ما سر الرقم 1111 الذي أعلن عن قائد حماس في غزّة؟

السنوار مع الوفد
حجم الخط

غزة - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

حالة من الغموض ممزوجة بالأمل عمت الشارع الفلسطيني عقب إعلان رئيس حركة حماس في غزّة يحيي السنوار، أمام مجموعة من الصحفيين عن ضرورة ترقبهم للرقم "1111"، بقوله لهم: "سجلوا الرقم 1111 على مقاومتكم وحركة حماس وكتائب عز الدين القسام".

تصريحات السنوار، جاءت مباشرةً عقب لقاء جمعه للمرة الأولى برئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، الذي يُجري جولة في الأراضي الفلسطينية لبحث ملفات عدة؛ أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال بعد11 يوماً من العدوان على قطاع غزّة.

الدور المصري كان مفصليًا في إنجاح وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة ودولة الاحتلال؛ لتأتي زيارة اللواء كامل لتكلل الجهد ببحث ملفات لا تقل أهمية عن التهدئة، سواء ملف الإعمار وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، أو إنجاز صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال طال الحديث عنها مُنذ العام 2014، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول إمكانية إنجاز هذه الصفقة برعاية مصرية.

مؤشران للرقم 1111

الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، رأى أنّ هذا الرقم قد يكون له أكثر من تفسير، لكنّ لا يملك حقيقته إلا من تحدث عنه، في إشارة إلى قائد حركة حماس بغزّة يحيى السنوار، لافتاً إلى أنّ التخمينات عدة، وأبرزها أنّ الرقم جاء بعد لقاء وفد المخابرات المصرية مع قيادة حماس، والحديث عن صفقة تبادل أسرى.

وتساءل الصواف، خلال حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الثلاثاء: "هل الرقم الذي طرحه السنوار يُعبر عن عدد الأسرى المطلوب الإفراج عنه من قبل الاحتلال الصهيوني، للإفراج عن جنود الاحتلال؟"، مُردفاً: "هذه واحدة من الخمينات بهذا الخصوص".

وتابع: "الترجيح الآخر هو أنّ الرقم يجمع بين الرقمين 11+11= 22، أيّ نحن أمام عام 2022، وهو العام الذي ستُفتح فيه الأبواب للوصول إلى القدس"، مُعتبراً أنّ "الرقم يحمل دلالات الرقمين".

واستدرك: "لكنّ على الأغلب فإنّه رقم الأسرى المطلوب الإفراج عنهم، وفق الإحصاءات التي أعدتها حماس والأسماء التي سلمتها للجانب المصري وعرضتها على الاحتلال الإسرائيلي".

وبيّن الصواف، أنّ قيادة المقاومة عندما تتحدث عن أمر ما وفقاً لما شاهده الجميع على أرض الواقع خلال جولة "سيف القدس"، فإنّ الحديث عن الرقم 1111، يعني أنّ لدى المقاومة يقين بأنّه سيتحقق.

المرحلة الانتقالية فرصة لإنجاز الصفقة

وبالحديث عن إمكانية إنجاز صفقة في ظل عدم وجود حكومة قوية داخل دولة الاحتلال، قال الصواف: "ربما لن يتمكن نفتالي بينت من تشكيل الحكومة، وستبقى الأمور تُراوح مكانها، وبالتالي يبقى نتنياهو ليس رئيساً للوزراء ورئيساً للوزراء، وذلك إلى حين إجراء الانتخابات الخامسة".

ورجَّح الصواف، فوز نتنياهو بالانتخابات الخامسة، وتمكنه من تشكيل حكومة، مُستدركاً: "ربما تكون الفترة الراهنة بمزيد من ضغط الشارع الصهيوني على نتنياهو؛ هي المناسبة لإتمام هذه الصفقة".

وأكمل حديثه: "الاحتلال بعد جولة "سيف القدس"، أصيب بشئ كبير أدى لتغيير قناعاته، ولربما يُقدِم على إنجاز صفقة يُحقق فيها للشعب الفلسطيني ما يريد".

وبالحديث عن إمكانية إنجاز الصفقة في المستقبل القريب، قال الصواف: " إنّ الاحتلال بطبيعية يُماطل ويُسوف الملفات، وغير ذلك من الصفات التي يتصف بها؛ لكنّ ربما يكون الأمر ليس قريب غدًا أو بعد غدٍ بل قد يمتد لأشهر طويلة؛ لأنّ الظرف اختلف بشكلٍ كبير والاحتلال مضطر للقيام بمثل هذه الخطوة".

الرقم 1111 إطار عام للصفقة

من جهته، رأى المحلل السياسي حسن عبدو، أنّ الرقم 1111 يُشير إلى الحد الأدنى من الأسرى الفلسطينيين الذين تسعى حركة حماس للإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، مُشيراً إلى أنّ الرقم 1111 هو حديث عن إطار لم توافق دولة الاحتلال الإسرائيلي عليه.

وأضاف عبدو، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "لذلك مجرد أنّ يتم الاتفاق على الإطار العام للصفقة، فمن الممكن الحديث عن اقتراب إتمام العملية؛ لكنّ إلى الآن الجميع يُحاول الضغط على الآخر بما لديه؛ حتى يُقلل سقف طموحات الطرف الآخر"؛ مُستدركاً: "لذلك إلى الآن لا أعتقد أنّه تم الدخول عمليًا في الصفقة نفسها".

ونوّه إلى وجود صعوبات في الملف، أبرزها ضعف حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، بالإضافة إلى وجود عوامل كثيرة تُبيّن أنّنا لسنا أمام صفقة مكتملة، وذلك في ظل عدم الاتفاق على إطار عام.

وأردف: "يوجد رغبة "إسرائيلية" واضحة تضغط باتجاه إنهاء ملف الأسرى، وأيضاً الوسيط المصري نقل هذه الرسالة، الأمر الذي يُفسر الإعلان الصريح والواضح للسيد السنوار؛ لإيصال رسالة واضحة للاحتلال مفادها الرغبة بإنجاز الصفقة بوساطة مصرية".

أما عن إمكانية إنجاز الملف بشكل منفصل عن أيّ ضغوطات إسرائيلية، أوضح أنّ "إسرائيل" حاولت مُسبقاً ربط ملف الجندي جلعاد شاليط بإعادة إعمار غزّة من عدوان عام 2008؛ لكنّها لم تتمكن من فرض أجندتها.

وفي ختام حديثه، قال عبدو: "إنّ كل عمليات التبادل التي جرت مع الاحتلال الإسرائيلي سواء مع الفلسطينيين أو غيرهم، انتهت بمفاوضات وعملية تبادل ولم يتم الإفراج عن أيّ أسير إسرائيلي سواءً في غزّة أو في زمن المقاومة إلا من خلال عملية تبادل؛ وبالتالي من المؤكد أنّ صفقة تبادل قادمة"، مُتسائلاً: "لكنّ هل نضجت هذه الصفقة وهل هي مكتملة أم لا؟".