اكتشف مجموعة من علماء الاثار 118 قطعة نقدية فضية في غابة في شمال شرق بولندا يعتقدون أنها ربما كانت جزءًا من رشوة قديمة عمرها أكثر من 1200 عام، لحماية باريس من نهب الفايكنج المعروفين في أواخر القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر، بأنهم تجار ومحاربي المناطق الإسكندنافية الذين هاجموا السواحل البريطانية والفرنسية وأجزاء من أوروبا خلال هذه الحقبة من القرن الحادي عشر.
العملات المعدنية التي عُثر عليها هي أكبر عدد من نوعها تم العثور عليه في بولندا على الإطلاق، وتم سكها في القرن التاسع خلال فترة الإمبراطورية الكارولنجية - وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى إمبراطورية الفرنجة تحت حكم سلالة الكارولينجيين الذين يعتبروا مؤسسو فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة، وذلك وفقًا لما نشرته صحيفة "ديلى ميل البريطانية".
ويعتقد الخبراء أن الكنز ربما كان جزءًا من رشوة لحماية باريس من نهب الفايكنج منذ أكثر من ألف عام، واكتشف العلماء ما مجموعه 118 قطعة نقدية جميعها باستثناء واحدة تعود إلى عهد الإمبراطور الكارولنجي لويس الورع، الذي حكم من 814 حتى 840 بعد الميلاد، وتم سك القطعة الفضية المتبقية خلال فترة الحكم القصيرة لابنه تشارلز الأصلع، الذي حكم من 875 إلى 877.
ووفق ما قالته الصحيفة البريطانية، فإن جميع العملات تحمل العلامات المميزة للسلالة الكارولنجية، مع صليب ونقوش لاتينية، ولكن العثور على نوع كارولينجيان في بولندا أمر نادر الحدوث، حيث كانت المنطقة خارج حدود الإمبراطورية، وافترضوا أن المال كان جزءًا من رشوة ضخمة دفعها تشارلز لمنع الإسكندنافية من غزو باريس، عاصمة الإمبراطورية الكارولنجية.
وقال ماتيوز بوجوكي، عالم آثار وعالم نقود في جامعة وارسو، لـ Live Science ، إنه من السابق لأوانه معرفة ذلك على وجه اليقين، ولكن يمكن إرجاع بعض العملات المعدنية إلى باريس والتأكد، وإذا لم يتم استخدام العملات المعدنية لشراء الفايكنج، فإن وجودهم يعد لغزًا: لم تكن هذه المنطقة من بولندا غير مأهولة بالسكان في ذلك الوقت".
وتدور أكثر الآراء حول هذا الكنز بأن الأمير تشارلز الأصلع دفع 7000 قطعة أو أكثر من خمسة أطنان من الفضة والذهب، إلى الفايكنج حتى لا يغزون باريس.