قال الكاتب والمحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، إنّ قرار عدم تدخل المستشار القضائي الحكومي ورئيس حكومة أفخاي مندلبليت، هو بالأساس يريد إضعاف قضية حى الشيخ جراح وتصويرها على أنّها قضية إدارية قانونية، لافتًا إلى أهمية التعامل مع القضية على أنّها دستورية لها أبعاد في القانون الدولي وفي حقوق الإنسان.
وأضاف عبيدات في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، يُريد من خلال قراره أنّ يتم حسم القضية في القضاء الإسرائيلي"؛ مُنوّهاً إلى أنّ القضاء الإسرائيلي ومحكمته ليست قانونية وإنّما سياسية بامتياز، وأنّ المحاكم الإسرائيلية بدرجاتها الصلح والعليا ترفض النظر في الأوراق الثبوتية التي يمتلكها أهالي الشيخ جراح وتُثبت ملكيتهم وحقهم في أرضهم.
وحذّر من قرار المستشار القضائي بوصفه بـ"التطرف" من المحكمة العليا، باتجاه ممارسة عملية تطهير عرقي بحق أهالي الشيخ جراح، ومؤشر خطير على أنّ الاحتلال يُهجر السكان في ظل الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة في المدينة من مسيرة الأعلام والاعتداءات المتواصلة على المواطنين المقدسين في كل أنحاء المدينة المحتلة؛ لتمرير الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وتوقع انفجار الأوضاع ليس فقط في مدينة القدس بل في كل الأراضي الفلسطينية وامتدادها للإقليم حال استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق أهالي الشيخ جراح، وتواصل الاقتحامات بالأقصى في ضوء مسيرة الأعلام المتوقعة للمستوطنين.
وبالحديث عن إمكانية ذهاب الاحتلال نحو التصعيد في القدس، قال عبيدات: "سيتم تأجيل قضية الشيخ جراح في جلسة المحكمة؛ لكنّ لن يكون هناك إلغاء لقرار الإخلاء؛ لتبريد الوضع في مدينة القدس، والسماح بتنفيذ المشروع الاحتلالي الإحلالي في حى الشيخ جراح".
وتابع: "الأوضاع تزداد توتراً وتطرفاً في القدس، وتدفع نحو عدم إصدار قرار طرد سكان الشيخ جراح؛ ولكنّ هناك إصرار على عدم مناقشة قضية ملكية الأهالي للأراضي".
وأردف: "الاحتلال يتحين الفرصة المناسبة؛ لكي تهدأ الأوضاع ويبدأ في تنفيذ مخططاته ومشاريعه؛ لأنّه يُريد أنّ لا يتم المساس بالقدس كعاصمة موحدة له".
أما عن إمكانية عدم تنفيذ قرار إخلاء أهالي حي الشيخ جراح في المستقبل القريب، قال: "إنّ الأوضاع ما زالت تتجه نحو التصعيد، لكنّ الاحتلال سيتريث في عملية الطرد؛ خاصةً أنّه لا يوجد حكومة إسرائيلية جديدة حتى اللحظة".
وختم عبيدات حديثه، بالقول: "بعد كل التطورات الأخير لم يُجرِ الاحتلال أيّ شيئ بشكلٍ، وخاصةً بعد معركة سيف القدس، سيتريث في تطبيق قرار طرد سكان الشيخ جراح".