توقع البعض بأن نتائج الحرب الرابعة على غزة ستؤتي بثمار سياسية وبأقل التوقعات و الحصاد وهو فك الحصار وتبادل الاسرى واعادة الاعمار ، هؤلاء المتفائلون الذين لم يضعوا في حساباتهم بأن المجتمع الاسرائيلي وجد بنظرية التفوق واليد الطولى و الجيش الذي لا يقهر وهناك له من الحراس الدوليين والاقليميين لأن يبقى بهذه الصورة المنتصرة وهي احد دعائمه المهمة على الارض ، ولكن هذا المجتمع الذي يسمى اسرائيل و في الجيل الرابع و الخامس اصبح هذا مفتتا و مجزءا ومبعثرا تحت دائرة المصالح لحالة الخلاف الحزبي و جهات المنشأ لقياداته فكانت الحرب الرابعة هي نصرا عسكريا و حربيا مؤكدا لفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى ضوء ذلك قدمت حماس والفصائل مطالبها التي من اجلها انطلق اول صاروخ وهي القدس والشيخ جراح وضواحي القدس وفك الحصار و قدمت حماس ورقة سياسية دعمت وثيقتها الصادرة في 2017 بقبول دولة في اراضي 67 على ان تدخل في المسار السياسي والتكويني والشرعي للشعب الفلسطيني الذي يعترف به العالم وهو منظمة التحرير الفلسطينية وتدخل الى المجتمع الدولي من اوسع الابواب طمعا واستحقاقا في تمثيل الشعب الفلسطيني في المرحلة القادمة من خلال انتخابات رئاسية وتشريعية و مجلس وطني ولكن هنا لكل دارس لطبيعة الكيان الصهيوني والدول الحارسة له لن تقبل بهزيمة هذا الكيان على الاقل سياسيا لان اي قبول بالهزيمة يعني تراجع للمشروع الصهيوني وتقدم لمشروع التحرير ولذلك تحركت كل الوسائل الدولية لوقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات غير مباشرة لكي تحقق المقاومة الفلسطينية مطالبها واستحقاقات النصر ولكن يبدو ان دول الاقليم وتحت نفس الاعتبارية والدول الغربية كانت مواقفها بعكس مواقف التعاطف مع الشعب الفلسطيني ارادت من هذه الهدنة عملية تبريد متدرج لانهاء ومحو اي نصر والدخول في عملية اليأس التي تسللت من خلالها السلطة لكي تطالب وظيفيا وبصفتها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني من خلال منظمة التحرير ان تكون مسؤولة عن الاعمار واي مفاوضات قادمة وهذا ما كرره الرئيس عباس اليوم في اجتماع المجلس الثوري .
دعت القاهرة لاجتماع الفصائل و من ثم فشلت تلك الاجتماعات والرعاية المصرية من اقناع الطرفين حماس وفتح السلطة من الوصول الى قواسم مشتركة من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مسؤولة عن الاعمار وعن المفاوضات ولكن المقاومة مازالت تتحدث عن استحقاقات لها واستحقاقات للشعب الفلسطيني بأن تجدد شرعية منظمة التحرير اولا والسلطة ثانيا ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية في خلال ثلاثة شهور قادمة وهذا لم توافق عليه السلطة ، علما بأن اخر مواقف مصر اعلن عنها الرئيس المصري السيسي في لقاءه مع رئيس وزراء اليونان بأن اي اعمار يتم من خلال السلطة ، مصر مقيدة بالطبع بالموقف الدولي والاقليمي وان كانت كسرت حاجز التحذيرات الاسرائيلية وقدمت المساعدات الغذائية بصفة انسانية وقدمت كل ما هو لازم من اليات و معدات لازالة الدمار الذي حققته الغارات الاسرائيلية في البنية التحتية لغزة .
تعثرت المفاوضات الغير مباشرة من اجل صفقة الاسرى وتعثرت لقاءات انهاء الانقسام ولم تحقق اسرائيل في كل الوساطات التي حدثت اي تقدم يلبي مطالب المقاومة الفلسطينية فمازالت الاعتداءات في القدس والشيخ جراح والتصفيات على الحواجز ومازالت تشدد من حصارها على قطاع غزة .
1 – الموقف في غزة وموقف المقاومة الفلسطينية بعد النصر الذي تحقق لا يمكن التراجع عنه ولذلك فشلت اللقاءات مع المبعوث الدولي وهذا ما صرح به السنوار وعودة الارباك الليبي والبلالين الحارقة والرد بقوة على اي غارات اسرائيلية مستجدة اي يعني ان غزة ممكن ان تبادر كما بادرت في الحرب الرابعة ، غزة والمقاومة تثق بقدراتها التي استقرئ منها في المرحلة القادمة لعملية اجتياح في غلاف غزة وهي قادرة على ذلك عدة وعتاد وثقة وقدرة امام حكومة جديدة مهزوزة ليس لها اغلبية تؤكد بقاؤها بين اليمين واليسار ويمكن للقائمة العربية الانسحاب منها بأربع مقاعد ان اشتعلت الحرب مرة اخرى اي يعني سقوطها والبحث مجددا عن قوائم من اليمين لتغطي الفاقد .
2 – الموقف الاسرائيلي المهزوم سابقا في الحرب الرابعة والذي مازال طامحا في ان يغير نتائج هذه الحرب لدواعي اقليمية و حالة السيكولوجيا للاسرائيليين ، كوفاخي يهدد باجتياح غزة ولكن لا ارجح ان يكون هذا خيارا اسرائيليا لاعتبارات كثيرة هي حالة الانقسامات الحادثة في المنظومة السياسية والحزبية والقوة الصاعدة لفلسطينيي 48 التي يمكن ان تشعل الجبهة الداخلية والبعد الاخر لعدم ترجيحي لفكرة الاجتياح ان الاسرائيليين اذا ما هزموا في هذه المعركة فإن اسرائيل ستكون في حالة انهيار داخلي ستؤسس لخريطة جديدة في المنطقة ربما سيتوافق معها قوى اقليمية ودولية وربما تسعى قوى دولية لاشعال تلك المعركة للوصول والنضوج لحل سياسي ينتج جغرافيا سياسية قد يحقق منها الفلسطينيين مكاسب كبيرة ويلجم ما يسمى دولة اسرائيل وخاصة ان اسرائيل لم تعد قوة اقليمية وحارس اقليمي بعد القرب من التوصل لاتفاق نووي بين ايران وامريكا وقرار امريكي مفاجئ بسحب قواتها من العراق واليمن والاردن وربما سوريا وافغانستان اذا كل المناخات ترجح ان الطرفين بحاجة لمعركة لكي يحققوا مطالبهم بعد ان عجزت القوى الدولية والاقليمية من فرض حل سياسي وربما يبادر الحزب الديمقراطي الامريكي برسم صورة جديدة وخريطة سياسية جديدة تبتعد كثيرة عن الدولة التي ليس لها حدود وتتحدث ن ان دولتها من النيل للفرات .