حذّر مدير المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عمر الكسواني، قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من مغبة التحريضات على اقتحام المسجد الأقصى، مُشدّداً في ذات الوقت على أنّ الاحتلال يتحمل المسؤولية على اقتحامات المستوطنين الذين يستفزون مشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة ويجرون المنطقة إلى العنف.
وقال الكسواني في حديثٍ خاص بوكالة "خبر" اليوم الأحد: "إنّ الاحتلال يتحمل مسؤولية تحريضه المستوطنين على اقتحام الأقصى،" لافتاً إلى أنّ مسيرة الأعلام إذا كانت مسائية لا يعني أنّها ستقترب من المسجد الأقصى؛ لكنّ ربما ستكون داخل البلدة القديمة وعلى أبواها من الخارج.
وأشار إلى استفزازات المستوطنين وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" التي تُوفر الحماية لهم؛ لاقتحام الأحياء العربية والقيام بتخريب وتكسير السيارات والمحلات في القدس العربية؛ مُبيّناً أنّ هذه المسيرة ستجر المنطقة نحو العنف.
وأكّد على أنّ الاحتلال "الإسرائيلي" ومستوطنيه يتحملون المسؤولية عن الاستفزازات التي ستؤدي إليها ما تُسمى بـ"مسيرة الأعلام"؛ بالتحريض على التجمع لاقتحام القدس الشرقية وباب العامود والقدس القديمة.
أما عن استمرار الاقتحامات اليومية للمستوطنين على ذات الوتيرة، قال الكسواني: "إنّه حتى الساعة السابعة إلى الحادية عشر صباحًا اقتحم المسجد 68 مستوطنًا بدلاً من 250"، مُستدركًا: "لكنّ الاقتحام يبقى اقتحام سواء انخفض العدد أم لا".
والمسيرة الاستفزازية المقررة الخميس، خطط منظموها من المستوطنين للمرور من خلال باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس ولم تُوافق عليها الشرطة "الإسرائيلية" بعد.
ويُطلق على المسيرة اسم "مسيرة الأعلام"، وتمر من خلال باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، وتمر عبر شوارع البلدة، وصولاً إلى حائط البراق، الذي يُطلق عليه "الإسرائيليون" اسم "حائط المبكى".
وقال مصدر أمني لقناة "كان" الرسمية: "إنّ الوضع قابل للانفجار وجميع الأجهزة في إسرائيل تعلم ذلك"، مُردفاً: "تحديداً عندما نتحدث عن القدس، كل حدث غير عادي يُمكن أنّ يُشعل الأرض ويقود إلى التصعيد في الضفة الغربية وكذلك في قطاع غزّة".
وبحسب مصدر عسكري إسرائيلي رفيع، تحدث للقناة ذاتها، فإنّ الجيش "الإسرائيلي" يُواصل تأهبه على الحدود مع غزّة، التي قال إنّها "لم تهدأ بعد أو تستقر بشكلٍ كامل".
ولم تُوافق الشرطة "الإسرائيلية" حتى اللحظة على "مسيرة الأعلام"، وسط توقعات بالموافقة عليها عبر "مسار معين" وعدم إلغائها بالكامل، وفق ما أفادت به "كان".
ومساء السبت، أعلن وزير الدفاع "الإسرائيلي" بيني غانتس، أنّه سيطالب بعدم إقامة "مسيرة الأعلام" في القدس هذا الأسبوع في مسارها الذي يتطلب جهداً أمنياً خاصاً، والذي من الممكن أنّ يُلحق الضرر بالنظام العام، وفق ذات المصدر.
وكان الناطق باسم حركة حماس في القدس، محمد حمادة، قد قال أمس السبت في بيانٍ وصل وكالة "خبر": "نُحذّر من مغبة الحماقة الجديدة التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القدس، وذلك بالسماح من جديد لما تُسمى مسيرة الأعلام بالمرور عبر باب العامود".
يُذكر أنّه كان من المقرر تنظيم المسيرة، التي يرفع فيها الكثير من الأعلام الإسرائيلية، الشهر الماضي تزامناً مع الذكرى السنوية "بموجب التقويم العبري"، لاحتلال القدس الشرقية عام 1967؛ ولكنّ جرى تأجيلها إثر العدوان الإسرائيلي على غزّة وفي ظل التوتر الشديد الذي كان يسود مدينة القدس الشرقية.