على خلفية الصراعات الحزبية والسياسية المحتدمة في إسرائيل والتي وصلت ذروتها قبيل تشكيل حكومة بينيت – لابيد – منصور عباس بقيام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو باستخدام لغة تحريضية تشبه تلك التي إستخدمها في كتابه “مكان تحت الشمس” وادت آلى إغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الاسبق اسحق رابين بدأ بعض المحللين السياسيين بالحديث مجدداً عن وجود امكانية لتحول هذا العنف الكلامي المنظم والموجه إلى عنف جسدي واغتيالات سياسية وبالتالي إلى حرب اهلية،
فهل يمكن توقع حدوث مثل تلك الحرب؟
قبل محاولة الإجابة على هذا السؤال لا بد من الإشارة إلى ان هناك تناقضات طبقية وآجتماعية حادة يعاني منها المجتمع الصهيوني .
كما ان هناك صراعاً تاريخياً بين اليهود الشرقيين والغربيين (السفارديم والاشكناز) وبين هذين المكونين ويهود الفلاشا وكذلك بين اليهود العلمانيين والمتدينين وبين المتدينين انفسهم وهناك صراعاً بين كل اولئك واصحاب الارض الاصليين واقصد الجماهير الفلسطينية التي بقيت متشبثة بارضها رغم كل كل سياسات الاقتلاع والتهويد والأسرلة وغيرها من الممارسات العنصرية.
كما ان هناك تناقضات بين المستوطنين في الضفة الغربية ونظرائهم القاطنين في داخل الخط الاخضر بسبب تخصيص حكومات الاحتلال المتعاقبة لميزانيات ضخمة لمسنوطني ومستوطنات الضفة المحتلة بدل توجيهها للتعليم والصحة. كما يوجد خلافات عميقة ايضاً حول موضوع خدمة الحريديم في الجيش وكذلك حول موضوع المثلية الجنسية .. الخ.
ورغم ذلك فإنني استبعد من جهتي إمكانية تطور مثل هذه الصراعات و التناقضات الى حرب اهلية طالما أن انه لم تظهر بوادر عملية جدية على أن مشروع الإحتلال قد دخل في طور الإحتضار والانهيار.
بكلمات اخرى فإن الحرب الاهلية في الكيان الإسرائيلي ستكون واردة فقط في حال نشأت موازين قوى جديدة في المنطقة تسمح للشعب الفلسطيني باستعادة الاراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في عدوان الخامس من حزيران عام ١٩٦٧ وتفكيك المستوطنات كخطوة لاستعادة كامل التراب الفلسطيني المغتصب.
عند ذلك يمكن ان يتطور الأمر الى صدام مسلح او إلى نوع من الحرب الاهلية بين اليهود الأمر الذي سيسرع في حال حدوثه بزوال النظام السياسي الاستيطاني الكولنيالي الاسرائيلي برمته.
فمثل هذا الصدام المسلح حصل في الجزائر عشية قرار فرنسا الإنسحاب من هناك تحت ضغط ضربات المقاومة الجزائرية ولا يستبعد ان يتكرر في فلسطين المحتلة في ظروف مشابهة.