخارجية الأميركي أنّه ينبغي تلبية عدد من الشروط قبل أنّ يسمحوا ببدء جهود إعادة إعمار غزّة".
ونقل الموقع عن مسؤولين "إسرائيليين" أنّه على إدارة بايدن الضغط على مصر لمراقبة معبرها الحدودي مع غزّة، ومنع دخول المواد ذات الاستخدام المزدوج التي يُمكن أنّ تُعزز الصناعة العسكرية لحماس، إضافةً إلى مطلب إحراز تقدم نحو استعادة الجنود "الإسرائيليين" المحتجزين لدى حماس، بحسب الموقع.
واعتبر الموقع أنّ الإدارة الأميركية تُريد تنسيق إعادة الإعمار مع السلطة الفلسطينية التي ليس لها نفوذ في غزّة، واستبعاد حماس التي تسيطر على القطاع منذ أكثر من عقدين.
تخفيف الحصار دون كسره
وبشأن ذهاب "إسرائيل" لاغتيال قائد حماس في غزّة، يحيي السنوار، بعد تهديد بيني غانتس، قال أبو نصار: "إنّه أمر وارد؛ لكنّ ليس بالمستقبل القريب؛ لأنّه يحتاج إلى حكومة إسرائيلية قوية والآن لا توجد هذه الحكومة.
وختم أبو نصار حديثه بالقول: "إنّ إسرائيل لم تخرج منتصرة وهناك من يرى أنّها خرجت مهزومة ، وتبحث الآن بعد الجولة القتالية عن سبل تخفيف حدة الخسائر وهذا الأمر سيدفع ثمنه أهل غزّة".
وتحدى رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الذي هدد باغتياله في حال ظهوره، وعاد إلى منزله في القطاع سيراً على الأقدام.
وفي رده على سؤال في مؤتمر صحفي "ألا تخشى على حياتك من تهديدات غانتس؟"، قال السنوار: "أكبر هدية يُمكن أنّ يُقدمها الاحتلال لي هو أنّ يغتالني وأنّ أقضي إلى الله شهيداً، اليوم عمري 59 سنة وأفضل أنّ أستشهد بـ f16 وبالصواريخ على أنّ أموت في كورونا أو جلطة أو حادث طريق".
وأضاف السنوار: "لن يقصر من عمري ثانية واحدة قرار غانتس أو توجهاته، وإذا بده مني نصيحة، فهي أنّ تعلم الدرس من محمد الضيف (القائد العسكري لكتائب القسام) وأبو عبيدة والقسام فإنهم إذا هددوا فعلوا".
وأكمل حديثه: "سأعود إلى منزلي مشياً على الأقدام بعد هذا اللقاء وأمام غانتس 60 دقيقة لاتخاذ القرار وتجهيز طائراته.. لن يرمش لي جفن".
وانتشرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر السنوار يسير في شوارع قطاع غزّة عائداً إلى منزله، بعد المؤتمر الصحفي.